اليوم الدولي للسلام.. العالم يئن جراء الحروب والنزاعات ويتطلع لإنهاء العنصرية
اليوم الدولي للسلام.. العالم يئن جراء الحروب والنزاعات ويتطلع لإنهاء العنصرية
بدوامات عاصفة، اجتاحت الحروب الأهلية والنزاعات والصراعات مختلف دول العالم، لا سيما خلال العشرية الماضية، ما دفع المطالب بوقف العنف وإحلال السلام إلى صدارة المشهد العالمي.
وتحيي الأمم المتحدة، اليوم الدولي للسلام، في 21 سبتمبر من كل عام، ويأتي الاحتفال هذا العام تحت عنوان "إنهاء العنصرية.. بناء السلام"، للتذكير بأهمية وقف إطلاق النار والعنف على الاستقرار العالمي.
وتقول الأمم المتحدة إن إقرار السلام الحقيقي يتطلب أكثر بكثير من مجرد إلقاء السلاح، إذ يتطلب الأمر بناء مجتمعات يشعر فيها جميع أعضاء المجتمع أنهم قادرون على الازدهار.
وينطوي الاحتفال بيوم السلام الدولي على خلق عالم يُعامل فيه الناس على قدم المساواة، بغض النظر عن أعراقهم واختلافاتهم لمكافحة التمييز والعنصرية، وتعزيز الأمن والاستقرار في العالم.
في السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "إن العنصرية ما فتئت تبث سمومها في المؤسسات والهياكل الاجتماعية ومناحي الحياة اليومية في كل مجتمع".
وأضاف غوتيريش، بهذه المناسبة: "لا تزال العنصرية تشكل عاملا حاسما في استمرار عدم المساواة، ولا تزال تحرم الناس من حقوقهم الإنسانية الأساسية".
وأوضح أنها تزعزع استقرار المجتمعات، وتقوض الديمقراطيات، وتنال من شرعية الحكومات، وأن الروابط بين العنصرية وعدم المساواة بين الجنسين لا لبس فيها.
وتابع: "مع استمرار اندلاع النزاعات حول العالم التي تؤدي إلى فرار الناس من الخطر، شهدنا تمييزًا على أساس العرق على الحدود، ومع معاناة الاقتصادات رأينا خطاب الكراهية والعنف الموجه ضد الأقليات العرقية".
واستطرد: "مع استمرار فيروس كورونا في مهاجمة مجتمعاتنا، رأينا كيف تضررت مجموعات عرقية معينة بضربات أشد بكثير من غيرها.. لا شك أن لدينا جميعًا دور نلعبه في تعزيز السلام، والتصدي للعنصرية يأتي ضمن الوسائل المهمة للمساهمة".
ومضى غوتيريش قائلا: "يمكننا العمل على تفكيك الهياكل التي تكرس العنصرية بيننا، يمكننا دعم حركات المساواة وحقوق الإنسان في كل مكان، يمكننا الجهر بمعاداتنا لخطاب الكراهية سواء في حياتنا الواقعية أو عبر الإنترنت.. يمكننا تعزيز مناهضة العنصرية من خلال التعليم والعدالة التصحيحيّة".
واختتم حديثه قائلا: "ندعوكم للانضمام إلى جهود الأمم المتحدة، إذ نعمل من أجل عالم خالٍ من العنصرية والتمييز العنصري.. عالم تتغلب فيه الرحمة والتعاطف على الشك والكراهية.. عالم يمكننا حقًا أن نفخر به".
وقف إطلاق النار
وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي للسلام في عام 1981 من أجل "وقف إطلاق النار عالميا وعدم العنف من خلال التعليم والتوعية الجماهيرية وللتعاون على التوصل إلى وقف إطلاق النار في العالم كله".
وهذا العام، سيقدم أكثر من 500 طالب وشاب مشاريع توضح الإجراءات التي اتخذوها لمكافحة العنصرية وتعزيز السلام، أمام الأمين العام أنطونيو غوتيريش وعدد كبير من الفنانين والناشطين البارزين.
وعادة، تدعو الأمم المتحدة جميع الدول والشعوب إلى احترام وقف الأعمال العدائية وإطلاق النار خلال اليوم، وتنظيم فعاليات تهدف إلى التثقيف والتوعية العامة بشأن القضايا المتعلقة بالسلام.
بدورها، أكدت الجامعة العربية حرصها الدائم على تعزيز عمليات بناء السلام الأكثر شمولا واستدامة، وكذلك استمرارها بدعم مسيرة السلم والأمن والتنمية وديمومتها في كل أنحاء الوطن العربي.
وأوضحت الجامعة، في بيان بهذه المناسبة، أنها تعمل وفق منهجية تشاركية مع هيئات الأمم المتحدة على تعزيز كل من أجندة السلام والأمن، لتسليط الضوء على دعم عمليات سلام وأمن أكثر شمولا بهدف ضمان استدامة السلام.
وأشارت إلى أنها تعمل بالشراكة مع الأمم المتحدة على تطوير أول استراتيجية عربية إقليمية للشباب والسلم والأمن، كخطوة مستقبلية مهمة للمضي قدماً في أجندة السلام والأمن في المنطقة العربية.
وفي السياق، دعا رئيس البرلمان العربي، عادل العسومي، في بيان بمناسبة اليوم الدولي للسلام، إلى تكثيف وتوحيد الجهود العربية في مجال مكافحة الكراهية والعنف.
وقال العسومي: "إن العمل على تعزيز ثقافة الحوار سيسهم بشكل حثيث في إرساء دعائم السلام"، مؤكدا ضرورة العمل لنشر وترسيخ ثقافة السلام والتعايش بين شعوب العالم".
وأوضح أنه في ظل ما يشهده العالم من صراعات مسلحة ونزاعات والتي نتج عنها أسوأ أزمات إنسانية شهدتها البشرية، نحتاج إلى أجيال ناشئة محبة للسلام وقبول الآخر ونبذ العنف والكراهية.
وبأيقونة السلام وغصن الزيتون، دشن مغردون عرب عبر منصات التواصل الاجتماعي هاشتاغ (وسما) باسم اليوم الدولي للسلام، داعين قادة وزعماء ورؤساء دول العالم إلى إنهاء الصراعات والحروب والتي راح ضحيتها آلاف المواطنين في مختلف الدول.
وخلال العشرية الماضية، عصفت النزاعات والصراعات مختلف دول العالم، بلغت ذروة بالعملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية في فبراير الماضي، والتي تسببت في أزمة اقتصادية عالمية طاحنة.










