توقيف قاصر مغربي يقود حملة رقمية تدفع أطفالاً ونساءً للهجرة غير الشرعية

توقيف قاصر مغربي يقود حملة رقمية تدفع أطفالاً ونساءً للهجرة غير الشرعية
الهجرة نحو سبتة - أرشيف

تتكرر في المغرب مشاهد موجعة لأطفال ونساء يخوضون البحر نحو جيب سبتة الإسباني في محاولات للهجرة غير الشرعية، في زمن أصبحت فيه تطبيقات التواصل الاجتماعي أداةً للحشد والتأثير، تحولت منصات مثل "واتساب" و"تيك توك" إلى ساحات للترويج لأحلام الهجرة، مهما كانت محفوفة بالموت.

وأعلنت السلطات المغربية، أنها تمكنت من توقيف شاب قاصر في مدينة تطوان، بعد اتهامه بالتحريض على الهجرة غير الشرعية عبر إنشاء مجموعة على تطبيق "واتساب" لتشجيع الشباب على "هجوم جماعي" نحو معبر باب سبتة، بحسب ما ذكر موقع "مهاجر نيوز"، الخميس.

وأكدت مصادر أمنية أن العملية تمت بتنسيق دقيق بين النيابة العامة والوحدة المركزية للجرائم الإلكترونية، حيث تم توقيف القاصر واستجوابه بحضور ولي أمره بناءً على تعليمات النيابة العامة.

وأوضحت التحقيقات الأولية أن الهدف من المجموعة كان تجميع الراغبين في العبور بشكل جماعي يوم 15 أكتوبر، في محاولة لاختراق الحدود.

تصاعد المحاولات نحو سبتة

كشفت وسائل إعلام مغربية أن الأيام الأخيرة شهدت إحباط مئات المحاولات لعبور الحدود نحو الجيب الإسباني، حيث منعت السلطات أكثر من 550 مهاجراً من التسلل، بينهم نحو 400 من دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وأفادت التقارير بأن الشرطة قامت أيضاً بإخلاء مخيمات المهاجرين في الغابات المجاورة لسبتة، ونقلتهم إلى مناطق أخرى داخل المغرب في محاولة للحد من الضغط على الحدود.

وأعادت حادثة وصول أم مغربية وابنها القاصر إلى شاطئ تاراجال الإسباني، يوم الأحد الماضي، مشاهد الخطر إلى الواجهة.

أظهر مقطع مصوّر الأم والطفل وهما يسبحان وسط أمواج عاتية، متشبثين بعوامة صغيرة في محاولة يائسة للوصول إلى بر الأمان. 

واستقبلتهما فرق الإنقاذ الإسبانية عند وصولهما، في حين وصفت وسائل إعلام محلية المشهد بـ"الصادم"، مشيرة إلى أن الطفل لا يتجاوز العاشرة من عمره.

التحريض الرقمي على الهجرة

بيّنت التحقيقات أن حملات التحريض على الهجرة عبر الإنترنت لم تعد فردية، بل تُدار أحياناً من مجموعات رقمية مجهولة الهوية، تستغل حاجة الشباب وضعف الوعي بالمخاطر.

وأشار تقرير أمني إلى أن هذه الظاهرة تزايدت خلال العامين الأخيرين، حيث تنتشر مقاطع الفيديو التي توثق محاولات العبور وتُظهرها في صورة بطولية ومغرية.

وتُعد الشابة المغربية شيماء الجريني، البالغة 19 عاماً، إحدى أبرز النماذج لهذه الظاهرة بعد أن وثّقت رحلتها إلى سبتة عبر "تيك توك" وهي تبتسم وتضع مساحيق التجميل، ما جعل البعض يتهمها بتضليل المتابعين من خلال إخفاء قسوة الرحلة ومخاطرها.

خلفيات الظاهرة ودوافعها

أكد الخبير في شؤون الهجرة علي الزبيدي في تصريح لموقع مهاجرنيوز أن تزايد محاولات العبور من قبل النساء والمراهقين سببه غياب الأمل وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المغرب.

وأوضح الزبيدي أن "الضغوط النفسية وانعدام الفرص دفعا الشباب إلى اعتبار البحر منفذاً أخيراً للهروب، في حين غذّت التغطية الإعلامية قصصهم وأوحت للبعض بأن الوصول إلى الضفة الأخرى أمر ممكن".

ويُعدّ جيبا سبتة ومليلية الحدود البرية الوحيدة التي تفصل بين الاتحاد الأوروبي والقارة الإفريقية، ما يجعلهما نقطة جذب خطرة للراغبين في الوصول إلى أوروبا.

ورغم الجهود الأمنية المغربية والتعاون الإسباني للحد من الظاهرة، ما تزال قصص الهجرة غير الشرعية تُعيد نفسها كل يوم، حيث يغرق البحر بآمال جديدة تُبحر نحو المجهول.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية