ناشط حقوقي يتهم حركة طالبان بانتهاج التمييز الطائفي داخل سجونها
ناشط حقوقي يتهم حركة طالبان بانتهاج التمييز الطائفي داخل سجونها
كشف الناشط في مجال الحقوق المدنية والسجين السابق لدى طالبان رسول بارسي، عن معاناة السجناء الهزارة والشيعة داخل السجون الأفغانية التي تديرها الحركة، واصفًا الأوضاع بأنها “سيئة للغاية” وتشهد تمييزًا دينيًا وعرقيًا ممنهجًا، يُجبر المعتقلين على الامتثال لتفسيرات طالبان المتشددة للإسلام.
وأكد بارسي، أن السجناء الهزارة والشيعة يعيشون في ظروف “بالغة القسوة”، ويُجبرون على أداء شعائر دينية لا تتفق مع معتقداتهم، بحسب ما ذكرت وكالة "أبنا"، اليوم الأحد.
وروى بارسي، تجربته في سجن “بولي شرقي” في كابل، حيث تقاسم زنزانة مع طبيب شيعي وصفه بأنه “هادئ ومحترم ومنطقي”، عاش معظم حياته في إيران ولم يكن على دراية بثقافة السجون الأفغانية القاسية.
وأوضح بارسي، الذي كان يُعرف بين السجناء باسم “الملا إمام”، أنه كان يُحافظ على علاقات ودية مع السجناء من الأقليات، مثل الهزارة والشيوعيين وغيرهم، وهو ما أثار استياء المتشددين الذين اتهموه بالانحياز إلى “الرافضة” – وهو مصطلح ازدرائي يستخدم ضد الشيعة – وإلى “المسلمين غير الملتزمين”.
ضغوط وإهانات طائفية
أفاد بارسي، أن السجناء الهزارة أُجبروا على أداء الصلاة خلف سجناء من طالبان وربط أيديهم بطريقة معينة خشية السخرية أو العقاب.
وأوضح أنه كان يحاول الدفاع عن حرية المعتقد داخل السجن، مؤكداً أن “كل إنسان يجب أن يتمتع بحرية ممارسة دينه، فكلنا مسلمون حتى لو اختلفنا في المذاهب”.
وروى حادثة أثارت ضجة في السجن عندما قام أحد أعضاء طالبان ويدعى “حاجي شاه والي” من ولاية خوست بركل “تربة” أحد السجناء الشيعة وإهانتها بألفاظ نابية.
وأضاف أن قائد السجن اضطُر للتدخل بعد تصاعد التوتر، وتمت تسوية الموقف لمصلحة الطبيب الشيعي في النهاية.
تمييز ضد الشيعة والهزارة
اختتم بارسي شهادته بالتأكيد على أن السجناء من الهزارة والشيعة يتعرضون لما سماه “تمييزًا مزدوجًا” يجمع بين العنصرية والاضطهاد الديني، مشيرًا إلى أن هذا السلوك ليس استثناءً بل “يعكس أيديولوجية طالبان الإقصائية التي تُقوّض العدالة والإنسانية في أفغانستان”.
وأضاف بارسي أن “أي حكومة تُبنى على الكراهية الطائفية لن تصمد طويلًا، فالإيمان لا يُفرض بالقوة، واحترام معتقدات الآخرين هو أساس الإنسانية”.
وختم بالقول إن “طالبان إذا كانت تدّعي التمسك بالعدالة الإسلامية، فعليها أن تبدأ بتطبيقها داخل سجونها، حيث يُهان الإنسان بسبب مذهبه، وتُقمع الحريات باسم الدين”.










