كابول تتوعد بالرد.. طالبان تدين غارات باكستانية قتلت 9 أطفال وامرأة

كابول تتوعد بالرد.. طالبان تدين غارات باكستانية قتلت 9 أطفال وامرأة
المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد

أعلن المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، صباح اليوم الثلاثاء، أن أفغانستان سترد في "الوقت المناسب" على الغارات الجوية التي نفذها الجيش الباكستاني فجراً، وأسفرت عن مقتل تسعة أطفال وامرأة شرق البلاد.

وجاء هذا الموقف بعد ساعات قليلة من القصف الذي استهدف مناطق سكنية في محافظات بكتيكا وخوست وكونار، في هجوم وصفته الحركة بأنه "عدوان مباشر" على الأراضي الأفغانية، ودليل على تصاعد التوتر بين البلدين خلال الأشهر الماضية، خصوصاً مع اتهامات متبادلة حول نشاط الجماعات المسلحة على الحدود المشتركة، وفق "روسيا اليوم".

وأكد مجاهد في سلسلة منشورات على منصة "إكس" أن الإمارة الإسلامية "ستقوم بالرد المناسب في الوقت المناسب"، مشدداً على أن الدفاع عن الأجواء والأراضي والشعب الأفغاني "حق مشروع لا يمكن التهاون فيه".

واستنكر المتحدث "العدوان الباكستاني بأقوى العبارات"، لافتاً إلى أن الهجوم لا يستند إلى معلومات دقيقة، وأن تنفيذ عمليات عسكرية استناداً إلى تقديرات خاطئة "لا يؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع وإلحاق الفشل والعار بالمؤسسة العسكرية الباكستانية".

ووصف مجاهد الغارات بأنها "انتهاك صارخ لسيادة أفغانستان"، مشيراً إلى أنها تتعارض مع المعايير الدولية، بما في ذلك مبادئ الأمم المتحدة الخاصة باحترام الحدود وحماية المدنيين.

اتهامات وضحايا مدنيين

أوضحت طالبان في بيان سابق أن القصف الباكستاني استهدف منزلاً مدنياً في مقاطعة خوست، ما أدى إلى مقتل تسعة أطفال -خمسة صبيان وأربع فتيات- إضافة إلى امرأة واحدة، وتدمير المنزل بالكامل.

وأثار الحادث غضباً واسعاً في الأوساط الأفغانية، حيث يُنظر إلى سقوط هذا العدد من الأطفال في هجوم واحد على أنه تصعيد خطير يعمّق الأزمة الأمنية على الحدود بين البلدين، التي لطالما كانت بؤرة توتر بسبب نشاط جماعات مسلحة وغياب التنسيق العسكري الفعّال.

وتأتي هذه الغارات في سياق توتر متكرر، إذ تتهم إسلام آباد طالبان بالسماح لمقاتلي "تحريك طالبان باكستان" باستخدام الأراضي الأفغانية كملاذ آمن، بينما تنفي كابول ذلك وتتهم باكستان بمحاولة تصدير أزماتها الداخلية إلى الخارج.

احتمالات تصعيد أكبر 

يُظهر الرد الأفغاني الحازم مؤشراً على أن الحكومة في كابول لم تعد ترغب في الحفاظ على ضبط النفس الذي كانت تلتزم به خلال الهجمات السابقة، في وقت تخشى فيه المنظمات الدولية من توسع دائرة المواجهات وتحولها إلى اشتباك مفتوح بين بلدين يمتلكان حدوداً طويلة ومعقدة للغاية.

وتحذر تقارير دولية من أن استمرار هذا النمط من الهجمات قد يدفع المنطقة إلى موجة جديدة من عدم الاستقرار، خاصة في ظل هشاشة الوضع الأمني داخل أفغانستان وامتداد الخلافات السياسية داخل باكستان نفسها.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية