مهرجان غزة لسينما المرأة.. صوتٌ يعلو فوق ركام الحرب

مهرجان غزة لسينما المرأة.. صوتٌ يعلو فوق ركام الحرب
مهرجان غزة لسينما المرأة

أطلقت نساء غزة مساء الأحد، مهرجاناً استثنائياً للفن والأمل وسط الدمار والأنقاض، ليبرزن أن الإبداع لا يُقصف وأن السينما يمكن أن تُولد من تحت الخيام.

وانطلقت فعاليات الدورة الأولى من مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة تحت شعار "نساء ماجدات في زمن الإبادة" بمشاركة نسوية وشعبية واسعة، في أول حدث فني يُقام بعد حرب مدمّرة استمرت عامين، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم الاثنين.

وشهد الافتتاح عرض فيلم “صوت هند رجب”، على أن تستمر العروض حتى 31 أكتوبر الجاري، احتفاءً بصمود المرأة الفلسطينية وتوثيق نضالها عبر الفن والعدسة.

تنظيم نسائي ورسالة

وأكدت المخرجة الفلسطينية ريما محمود، عضو لجنة المشاهدة والتحكيم، أن إقامة المهرجان في ظل الدمار تمثل "فعل مقاومة ثقافية"، موضحةً أن الحدث وُلد بإرادة نساء رفضن الصمت رغم الألم.

وقالت ريما محمود: "نقيم المهرجان في ظل الإبادة لنتحدث عن شريكة الرجل في النضال والمقاومة، عن المرأة التي حملت الجرح وصاغته فناً ليبقى في ذاكرة العالم"، مشيرةً إلى أن جميع مراحل التنظيم كانت بجهد نسائي خالص.

وشدّدت على أن "السجادة الحمراء تُفرش اليوم بين الخيام، لا بين الكاميرات والإضاءة، وهو أبلغ تعبير عن الإصرار على الحياة". 

وأوضحت المخرجة الفلسطينية، أن المهرجان يُعرض بإمكانات بسيطة لكن بروح عظيمة، ما يعكس صمود المرأة الفلسطينية أمام كل التحديات.

فيلم هند رجب

ركّزت محمود على أن فيلم “صوت هند رجب” يمثّل قصة واقعية أعادت مأساة غزة إلى الواجهة، مشيرةً إلى أن الطفلة هند قُتلت مع عائلتها أثناء محاولتهم الفرار من حي تل الهوى، في واحدة من أبشع جرائم الحرب الإسرائيلية التي طالت المدنيين.

وأضافت أن صوت هند "تحوّل إلى رمز للذاكرة الفلسطينية"، ونجح الفيلم في نقل وجعها إلى ضمير العالم، مؤكدة أن المهرجان يهدف إلى توثيق هذه القصص عبر لغة الفن التي لا تحتاج إلى ترجمة.

وقالت منظمة المهرجان رنا اليازجي، التي فقدت زوجها في الحرب، إن الفعالية تمثّل "رداً حضارياً وإنسانياً على آلة الحرب"، مشيرةً إلى أن المرأة الفلسطينية لم تتوقف عن الحياة رغم فقدانها.

وأضافت: "خسرتُ زوجي لكنني لم أخسر إيماني بالنهضة من جديد. استمرار هذه الفعاليات هو ضمان لحقوقنا وصوتنا"، مؤكدة أن التنظيم من داخل المخيم الجزائري يحمل رسالة تضامن رمزية مع نساء الجزائر والعالم العربي.

الفن كضميرٍ عالمي

شددت الناشطة فاتن حرب، إحدى الداعمات للمهرجان، على أن الفن هو اللغة الوحيدة التي توقظ الضمير الإنساني تجاه معاناة الشعوب، موضحة أن انطلاق المهرجان تزامن مع اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية في 26 أكتوبر، ما يمنحه بعداً رمزياً مضاعفاً.

وقالت حرب إن الأفلام المعروضة "تُعيد للنساء الفلسطينيات صورتهن الحقيقية بعيداً عن مشاهد الألم في نشرات الأخبار"، مضيفةً أن الفن يقدّم معاناتهن بروح إنسانية مؤثرة، ويذكّر العالم بأن العدالة لا تزال غائبة.

وأوضحت المشاركة نهاية جرادة أن المهرجان يشكل "بداية لسينما تُروى بعيون النساء أنفسهن"، مؤكدة أن توثيق القصص من منظور المرأة الفلسطينية يضمن بقاء الذاكرة حية.

وقالت جرادة إن "كل قضية لا تُوثق مهددة بالنسيان"، داعيةً إلى تمكين المرأة الفلسطينية من إنتاج أفلامها بنفسها لتصبح جزءاً من التاريخ الإنساني لا من الضحايا الصامتين.

الفن في مواجهة الإبادة

جاء المهرجان ليؤكد أن المرأة في غزة لم تعد فقط رمزاً للمعاناة، بل أصبحت أيضاً عنواناً للإبداع والمقاومة الثقافية، إذ تحوّلت الكاميرا إلى سلاح موازٍ في معركة البقاء.

ويُعدّ المهرجان، بحسب المنظمين، محاولة لإعادة بث الحياة في مدينة أنهكتها الحرب، وتذكير العالم بأن من بين الأنقاض تنبت دائماً قصة جديدة.. تُروى بعدسة امرأة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية