منهم الأطفال.. قواعد جديدة تسمح بتفتيش طالبي اللجوء الوافدين إلى بريطانيا
منهم الأطفال.. قواعد جديدة تسمح بتفتيش طالبي اللجوء الوافدين إلى بريطانيا
بموجب قواعد جديدة لوزارة الداخلية البريطانية، قد يخضع الأطفال والبالغون الواصلون إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة للتفتيش للتحقق مما إذا كانوا يخفون بطاقات SIM أو أجهزة إلكترونية صغيرة في أفواههم.
ووفقاً لما نشرته صحيفة "الغارديان"، اليوم الأربعاء، ستسمح هذه الإجراءات الجديدة لمسؤولي إنفاذ قوانين الهجرة بمصادرة الهواتف على الحدود إذا رُئي أنها تحتوي معلومات استخباراتية مفيدة عن مهربي البشر، كما ستمنح الضباط صلاحية إجبار الوافدين الجدد على خلع المعاطف أو السترات أو القفازات في الموانئ لتفتيش الأجهزة.
وأكدت مصادر في الوزارة أن هذه العملية قد تُطبق على الأطفال "إذا اعتُبرت ضرورية ومتناسبة".
مبررات وزارة الداخلية
تُعدّ هذه القواعد جزءًا من مشروع قانون أمن الحدود واللجوء والهجرة، وتهدف إلى تمكين ضباط الهجرة والشرطة والوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة (NCA) من جمع المعلومات الاستخبارية عن رحلات طالبي اللجوء واعتقال مُهربي البشر.
وصرح وزير أمن الحدود واللجوء، أليكس نوريس، بأن الشبكات الإجرامية تعتمد على الاتصالات الهاتفية، وأن الصلاحيات الجديدة ستسمح بـ "مصادرة هواتف المهاجرين غير الشرعيين قبل اعتقالهم، لنتمكن من جمع المعلومات الاستخبارية والقضاء على عصابات التهريب الدنيئة هذه".
وستُستخدم أوامر مؤقتة جديدة لمنع المشتبه بهم قيد التحقيق من استخدام الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
انتقادات ومخاوف حقوقية
من جانبها، أعربت الجمعيات الخيرية عن مخاوفها الشديدة بشأن هذه الإجراءات وفي مقدمتها انتقاد الكرامة والخصوصية، متهمة وزارة الداخلية بـ"تقديم الجريمة على الكرامة".
وقالت مادي هاريس من شبكة "هيومنز فور رايتس" إنه "يجب معاملة الناس بكرامة واحترام، لا بوصفهم مجرمين يخضعون لعمليات تفتيش متطفلة واستجوابات تنتهك خصوصيتهم".
وحذرت الجمعيات الخيرية من أن معظم الواصلين، وخاصة الأطفال، يعانون من صدمات نفسية جراء رحلات عنيفة، وينبغي على الوزارة "إعطاء الأولوية للتعافي على الجريمة".
معاملة اللاجئين بوصفهم تهديداً
وصفت سيل رينولدز من منظمة "الحرية من التعذيب" استخدام الصلاحيات "الاقتحامية" للتفتيش داخل ملابس وحتى أفواه أشخاص يائسين بأنه "عمل وحشي بشع"، وحذّرت من أن هذه الإجراءات "تُخاطر بمعاملة جميع اللاجئين بوصفهم تهديداً أمنياً".
كما أشار لاجئون سوريون إلى أنهم لم يسمعوا قط عن طالب لجوء يُخفي شريحة هاتف في فمه، وأن المهربين يطلبون منهم حذف محتويات هواتفهم قبل العبور.










