ولاية تكساس تقاضي "روبلوكس" واتهامات بتمكين المتحرشين من استدراج الأطفال

ولاية تكساس تقاضي "روبلوكس" واتهامات بتمكين المتحرشين من استدراج الأطفال
روبلوكس - أرشيف

رفعت ولاية تكساس الأمريكية دعوى قضائية ضد شركة الألعاب الإلكترونية العملاقة "روبلوكس" (Roblox)، متهمةً إياها بالسماح للمتحرشين جنسياً باستدراج الأطفال والتواصل معهم عبر منصتها، وتعريضهم لمحتوى غير لائق، في قضية تهز الأوساط التكنولوجية الأمريكية وتفتح الباب أمام مراجعة واسعة لإجراءات حماية القاصرين على الإنترنت.

وأكد المدعي العام للولاية كين باكستون، في بيان نقلته صحيفة نيويورك بوست، اليوم الاثنين، أن المنصة تحولت إلى ما وصفه بـ"ساحة لعب رقمية للمتحرشين"، محذراً من أن أي شركة رقمية تتيح استغلال الأطفال أو تتقاعس عن حمايتهم ستواجه أقصى العقوبات القانونية.

واتهم باكستون الشركة بـ"ممارسات تجارية خادعة"، من خلال إيهام الآباء بأن المنصة آمنة لأطفالهم، في حين كشفت التحقيقات عن وجود أنشطة مشبوهة ومحتوى جنسي صريح داخل بعض غرف الدردشة والألعاب الفرعية التي ينشئها المستخدمون بأنفسهم.

تضليل وحماية وهمية

جاء في نص الدعوى أن شركة "روبلوكس كوربوريشن" مارست تضليلاً ممنهجاً عبر حملات تسويقية ركّزت على "السلامة" و"بيئة اللعب الإبداعية"، في حين كانت المنصة في الواقع -بحسب الدعوى- مليئة بالحسابات الزائفة والمتحرشين الذين يستخدمون الألعاب والدردشات لاستدراج الأطفال.

واتهمت الدعوى الشركة كذلك بخلق ما وصفته بـ"إزعاج عام"، بسبب تسهيلها التواصل بين القاصرين والبالغين دون رقابة حقيقية أو إجراءات تحقق من الهوية.

وسلطت الدعوى الضوء على عشرات التحقيقات التي أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) خلال السنوات الأخيرة بشأن جرائم استدراج واعتداءات وقعت عبر "روبلوكس"، منها قضية طفل في تكساس تعرّض للاغتصاب بعد استدراجه من قبل أحد المستخدمين البالغين.

وتأتي هذه الدعوى بعد إجراءات مماثلة في ولايتي لويزيانا وكنتاكي، بالإضافة إلى قضايا خاصة رفعها أولياء أمور اتهموا الشركة بالفشل في التصدي للمتحرشين عبر الإنترنت، رغم وعودها المتكررة بتشديد الرقابة الرقمية.

عملة اللعبة في دائرة الاتهام

كشفت أوراق الدعوى أن عملة اللعبة الافتراضية، المعروفة باسم "روبوكس (Robux)"، تُستغل من قبل بعض المستخدمين لإغراء الأطفال أو تبادل محتوى غير قانوني، في ظل غياب أنظمة رقابة مالية فعالة داخل المنصة.

ووصف المدعون العامون البيئة الرقمية داخل "روبلوكس" بأنها "مترامية الأطراف وغير منظمة"، تضم ملايين الحسابات النشطة يومياً، دون آليات تحقق كافية من عمر المستخدمين أو نواياهم.

وطلب مكتب المدعي العام من المحكمة إجراء محاكمة أمام هيئة محلفين، وفرض غرامات تصل إلى عشرة آلاف دولار عن كل انتهاك لقوانين حماية المستهلك في الولاية، إضافة إلى إصدار أمر قضائي دائم يمنع أي خرق مستقبلي.

ويُتوقع أن تكون هذه الدعوى من أبرز القضايا القضائية في تاريخ الألعاب الإلكترونية، نظراً لحجم قاعدة مستخدمي "روبلوكس" وتأثيرها في فئة عمرية حساسة.

رد الشركة وتأكيدات بالأمان

ردّت شركة "روبلوكس" ببيان رسمي أكدت فيه أنها تطبق بروتوكولات أمنية صارمة تشمل أكثر من 145 إجراءً تقنياً وإدارياً لحماية المستخدمين من الاستغلال والتحرش.

وأعلنت الشركة عن نيتها إطلاق نظام جديد لتقدير الأعمار خلال الأشهر المقبلة، يهدف إلى منع البالغين من التواصل المباشر مع القاصرين، مشددة على أن "سلامة المستخدمين أولوية قصوى".

وتُعد "روبلوكس" من أشهر المنصات التفاعلية في العالم، إذ تشير بياناتها إلى أن لديها أكثر من 151.5 مليون مستخدم نشط يومياً، 40% منهم دون سن الثالثة عشرة، في حين تتوزع نسبة 8% من المستخدمين خارج أمريكا الشمالية.

وتتيح المنصة للاعبين تصميم عوالمهم الخاصة وتبادل المحتوى داخل بيئة مفتوحة، ما جعلها وجهة مفضلة للأطفال والمراهقين، لكنها في الوقت ذاته فتحت الباب أمام استغلال سيئ من قبل مجرمين يستخدمونها للابتزاز أو التحرش أو الاتجار بالمحتوى الجنسي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية