دعت لتحرّك عاجل.. منظمات إنسانية تحذّر من مجاعة وشيكة في اليمن
دعت لتحرّك عاجل.. منظمات إنسانية تحذّر من مجاعة وشيكة في اليمن
فاقم استمرار الصراع في اليمن منذ ما يقارب عقداً كاملاً، مقروناً بتراجع المساعدات الإنسانية وتفشي الأمراض والأوبئة والتدهور الاقتصادي، من حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السكان، حتى باتت حياة ملايين اليمنيين مهددة بشكل غير مسبوق.
أطلقت 47 منظمة إنسانية ومحلية ودولية، اليوم الثلاثاء، بياناً مشتركاً دعت فيه إلى تحرك دولي عاجل لمنع انزلاق ملايين السكان إلى المجاعة، محذّرة من أن الأزمة في اليمن تشهد أسوأ مستويات التمويل منذ عشر سنوات.
وأوضح البيان أن أكثر من 17 مليون شخص يواجهون خطر الجوع، بينهم ما لا يقل عن 41 ألفاً مهددون بمستويات كارثية من الجوع، بينما يعاني 2.4 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، بينهم مئات الآلاف مهددون بسوء التغذية الوخيم المهدد للحياة.
تفاقم الأوضاع الإنسانية
أكدت المنظمات المشاركة، في البيان، أن سكان اليمن جُرّدوا من أبسط مقومات الحياة، وتحول كل يوم بالنسبة لهم إلى صراع من أجل البقاء.
وأشارت إلى أن معدلات الجوع وسوء التغذية مرشحة للارتفاع بشكل حاد خلال الأشهر المقبلة نتيجة استمرار خفض المساعدات الإنسانية، وتفشي الأمراض والأوبئة، والانهيار الاقتصادي الذي أضعف قدرة الأسر على الصمود.
وأضاف البيان أن غياب التدخل الدولي العاجل قد يدفع المناطق الأكثر هشاشة نحو مجاعة شاملة قبل نهاية العام الجاري.
عوامل تزيد الأزمة سوءاً
أوضح البيان أن الفيضانات الأخيرة وما خلّفته من دمار، إضافة إلى التوترات الإقليمية التي تنعكس سلباً على اليمن، أسهمت في رفع حدة الأزمة.
ولفت إلى أن الاعتقالات "التعسفية" بحق موظفي الأمم المتحدة والعاملين الإنسانيين المستمرة منذ أكثر من عام تعرقل وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى المحتاجين، ما يزيد من تفاقم معدلات الجوع وانعدام الأمن الغذائي.
وشددت المنظمات الإنسانية على ضرورة أن تقوم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بممارسة الضغط من أجل الإفراج الفوري عن العاملين الإنسانيين المعتقلين وضمان حرية حركة الموظفين والإمدادات دون عوائق.
وطالبت بمواصلة الجهود الدبلوماسية لدعم عملية السلام في اليمن وعدم تهميش الأزمة وسط تزاحم الأجندات الإقليمية والدولية.
المنظمات الموقعة على البيان
شمل البيان توقيع عدد من أبرز المنظمات الدولية والمحلية، من بينها: منظمة أوكسفام، منظمة كير، المجلس النرويجي للاجئين، إنقاذ الطفولة، ومنظمة إنترسوس.
وأكدت هذه الجهات أن الوضع في اليمن يمثل أكبر أزمة إنسانية معاصرة، وأن تجاهلها في ظل الأزمات الإقليمية الأخرى لن يؤدي إلا إلى تفاقم المعاناة وارتفاع معدلات الوفاة جوعاً ومرضاً بين المدنيين.