تقارير أممية تكشف تصاعد الجوع والدمار في غزة وسط استمرار الحرب
تقارير أممية تكشف تصاعد الجوع والدمار في غزة وسط استمرار الحرب
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلق بالغ إزاء قرار الحكومة الإسرائيلية بالسيطرة على مدينة غزة، محذراً من أن الخطوة تمثل تصعيداً خطِراً قد يفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها ملايين الفلسطينيين، ويعرض مزيداً من الأرواح للخطر، بما في ذلك الرهائن المتبقون.
وأشار بيان صادر عن مكتبه إلى أن الفلسطينيين في غزة يواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة، وأن التصعيد الإضافي سيؤدي إلى مزيد من النزوح القسري وسقوط الضحايا وتدمير واسع للبنية التحتية، ما يضاعف المعاناة اليومية للسكان.
وجدد الأمين العام دعوته لوقف دائم لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق، والإفراج عن الرهائن دون شروط، مشددا على ضرورة التزام إسرائيل بالقانون الدولي وتنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية بوقف الأنشطة الاستيطانية وإنهاء وجودها في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
وقف الخطة الإسرائيلية للسيطرة
من جانبه، دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إسرائيل إلى التخلي عن خطتها للسيطرة الكاملة على غزة، مؤكداً أنها تتناقض وقرارات المحكمة الدولية وحق الفلسطينيين في تقرير المصير.
وقال تورك إن كل المؤشرات تدل على أن التصعيد سيؤدي إلى تهجير جماعي وقتل ودمار واسع وجرائم فظيعة، داعياً إلى إنهاء الحرب وحماية أرواح المدنيين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بلا قيود، والإفراج عن جميع الرهائن والمعتقلين تعسفياً.
أعلى معدل سوء تغذية للأطفال
حذر مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم من انتشار سوء التغذية الحاد في غزة، معلناً أن شهر يوليو الماضي شهد تسجيل نحو 12 ألف حالة بين الأطفال دون الخامسة، وهو أعلى معدل شهري على الإطلاق.
وأشار إلى وفاة 99 شخصاً منذ بداية العام بسبب سوء التغذية، بينهم 29 طفلاً، مؤكداً أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى. ودعا إلى إنهاء الحصار وإدخال كميات كافية من الغذاء والدواء، وحماية العاملين في القطاع الصحي.
الأونروا: الجوع هو القاتل الجديد
أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أن الحصار والمجاعة حوّلا الجوع إلى القاتل الأبرز في غزة، مشيرة إلى أن نقاط التوزيع العسكرية لا يمكنها تعويض غياب استجابة إنسانية شاملة. وطالبت بالسماح للأمم المتحدة وشركائها بالعمل بكامل طاقتهم ووقف إطلاق النار فوراً.
أوتشا: تراجع الإمدادات وارتفاع الأسعار
ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن سكان غزة يواجهون تحديات متفاقمة في ظل استمرار القتال وانهيار البنية التحتية وانخفاض تدفق المساعدات إلى ما دون الحد الأدنى المطلوب.
وأشار إلى أن بعثات إيصال المساعدات تواجه تأخيرات طويلة، وأن أسعار المواد الغذائية ما تزال مرتفعة رغم انخفاض طفيف عقب دخول شاحنات تجارية محدودة. وأكد أن النقل البري هو السبيل الأكثر فاعلية لإيصال المساعدات، داعياً لفتح جميع المعابر.
تصاعد العنف في الضفة الغربية
وفي الضفة الغربية، أفاد مكتب أوتشا بأن القوات الإسرائيلية قتلت 168 فلسطينياً منذ بداية 2025، معظمهم في شمال الضفة، وأن المستوطنين نفذوا نحو 40 هجوماً شملت إطلاق نار وحرق ممتلكات. كما نزح عشرات العائلات جراء العنف أو بسبب قرارات هدم إسرائيلية، في حين تواجه أكثر من 80 مدرسة تهديداً بالهدم الجزئي أو الكلي.
يأتي هذا التصعيد في ظل حرب مستمرة منذ ما يقارب العامين، شهدت خلالها غزة دماراً غير مسبوق في بنيتها التحتية، وانهياراً للخدمات الأساسية، ونزوح مئات الآلاف من سكانها. قرارات محكمة العدل الدولية الصادرة في يوليو 2024 طالبت إسرائيل بإنهاء احتلالها الأراضي الفلسطينية، لكن الميدان يشهد مزيداً من العمليات العسكرية والحصار المشدد، ما يضاعف مأساة إنسانية توصف بأنها من الأسوأ في العصر الحديث.