خبراء يحذرون: أفلام الرعب تسبب أمراضاً خطيرة

خبراء يحذرون: أفلام الرعب تسبب أمراضاً خطيرة

هناك توافق ضمني بين محبي مشاهدة الأفلام السينمائية حول العالم، فلا متعة تضاهي مشاهدة أفلام الرعب حيث يرتفع الأدرينالين في الجسم فتتسع حدقة العين وتزيد ضربات القلب، وكلما كانت الإثارة والرعب أكثر زادت المتعة، لكن انتبه.. وفقا للخبراء فللأمر أضرار نفسية وجسمانية خطيرة. 

ومؤخرًا أثبت فيلم Smile هذه النظرية، حيث حقق 22 مليون دولار في الولايات المتحدة، في عطلة نهاية الأسبوع الأول من عرضه في مطلع أكتوبر الحالي، ليتصدر شباك التذاكر في أمريكا الشمالية، وحسب ما نشر موقع gizmodo حصل الفيلم على تقييمات قوية. 

تدور أحداث الفيلم حول طبيبة تدعى "روز كوتر" تبدأ في مواجهة أحداث مخيفة لا يمكنها تفسيرها بعد مشاهدة حادثة غريبة ومؤلمة لمريض، ويجب على "روز" مواجهة ماضيها المزعج من أجل البقاء على قيد الحياة والهروب من واقعها الجديد المرعب.

الفيلم من تأليف وإخراج باركر فين، وبطولة كل من: سوزى بيكون، كايل جالنر، جيسي تي آشر، كيتلين ستاسي، وتبلغ مدته نحو ساعتين.

 حقق فيلم smile فور عرضه الافتتاحي، الأسبوع الماضي في دور السينما الأمريكية، 8.2 مليون دولار من 3645 قاعة عرض، فيما بلغت ميزانيته 17 مليون دولار فقط، مما يؤكد أن الفيلم سيحقق أرباحا مرتفعة للغاية، وكتبت الناقدة لوفيا جياركى في هوليوود ريبورتر عن فيلم smile: عمل مروع عن روح شيطانية تلتصق بصدمات ضحاياها.

تؤدي إلى الانتحار

 وفي أبحاثها وتصريحاتها الإعلامية، دائمًا ما تردد سالي ونستون، خبيرة نفسية مرخصة ومديرة تنفيذية لمعهد اضطرابات القلق والإجهاد في ماريلاند، أنه "عند مشاهدة أفلام الرعب، يضخ قلبك الدم ويتدفق هرمون الأدرينالين في جسمك، ويضيق انتباهك، حتى عندما تعرف أنك في المنزل أو في المسرح ولا يوجد خطر حقيقي". 

وتم تصميم أفلام الرعب لإثارة مشاعر معينة داخل الإنسان، مثل التوتر والخوف والصدمة، ما يمكن أن يسبب إفراز الهرمونات في الجسم، مثل النوربينفرين والكورتيزول والأدرينالين من الجهاز العصبي اللاإرادي، وقد يعكس هذا استجابة فسيولوجية من هذه الهرمونات عن طريق اتساع حدقة العين وزيادة معدل ضربات القلب وتوتر العضلات. 

وتقول الدكتورة، باميلا روتليدج، مديرة مركز أبحاث علم النفس الإعلامي إن "أفلام الرعب والتشويق يمكن أن تجعل النوم أكثر صعوبة، في حالة إطلاق نسبة كبيرة من هرمون الأدرينالين في الجسم".

وأظهرت الأبحاث العلمية أن قلة النوم يمكن أن تؤثر سلبا على كيفية معالجة الدماغ للعواطف في اليوم التالي، ويمكن أن تزيد من حدة المشاعر السلبية. 

وتم ربط قلة النوم بمشكلات الصحة العقلية، إذ تشير التقديرات إلى أن 90% من الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب يعانون سوء نوعية النوم، فيما تشير بعض الأبحاث إلى أن قلة النوم لدى كبار السن تزيد من خطر الموت عن طريق الانتحار.

وذكرت الأبحاث أيضا أن عدم النوم لمدة 3 ليالٍ متتالية أو أكثر يمكن أن يؤدي إلى تشوهات في الإدراك وأوهام وهلوسة.

سادية وتفكك

قال استشاري الطب النفسي، جمال فرويز، إن ما تقدمه تلك النوعية من الأفلام من إثارة وتشويق ورعب يجذب الجمهور خاصة فئة الشباب، الذي بات يشعر بالملل والضيق نتيجة لظروف حياتية واقتصادية والسوشيال ميديا، وهذا المحتوى يتناسب مع المجتمع الأمريكي الذي أوشك على الانهيار والتفكك الداخلي، لوصوله لمرحلة اللاوعي الثقافي، والوعي الثقافي هو الانتماء للأرض والجنس والوطن، ولذا يذهب الشباب إلى كل ما هو خارج نطاق المنطقية الثقافية والدينية والأخلاقية والاجتماعية، ولذا أغلب من يقوم عليهم المجتمع الأمريكي من مهندسين وأطباء وأساتذة جامعات ومدرسين... إلخ، سنجدهم أهل مهجر وليسوا من ولدوا في البلد.

وتابع الخبير النفسي في تصريحات خاصة لـ«جسور بوست»: مثل هذه النوعية من الأفلام قد تؤثر على المشاهد إذا ما كان حاملًا لجين بعض الأمراض النفسية، فالاستثارة هذه قد تكون سببًا في إظهار مرض نفسي يحمل المشاهد الجين الخاص بهذا المرض، فلن يظهر مرض من لا شيء، وهناك بعض من يعانون السادية ويعتبرون مشاهدة تلك الأفلام كتعويض أو تخفيف لهذه السادية الموجودة في مشاهد التعذيب.

وتابع: في زمن أصبح العالم فيه قرية صغيرة تشابهت الثقافات وأصبح ما يؤثر ويسبب متعة وتشويقاً في مجتمع هو ذاته ما يؤثر في مجتمع آخر بسبب أن المعيار الثقافي واختلافه على مستوى العالم قل على عكس السابق، فالجميع يتأثر بهذه النوعية من الأفلام حيث يعيش الجميع في بوتقة واحدة.

أفلام جماهيرية بلا جوائز

وقالت الناقد السينمائية والممثلة، هويدا الحسن: أفلام الرعب تجد قبولًا ورواجًا عند فئة عمرية معينة، وهي الشباب من سن المراهقة وفترة العشرينيات، وهي مرتبطة بشكل كبير بالمتعة التي يسببها الإثارة والغموض من خلال تصاعد الأحداث، وإن كان تصنيف الأفلام سواء رعباً أو رومانسياً أو تاريخياً أو كوميدياً هو تصنيف جماهيري أكثر منه تصنيفاً فنياً، حيث يتم تقييم الفيلم السينمائي من خلال عناصره الفنية من سيناريو وإخراج وتمثيل وتصوير ومونتاج.. إلخ، وفقًا لتكامل العناصر وجودتها الفنية.

وتابعت الناقدة الفنية: أفلام الرعب أنواع كثيرة، منها ما يعتمد على سلاسل قتل أو أفلام عن الأرواح والجن أو أفلام رعب نفسي، وأغلبها تجاري، تحقق إيرادات عالية في شباك التذاكر لكن قلما نجد فيلم رعب ينافس على جوائز في مهرجانات عالمية، باستثناء نماذج قليلة مثل others لنيكول كيدمان الذي حاز عدة جوائز.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية