شعوب منعزلة.. تقرير حقوقي يحذر من خطر زوال السكان الأصليين
شعوب منعزلة.. تقرير حقوقي يحذر من خطر زوال السكان الأصليين
قالت منظمة "سرفايفل إنترناشيونال" المعنية بحقوق الإنسان إن هناك ما لا يقل عن 196 مجموعة من السكان الأصليين المنعزلين لا تزال تعيش في مناطق نائية حول العالم، محذرة من أن العديد منها يقف اليوم على حافة الانقراض.
وأوضح التقرير، الصادر يوم الاثنين تحت عنوان "شعوب غير متصلة: على حافة البقاء على قيد الحياة"، أن هذه المجموعات تمثل مجتمعات صغيرة من السكان الأصليين تعيش في عزلة تامة داخل الغابات، دون أي اتصال طوعي أو منتظم مع العالم الخارجي، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
أمريكا الجنوبية بؤرة الخطر
وأشار التقرير إلى أن الغالبية العظمى من مجموعات السكان الأصليين تعيش في أمريكا الجنوبية، حيث تتعرض أراضيها ومواردها لتهديدات متزايدة من أنشطة قطع الأشجار غير القانونية، وتجار المخدرات، والمبشرين الدينيين، فضلاً عن المشروعات الضخمة التي تدعمها الحكومات.
ووصف التقرير الوضع في البرازيل وبيرو وكولومبيا وباراغواي بأنه "مثير للقلق بشكل خاص"، محذراً من أن التعدي على أراضي السكان الأصليين يهدد بإبادة ثقافية وبيئية لا رجعة فيها.
البرازيل على رأس قائمة التهديد
وقال التقرير إن البرازيل تُعد موطناً لما يُقدّر بنحو مئة جماعة غير متصلة بالعالم الخارجي، وهي الأكثر عرضة للخطر بسبب السياسات الحكومية التي فتحت مناطق محمية أمام الغرباء أو ألغت حمايتها بالكامل.
وأضاف أن هذه السياسات "تمهد الطريق أمام موجة جديدة من إزالة الغابات والاستيلاء على الأراضي"، مما يجعل حياة الشعوب الأصلية في الأمازون أكثر هشاشة من أي وقت مضى.
نداء عاجل لحماية آخر الشعوب المنعزلة
ودعت المنظمة إلى تحرك دولي عاجل لضمان احترام حق هذه المجموعات في العزلة وحماية أراضيها من أي تدخل أو استغلال، وأكدت أن الحفاظ على الشعوب الأصلية لا يمثل فقط واجباً إنسانياً، بل هو ضرورة بيئية لحماية الغابات المطيرة التي تشكل أحد أهم أنظمة التوازن المناخي في العالم.
تُعد منظمة "سرفايفل إنترناشيونال" إحدى أبرز المؤسسات الدولية التي تدافع عن حقوق الشعوب الأصلية في أكثر من مئة دولة. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد الشعوب الأصلية حول العالم يزيد على 476 مليون شخص، يعيش كثير منهم في ظروف صعبة تهدد وجودهم الثقافي والبيئي.
وفي حوض الأمازون وحده، يُعتقد أن عشرات الجماعات لا تزال تعيش في عزلة تامة، وهو ما يجعل أي تدخل خارجي، حتى لو كان بحسن نية، خطراً على بقائها بسبب ضعف المناعة وانتقال الأمراض الحديثة إليها.
ويحذر الخبراء من أن استمرار سياسات التنمية العشوائية وقطع الغابات وتهريب الموارد الطبيعية قد يؤدي إلى اختفاء هذه الشعوب خلال جيل واحد فقط، ما لم تُتخذ إجراءات صارمة لحمايتها واحترام نمط حياتها المستقل.











