قطر تتلقى دعماً أممياً وعربياً في مجلس حقوق الإنسان بعد الاعتداء الإسرائيلي

قطر تتلقى دعماً أممياً وعربياً في مجلس حقوق الإنسان بعد الاعتداء الإسرائيلي
فولكر تورك المفوض السامى لحقوق الإنسان خلال فعاليات المجلس في جنيف

شهدت قاعة مجلس حقوق الإنسان في جنيف، الثلاثاء، جلسة استثنائية عكست إجماعاً دولياً نادراً على إدانة الاعتداء الإسرائيلي على دولة قطر، حيث توالت المواقف الأممية والعربية والإقليمية لتؤكد رفضها الهجوم الذي وقع في التاسع من سبتمبر الجاري، ولتشدد على أنه يمثل خرقاً خطِراً للقانون الدولي وتهديداً للأمن والسلم الإقليميين.

وأكد المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن استهداف قطر يعد انتهاكاً صادماً للقانون الدولي وعدواناً مباشراً على السلام والاستقرار في المنطقة، مشدداً على أن الاعتداء الإسرائيلي قوض الدور الحيوي للدوحة كونها وسيطاً رئيساً في جهود التهدئة والتفاوض.

وأضاف أن استهداف المدنيين أو الأطراف المشاركة في الوساطة أمر غير مقبول ويهدد حماية جميع المدنيين حول العالم وفق وكالة الأنباء القطرية.

تقويض فرص السلام

المفوض السامي أشار أيضاً إلى أن الهجوم الإسرائيلي ترافق مع عمليات تهجير جماعي للفلسطينيين في غزة، بما يقضي على أي أمل في حين توصل إلى حل الدولتين.

وأوضح أن وجود وفد من حركة حماس في قطر للتفاوض بشأن وقف إطلاق النار كان يمثل خطوة أساسية نحو السلام، غير أن الاعتداء قوض هذه الجهود.

من جانبها، أوضحت يوفانا رانيتو، ممثلة لجنة تنسيق الإجراءات الخاصة في المجلس، أن الهجوم يمثل خرقاً فادحاً لميثاق الأمم المتحدة، في حين شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن الاعتداء يشكل انتهاكاً لسيادة قطر وسلامة أراضيها ويزعزع استقرار المنطقة.

تضامن إقليمي ودولي

الجلسة الطارئة شهدت زخماً دبلوماسياً كبيراً، حيث أصدرت خمس مجموعات إقليمية بيانات تضامن مع قطر، شملت مجلس التعاون الخليجي، منظمة التعاون الإسلامي، المجموعة العربية، الاتحاد الأوروبي، والمجموعة الإفريقية، كما أصدرت جنوب إفريقيا بياناً مشتركاً باسم 78 دولة، في حين عبرت 86 دولة بشكل منفرد عن مواقف داعمة، إلى جانب 12 منظمة غير حكومية.

الإمارات والكويت جددتا مواقفهما الرافضة للهجوم الإسرائيلي على قطر، حيث أكد المندوب الدائم للإمارات جمال جامع المشرخ أن الاعتداء يمثل تهديداً خطِراً للأمن الخليجي المشترك، مشيراً إلى أن استقرار قطر هو جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة بأسرها، أما الكويت فوصفت العدوان بالغادر والجبان، مؤكدة دعمها الثابت للدوحة، وداعية المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في وقف الاعتداءات ومحاسبة مرتكبيها.

دعوات لمنع الإفلات من العقاب

وشدد عدد من الوفود المشاركة على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذا العدوان بشكل عاجل، ودعت إلى تدخل مجلس حقوق الإنسان باستخدام جميع آلياته لمنع تكرار الانتهاكات وضمان عدم إفلات الجناة من العقاب، مع التأكيد على أهمية حماية الدول الوسيطة التي تلعب أدواراً محورية في إحلال السلام.

الهجوم الإسرائيلي على الدوحة في التاسع من سبتمبر الجاري جاء في توقيت حساس، إذ كانت قطر، بالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة، تسعى لتأمين وقف لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن.

ويُنظر إلى الدوحة باعتبارها أحد أبرز الوسطاء المعتمدين في النزاعات الإقليمية، وقد نجحت في السنوات الماضية في رعاية اتفاقات لوقف إطلاق النار بين أطراف متنازعة، لذلك اعتُبر استهدافها سابقة خطِرة تهدد بإضعاف دور الوساطة الدولية وتزيد من هشاشة الوضع الإقليمي المتأزم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية