إثيوبيا.. آبي أحمد يتجه إلى الجبهة وقوات تحرير تيغراي تتقدم نحو العاصمة
إثيوبيا.. آبي أحمد يتجه إلى الجبهة وقوات تحرير تيغراي تتقدم نحو العاصمة
نجحت قوات تحرير تيغراي خلال الساعات الماضية من السيطرة على مدينة «دبري سينا» الواقعة على بعد 189 كيلومترا شمال شرقي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
ورجحت وسائل الإعلام سقوط مدينة دبربرهان أمام قوات جبهة تحرير تيغراي خلال الساعات المقبلة، وذكر حساب “تيغراي بالعربي” على “تويتر” أن مدينة دبربرهان أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط بعد تقدم القوات المتحالفة على 4 محاور.
وتبعد مدينة دبربرهان عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا 130 كيلومترا فقط.
ونشر عضو مكتب تيغراي للشؤون الخارجية كيندييا غيبريهوت، عبر حسابه على “تويتر”، مقطع فيديو يظهر وقوع “أسرى بالآلاف من قوات الجيش الإثيوبي لدى قوات “جبهة تيغراي”.
يأتي ذلك بينما أعلنت الحكومة الإثيوبية أن رئيس الوزراء آبي أحمد نقل بعض صلاحياته إلى نائبه ديميكي ميكونين، متوجها إلى جبهة القتال قوات تيغراي.
وأكدت تقارير إعلامية وجود نشاط مكثف للطائرات الأمريكية بالقرب من إثيوبيا، حيث بدأ الجيش الأمريكي في نشر قواته بالمنطقة تحسبا لعملية إجلاء محتملة وسط مخاوف من سقوط العاصمة أديس أبابا، وحذرت سفارة الولايات المتحدة في إثيوبيا من هجوم محتمل على العاصمة وأجزاء أخرى من البلاد.
وقالت السفارة الأمريكية، في بيان صدر عنها أمس الثلاثاء، “تذكر وزارة الخارجية المواطنين الأمريكيين باحتمال استمرار وقوع هجمات في إثيوبيا”، ووجهت مواطنيها بالحفاظ على مستوى عالٍ من اليقظة، وتجنب الأماكن التي يرتادها الأجانب.
وتعتزم الأمم المتحدة إجلاء عائلات الموظفين الدوليين من إثيوبيا بحلول يوم غد الخميس، فيما دعت فرنسا رعاياها إلى مغادرة البلاد التي يشهد شمالها منذ أكثر من عام حربا بين القوات الحكومية وقوات تحرير تيغراي.
وفي وثيقة داخلية، طلبت أجهزة الأمن التابعة للأمم المتحدة من المنظمة “تنسيق عمليات الإجلاء والحرص على مغادرة جميع أفراد عائلات الموظفين الدوليين لإثيوبيا في موعد أقصاه غداً الخميس”.
وكانت دول عدة من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا قد حضّت رعاياها على مغادرة إثيوبيا حيث لا يزال المجتمع الدولي عاجزا عن انتزاع وقف لإطلاق النار.
وقالت السفارة الفرنسية في أديس أبابا في رسالة إلكترونية بعثتها إلى رعايا فرنسيين “جميع الرعايا الفرنسيين مدعوون رسميا لمغادرة البلد في أقرب وقت”.
وأشارت السفارة الفرنسية إلى أنها اتّخذت قرارها هذا على ضوء “تطوّر الأوضاع العسكرية”، وهي تسعى إلى تسهيل مغادرة الرعايا بحجز مقاعد لهم على رحلات تجارية وسينظمون “في حال الضرورة” رحلة تشارتر، حسبما جاء في الرسالة الإلكترونية.
وبحسب السفارة الفرنسية يقيم أكثر من ألف فرنسي في إثيوبيا.
ولم يستبعد مسئول في السفارة الفرنسية “مغادرات طوعية لموظفين من السفارة، وخاصة ممن لديهم عائلات”.
وأبلغت إثيوبيا أربعة دبلوماسيين إيرلنديين من أصل ستة يعملون في سفارة بلادهم في أديس أبابا بوجوب مغادرة البلاد بحلول الأسبوع المقبل، وفق ما أعلنت الحكومة في دبلن اليوم الأربعاء.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرلندية أن السلطات الإثيوبية أشارت إلى أن القرار “مردّه المواقف التي اتّخذتها إيرلندا دوليا… بشأن النزاع الدائر في إثيوبيا والأزمة الإنسانية التي تشهدها”.
ومن جانبه قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى القرن الإفريقي جيفري فيلتمان إن التقدم نحو دفع جميع أطراف الصراع الإثيوبي إلى مفاوضات لوقف إطلاق النار مهدد بمخاطر تصعيد عسكري “مقلق”.
وقال فيلتمان إن رئيس الوزراء الإثيوبي والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي يعتقدان على ما يبدو أن كلا منهما على وشك تحقيق نصر عسكري، معبرا عن قلقه من أن تؤدي التطورات الميدانية إلى تهديد استقرار إثيوبيا ووحدتها بوجه عام.
وتريد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي رفع ما تصفه الأمم المتحدة بأنه “حصار فعلي” تفرضه الحكومة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى إقليم تيغراي، الذي يعاني فيه 400 ألف نسمة من المجاعة.
ويريد آبي أحمد أن تنسحب قوات تيغراي من الأراضي التي سيطرت عليها، لكن الجبهة تدعو أيضا إلى تنحي آبي أحمد الذي حقق فوزا ساحقا في الانتخابات الوطنية هذا العام.