اليونيسف تُحذّر من تهديد الأطعمة فائقة التصنيع لحياة الأطفال وصحتهم ونموهم

اليونيسف تُحذّر من تهديد الأطعمة فائقة التصنيع لحياة الأطفال وصحتهم ونموهم
تأثير الأطعمة فائقة التصنيع

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، في بيان لها اليوم الأربعاء، من التوسع المتسارع في استهلاك الأطفال والمراهقين حول العالم للأطعمة التي مرت بعمليات تصنيع عالية، مؤكدة أن هذه الظاهرة لم تعد مجرد تغير في العادات الغذائية، بل تحولت إلى خطر صحي عابر للحدود يهدد نمو الأجيال الصاعدة وسلامتها الجسدية والعقلية. 

واعتمدت المنظمة في تحذيرها على تحليل حديث كشف هيمنة ما يُعرف بـ"الأطعمة فائقة التصنيع" على الوجبات اليومية لملايين الأطفال، سواء في الدول الغنية أو النامية، نتيجة انتشار المنتجات الأرخص والأسهل وصولاً، وتراجع الأنظمة الغذائية التقليدية المعتمدة على المكونات الطبيعية الطازجة. 

وربط البيان بين هذا التحول الغذائي وبين تصاعد معدلات السمنة المبكرة، وضعف المناعة، واضطرابات التركيز والتعلم، مشيراً إلى أن الأطفال يقعون فريسة مباشرة للتسويق المكثف الذي تقوده شركات الأغذية الكبرى عبر وسائل الإعلام والمنصات الرقمية.

الأزمة وتداعياتها الصحية

كشفت الدراسات التي استند إليها التحليل، والمنشورة حديثاً في مجلة "ذا لانسيت" الطبية، عن العلاقة الوثيقة بين الإفراط في تناول الأطعمة فائقة التصنيع وبين أمراض مزمنة تصيب الأطفال على المدى القريب والبعيد، مثل السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وخلل التوازن الهرموني، إضافة إلى مشكلات النمو والاضطرابات النفسية والسلوكية. 

وبيّنت تلك الدراسات أن هذه المنتجات تتكون في الغالب من كميات كبيرة من السكر والملح والدهون المشبعة والمهدرجة، إلى جانب نشويات صناعية ومواد مضافة عديدة، مثل الملونات والنكهات الاصطناعية والمستحلبات، وهي عناصر تُفقد الطعام قيمته الغذائية وتحوّله إلى عبء صحي على الجسم بدل أن يكون مصدراً للطاقة السليمة. 

ولفت بيان اليونيسف إلى أن الأطفال في البيئات الفقيرة يدفعون الثمن الأكبر، إذ تُسوق هذه المنتجات بأسعار زهيدة بالمقارنة مع الأغذية الصحية، ما يخلق حلقة مفرغة من سوء التغذية وسوء الحالة الصحية العامة.

مسؤوليات دولية وحلول

دعت يونيسف الحكومات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انتشار الأطعمة فائقة التصنيع في وجبات الأطفال، عبر فرض قيود صارمة على إعلانات الأغذية الضارة، خاصة تلك الموجهة للصغار، وتحسين السياسات الضريبية على المنتجات غير الصحية، ودعم إنتاج وتوفير الغذاء الطبيعي في المدارس والأسواق. 

وأكّدت ضرورة إعادة الاعتبار لثقافة الطعام الصحي في المناهج الدراسية ووسائل الإعلام، معتبرة أن حماية الأطفال تبدأ من طبق الغذاء الذي يتناولونه يومياً. 

وشدّدت المنظمة على أن المعركة ضد هذه المنتجات ليست مسؤولية الأسر وحدها، بل واجب جماعي تشترك فيه الحكومات والمؤسسات الصحية وقطاع التعليم والمجتمع المدني، لضمان بيئة غذائية آمنة تحفظ حق الطفل في النمو السليم والصحة المستدامة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية