نازحات إثيوبيات: أدوات النظافة الشخصية "رفاهية" لا نقدر عليها

نازحات إثيوبيات: أدوات النظافة الشخصية "رفاهية" لا نقدر عليها
إمبيت منجيشا

“إمبيت منجيشا”.. نازحة إثيوبية، أمٌ، تبلغ من العمر 25 عامًا، تقول: “لا أستطيع شراء أدوات النظافة أو الفوط الصحية، حتى إذا حصلت على بعض الدخل، فهو لابني”.

تقول "إميبت"، التي تعيش مع ابنها "بركات"، البالغ من العمر 7 أشهر، في مستوطنة غير رسمية في نيفاس ميوتشا ووريدا، منطقة جنوب جوندار في منطقة أمهرة، "هذه الأموال تعني الكثير بالنسبة لي بعد أن فقدت كل شيء".

تم تهجير "إمبيت" بعد اندلاع الأعمال العدائية والعنف القبلي في بلدتها، في منطقة أوروميا، منذ عام 2021، حيث تصاعد العنف في منطقة أوروميا ما أدى إلى تهجير أكثر من 500 ألف شخص إلى منطقة أمهرة.

تروي "إميبت": "احترق منزلنا بالكامل ونُهبت ماشيتنا، لقد فقدت كل شيء في غمضة عين"، وتضيف باكتئاب: "ليس لدي دخل وأعيش على الدعم الذي أتلقاه من المجتمع وبعض الأقارب".

دفعت مثل هذه القصص صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى تقديم مجموعة "أدوات الكرامة" لأكثر من 78 ألف امرأة وفتاة نازحة في جميع أنحاء شمال إثيوبيا.

توزيع مجموعات الكرامة على النازحات

وتعد "إميبت" من بين 1000 امرأة حصلن على مجموعة الكرامة من صندوق الأمم المتحدة للسكان في موقع التوزيع في "نيفاس ميوتشا".

وفي عام 2022، تأثرت منطقة أمهرة بانتشار الصراع من منطقة تيغراي، والصراع العرقي في منطقة أورومو في المنطقة، والجفاف، والفيضانات، وانتشار الجراد الصحراوي، وتفشي الأمراض.

وتعد المنطقة أيضا موطنا لأكثر من 8 آلاف لاجئ إريتري انتقلوا طوعا من المخيمات في منطقة تيغراي إلى مواقع النازحين في شمال جوندار، منطقة أمهرة.

يقول منسق الاستجابة الإنسانية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في إثيوبيا، جيمس أوكارا: "في أي حالة طوارئ، غالبًا ما تكون الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية هي الأكثر إهمالًا من الاحتياجات الأساسية، عندما يتشرد الناس، فإنهم يحملون فقط ما هو ضروري للغاية، عادة لا تعتبر الأدوات الصحية ضرورية وغالبًا ما تُترك وراءهم".

ويضيف "أوكارا": "يقيد نقص الإمدادات خاصة خلال فترة الحيض للفتيات من القدرة على الحركة والاختيارات الشخصية، ويؤثر ذلك بدوره على الحضور في المدرسة والمشاركة في الحياة المجتمعية".

تتذكر "سمراويت"، البالغة 12 عامًا: "تركت المدرسة في المرة الأولى التي رأيت فيها الدورة الشهرية، نظرًا لعدم وجود فوط صحية، لم أشعر بالثقة في الخروج.. لم أرغب في الشعور بالحرج".

ونزحت "سمراويت" نتيجة امتداد الصراع في مناطق أمهرة المتاخمة لإقليم تيغراي، وهي تعيش حاليًا في بحر دار، عاصمة منطقة أمهرة.

يقول "أوكارا": "يمكن أن تساعد مجموعات الكرامة كجزء من تدخل أوسع لصحة الحيض والنظافة في التغلب على هذه العقبات.. لا يقتصر الأمر على تلبية الطلب الذي لم تتم تلبيته على منتجات النظافة أثناء فترة الحيض، لكنها أيضًا تعيد الكرامة وتبني الثقة وتعزز الصحة الجنسية والإنجابية، خاصة بين المراهقات".

وتسير مجموعات الكرامة جنبًا إلى جنب مع التثقيف الصحي وزيادة الوعي حيث تتعرف النساء والفتيات على الخدمات المتاحة لدعم حقوقهن وخياراتهن.

تشرح فاطمة سلطانة، أخصائية العنف القائم على النوع الاجتماعي في صندوق الأمم المتحدة للسكان: "إن ضمان حصول النساء والفتيات بسهولة على المعلومات المهمة حول حقوقهن وخياراتهن يعد جزءًا مهمًا من عمل صندوق الأمم المتحدة للسكان أثناء حالات الطوارئ، وتعد توزيعات مجموعة الكرامة هي نقطة دخول للوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية بالإضافة إلى الوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتخفيف المخاطر، وخدمات الاستجابة".

وفي هذا العام، يخطط صندوق الأمم المتحدة للسكان في إثيوبيا لتوزيع ما يقرب من 160 ألف مجموعة الكرامة لحماية احتياجات الصحة والحماية للنساء والفتيات المتأثرات بالنزاع والجفاف في جميع أنحاء إثيوبيا، وقد وصلت بالفعل أكثر من 78 ألف مجموعة كرامة إلى منطقتي أمهرة وتيغراي من خلال شراكات إستراتيجية وبدعم من صندوق اللجوء والهجرة والاندماج (AMIF)، ودينيمار، والمعونة الأيرلندية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وعلى الرغم من كل الجهود، تتزايد احتياجات النساء والفتيات في جميع أنحاء إثيوبيا، والتي تتأثر بأزمات متعددة بما في ذلك الصراع، ووباء كوفيد-19، وأسوأ موجة جفاف في السنوات الأربعين الماضية.

ويحتاج صندوق الأمم المتحدة للسكان بشكل عاجل إلى مزيد من التمويل لتوسيع نطاق أنشطته لزيادة الوصول إلى رعاية الصحة الجنسية والإنجابية، بما في ذلك صحة الأم وخدمات الحماية، وتعزيز النظم الصحية في ثماني مناطق من البلاد.

وحتى الآن، تم تمويل 60% فقط من النداء الإنساني لصندوق الأمم المتحدة للسكان البالغ نحو 30 مليون دولار لعام 2022.

على الرغم من الوضع المزري، تشعر "إمبيت"، بالامتنان للدعم الذي تلقاه من صندوق الأمم المتحدة للسكان والصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ: "أعتقد أن مجموعة الكرامة هذه ستساعدني حقًا في إدارة نظافتي الشخصية بطريقة كريمة"، وتضيف: "كل محتويات حقيبة الظهر هي أشياء تحتاج إليها النساء".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية