تفشي الحصبة بذمار.. مرض خطير يهدد حياة مئات الأطفال في اليمن

تفشي الحصبة بذمار.. مرض خطير يهدد حياة مئات الأطفال في اليمن
مستشفى يمني- أرشيف

في ظل الحصار ودوامة الحرب في اليمن، تواجه محافظة ذمار موجة تفشٍ لفيروس الحصبة، أثارت القلق الدولي بعد ارتفاع عدد الحالات إلى أكثر من 600 خلال أقل من شهر. 

وتواجه المحافظة اليمنية رغم تعدد احتياجاتها، نقصًا حادًا في التطعيم والإمكانات الطبية الأساسية، ما يعرض حياة مئات الأطفال لمخاطر لا تحتمل التأجيل، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم الثلاثاء. 

وحذرت منظمة "أطباء بلا حدود"، في بيان لها، أن هذا التفشي ليس مجرد مرض، بل هو انعكاس لتدهور خدمات الرعاية الصحية، وانكسار برامج التطعيم الروتيني، وسط صمت مقلق دولياً.

انتشار سريع للعدوى 

بحسب منظمة أطباء بلا حدود، تم تسجيل أكثر من 600 إصابة جديدة بالحصبة بين أبريل ويوليو 2025، ارتفع العدد من 800 حالة حتى 2 يوليو إلى 1,400 بحلول 21 يوليو - خلال 19 يوماً فقط.

وأوضحت المنظمة أن 56% من المصابين هم أطفال دون سن الخامسة، فيما سجّل فريق الطوارئ ارتفاعاً حاداً بنسبة 219% في عدد الحالات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وعزت "أطباء بلا حدود" هذا التصاعد إلى فجوات كبيرة في حملات التطعيم الروتيني، وصعوبات في الوصول إلى مراكز الرعاية، مقابل عدد كبير من الأطفال لم يتلقوا جرعة الحصبة مطلقاً.

نظام صحي متهالك

يُشار إلى أن البرنامج العالمي للتطعيم ووكالات الصحة الدولية عملت سابقًا على حملات ضخمة لتغطية الأطفال في اليمن، مثل حملة سبتمبر 2023 التي استهدفت أكثر من 1.2 مليون طفل، إلا أن دمار البنية التحتية الصحية وصعوبة الوصول للريف انعكست على تلك الجهود.

وأفاد تقرير منظمة الصحة العالمية بأن اليمن واجه تفشيات ضخمة في الحصبة والدفتيريا منذ 2022، بما في ذلك أكثر من 34 ألف حالة مشتبه بها و413 وفاة بحلول يوليو 2022، في حين قد انخفضت الحالات بنسبة تقارب 47% في 2024 بفضل بعض الجهود المحدودة.

ومنذ أبريل الماضي، كثّفت "أطباء بلا حدود" أنشطتها في ذمار عبر جناح عزلي في مستشفى "الوحدة التعليمي" بسعة 40 سريراً، و3 عيادات متنقلة تغطي 6 مديريات مختلفة، تقدم الرعاية والعلاج المجاني للحالات المصابة.

كما نفّذت الفرق حملات توعية صحية للتشجيع على تلقي التطعيم مبكرًا، لكنها تبقى جهودًا متواضعة مقارنة بحجم الأزمة.

شهادات من الميدان

أكّد أحد العاملين في العيادات المتنقلة أن "الآلاف من الأطفال لم يتلقوا التطعيم الأساسي، كثيرون يصلون بعد ظهور أعراض متقدمة، ويواجهون مضاعفات خطيرة، خصوصًا في غياب الإنترنت الصحي والرعاية الوقائية المبكرة".

وقالت أم لطفل مصاب: "ابني بدأ يعاني من الحمى والطفح الجلدي. لم نعرف أن الأمر حصبة حتى تفاقم الوضع. لم نُطعّم الطفل، لا نستطيع الوصول إلى المستشفى إلا بصعوبة".

تصاعد تفشي الحصبة في محافظة واحدة مؤشر لواقع أوسع، ويشير إلى ضعف التطعيم الروتيني يفتح الباب لاستمرار تفشيات أمراض أخرى مثل الدفتيريا والشلل.

تفشٍ مماثل بمحافظات أخرى

وأشارت "أطباء بلا حدود" إلى تفشٍ مماثل في محافظات أخرى مثل تعز، مأرب وغيرها، سجل مئات الحالات والوفيات الطفولية، داعية لتدخل وطني فوري.

ودعت المنظمة الإنسانية إلى إطلاق حملة تطعيم طارئة تشمل جميع الأطفال دون 5 سنوات، بالتعاون مع UNICEF وWHO، وتمويل ملح لتمكين تشغيل مراكز الرعاية الأساسية في ذمار والمناطق المجاورة.

كما دعت لجنة تنسيق الإغاثة الدولية لتحويل الوضع الصحي من استجابة جزئية إلى خطة وطنية شاملة، وتعزيز التوعية المجتمعية من خلال فرق محلية لتشجيع الأسر على الإبلاغ المبكر عن حالات الحمى والطفح، وتلقي اللقاحات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية