حرائق الغابات تجتاح اليونان وتدفع السلطات إلى إجلاء السكان

تواصل السلطات اليونانية، اليوم الأحد، جهودها الحثيثة لإخماد حرائق الغابات التي اجتاحت مناطق واسعة من البلاد لليوم الثاني على التوالي، وسط رياح قوية ساعدت في انتشار النيران وأدت إلى خسائر مادية فادحة، فضلاً عن عمليات إجلاء واسعة للسكان في عدة مناطق.

وأفادت قناة "فرانس 24"، اليوم الأحد، أن الحرائق لا تزال مشتعلة في منطقة بيلوبونيز، الواقعة غربي العاصمة أثينا، إلى جانب جزيرتي إيفيا وكيثيرا، حيث استأنفت طائرات الإطفاء والمروحيات عملها عند الفجر لمواجهة ألسنة اللهب المتصاعدة. 

وفيما توقعت الأرصاد الجوية تراجع سرعة الرياح في أغلب المناطق خلال اليوم، أشارت إلى أن جزيرة كيثيرا لا تزال تحت تأثير رياح "مقلقة"، ما استدعى إصدار رسائل إخلاء عاجلة للسكان منذ ساعات الصباح الأولى.

خسائر مادية وبيئية

أكد نائب رئيس بلدية كيثيرا، المسؤول المحلي جيورجوس كومنينوس، أن النيران التهمت عدداً من المنازل وخلايا النحل وأشجار الزيتون، محذراً من أن أحد الأديرة بات مهدداً بالخطر أيضاً. 

ويكافح عشرات من رجال الإطفاء، مدعومين بثلاث مروحيات وطائرتين مخصصتين لمكافحة الحرائق، لاحتواء الحريق الذي اندلع صباح أمس السبت في الجزيرة وأجبر السلطات على إخلاء أحد الشواطئ السياحية الشهيرة.

وطلبت الحكومة اليونانية دعماً من دول الاتحاد الأوروبي، ومن المرتقب أن تصل طائرتان إيطاليتان للمساعدة في عمليات الإطفاء خلال الساعات المقبلة، في حين باشرت وحدات إطفاء من التشيك عملها بالفعل في الميدان ضمن عمليات الدعم الأوروبي الطارئ.

حرائق في إيفيا وكريت

وفي جزيرة إيفيا، القريبة من أثينا، تتواصل الحرائق بوتيرة مقلقة، إذ أحرقت آلاف الهكتارات من الغابات، وأسفرت عن نفوق أعداد ضخمة من الماشية بعد أن اجتاحت النيران مزارع ومراعي متفرقة. 

وأفادت السلطات أن مركبتين تابعتين للإطفاء تعرضتا لأضرار، وتم نقل خمسة من رجال الإطفاء إلى المستشفى لتلقي العلاج إثر إصابتهم خلال عمليات المكافحة.

أما في جزيرة كريت، فقد اندلع حريق واسع في منطقة تيمينيا، التابعة لبلديتي كانتانوس وسيلينو، ما استدعى تدخلاً مكثفاً لفرق الإطفاء لمحاولة السيطرة على النيران قبل أن تخرج عن السيطرة.

مخاطر مناخية متزايدة

تسلط هذه الحرائق الضوء مجدداً على تصاعد موجات الحر والتغيرات المناخية التي تضرب مناطق البحر المتوسط، وتزيد من احتمالية نشوب حرائق واسعة النطاق في فصول الصيف. 

وتواجه اليونان، كما دول أخرى في المنطقة، تحديات بيئية متفاقمة تستدعي تعاوناً أوروبياً عاجلاً لمجابهة الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ.