نساء العرب.. "جهاد" برلمانية وبطلة سباحة رغم أنف الكرسي المتحرك والمتنمرين (2-2)
نساء العرب.. "جهاد" برلمانية وبطلة سباحة رغم أنف الكرسي المتحرك والمتنمرين (2-2)
في الحلقة الثانية من حوارها، تستمر البرلمانية والأستاذة الجامعية وبطلة السباحة جهاد إبراهيم في إذهالنا، إذ تضيف لمعلوماتنا الجديد عن أسرتها الصغيرة، وتشرح لنا كيف أنها تقوم فوق كل مهامها المهنية وواجباتها الاجتماعية، بدور الأب والأم بعد وفاة زوجها.. كل ذلك "من فوق كرسي متحرك".
استطاعت جهاد إبراهيم بعد عناء وكد سنوات إحراز انتصارات عظيمة، كبرت الصغيرة المتنمر عليها، والموصومة بمعايير مجتمعية بأنها "ناقصة" و"غير صالحة للزواج"، واستطاعت أن تتزوج وتصبح أمًا لطفلة جميلة، وعضوة بالبرلمان المصري حتى 2020، ومدرسة بكلية البنات قسم اجتماع جامعة عين شمس، وبطلة مصر في السباحة لذوي القدرات الخاصة لسنوات عديدة، ومُدربة تنمية بشرية.
وكما أوردنا، حصلت على العديد من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية لتميزها في لعبة السباحة.
ساهمت في قوانين ذوي الإعاقة والمشاركة في الحوار الوطني من أجل خروج هذا القانون للنور، وكذلك قوانين مناهضة العنف ضد المرأة وتجريم الختان والتمييز بين الجنسين.
ولمساهمتها المتميزة في مجال التنمية البشرية، لُقِبت بـ"باعثة الأمل"، وتم اختيارها من أكثر الشخصيات الشابة المؤثرة والملهمة والباعثة للأمل، قدمت للشباب كقصة نجاح ملهمة لهم، وقال لها الرئيس عبدالفتاح السيسي بعدما حاورته في أحد المؤتمرات: "مصر هتفضل عظيمة طول ما فيها عظيمات زيك"، واحتضن طفلتها كارمــا وأخذ صورة تذكارية معها كانت محل حديث كل الصحف المحلية والعالمية.
تم اختيارها من أكثر الشخصيات الشابة المؤثرة والملهمة والباعثة للأمل على مستوى الوطن العربي في سنة 2015م، في نشر الطاقة الإيجابية والفكر الإيجابي وحث الشباب على العمل.
وكذلك شاركت بالعشرات من الفعاليات والاحتفاليات والمؤتمرات المختلفة، ومؤتمرات ذوي الإعاقة.
واليوم وفي الحلقة الثانية، تشرح لنا "جهاد" التحديات التي مرت بها وكيف تغلبت عليها، عن علاقتها بأسرتها وأصدقائها وأمور أخرى.. فإلى نص الحوار:

لكل منا أشخاص لهم فضل في جعل أحلامنا واقعاً.. من هؤلاء في حياتك؟
كرسي مريح ونافذة أطل منها على العالم تمثلا في كتف أمي، كانت تحملني خلال ذهابي وإيابي للمدرسة والدروس قبل حصولي على كرسي متحرك، ما زلت أشتم رائحة جسدها وما زال قلبي يستمع لنبضات قلبها، منها علمت حتمية أن أكون أكبر من الظروف، والاعتماد على الذات والشجاعة وبفضلها أصبحت روحي حديدية.
من لم يشكر الناس لا يحمد الله، هذه قاعدة، وأول من أدين له بالشكر بعد الله عز وجل هو "أمي" السيدة الريفية البسيطة ذات التعليم الرباني، ملائكية الروح عدوية الهوى، لقد تأثرت بها كثيرًا، وعانت من أجلي منذ صغري وهي تحملني على كتفها حقيقة ومجازًا.
منذ صغري عودتني أمي على القيام بأعمال المنزل، من نظافته وإعداد الطعام لنفسي ولأقراني مثلهم مثلي في كل شيء.

أيضًا الأستاذ بسام الخولي، حيث تسبب في نقلة نوعية في حياتي، منذ 2013 قابلته في ظروف صعبة، غير حياة الكثيرين وأنا منهم، برحمة وبمحبة خالصة حول حياتي إلى الأفضل وأصبحت بفضله باعثة الأمل للكثيرين.
في كل مراحلي الدراسية إلى أن تخرجت، وجدت من يساندني وكانوا مشاعل نور لطريق ليس بسهل، منهم من دربني على علم الحياة ومنهم من ساعدني في الدراسة.
النواب البرلمانيون، محمد السلاب، عمرو السنباطي، طارق شكري، حنان المغربي، عمرو صدقي، ساعدوني كثيرًا فترة تواجدي تحت قبة البرلمان، لقد كنت محبوبة والحمد لله.
حدثينا عن أمومتكِ وأسرتكِ الصغيرة، كيف تستطيعين الموازنة بين كل ما تفعلين، مقيمة أسرة ناجحة في ذات الوقت؟
هنا أسكت قليلًا لتتحدث دموعي، من أعظم الأحلام التي حلمت بها وحققتها في مجتمع يراني "غير صالحة" للأمومة، هي أن أكون أمًا لفتاة، وأربيها تربية جيدة وأنا على كرسي، لقد اقتنصت هذا الحلم من المجتمع قنصًا، لقد وثقت في ذاتي وأحلامي، وكلما فعلت ركعت لي الحياة، لقد عشت قصة حب جميلة تقدم لي فيها والد ابنتي "كارما" طالبًا يدي للزواج ووافقت، وعشنا سويًا ننعم بالحياة إلى أن توفاه الله، ومن يومها أقوم بدور الأب والأم، وأعيش لابنتي الهدية الأعظم التي تركها لي.
علاقتي بابنتي عظيمة، اسمها لم يكن مصادفة، "كارما" الحب والطاقة والأحلام والحياة، حتى إن مشروعي التنموي أسميته "كارما لايف".

ما أحلامك للغد وما بعده، وهل تؤمنين بالمستحيل؟
يفرق إنسان عن آخر في ما يستطيع فعله من توازن لذاته والتصالح معها، يستفيد بكامل طاقته ووقته، وكلما نعم الإنسان بمشاعر المحبة والسلام عرف قدراته وحقق أحلامه وسخر له الكون لتحقيق لذلك، ليس هناك ما يسمى بالمستحيل، هو فقط وكما يقال: "المستحيل يعيش في أحلام العجزة"، والعاجز هنا من فقد خاصية الحلم والتحليق مع الذات، والحمد لله حققت هذا التوازن بين نشر الأمل والقيام بواجباتي المهنية وتربية ابنتي.
خلقني الله حالمة ثم جعلني قوية قادرة على تحقيق الحلم، لقد مررت كالجميع بيأس لكني تخلصت منه سريعًا، ولذا أعمل على بثه للآخرين على مستوى الوطن العربي والعالم، أحلم بأن أطال البلاد، أنشر الأمل وحب الحياة بين الأفراد والشعوب، أحدثهم عن الحلم والرسالة وبمساعدة الله كل شيء يتحقق.
أحلم بأن أربي ابنتي تربية جيدة، وجعلها من بعدي تحلم وتحقق الحلم وتنشر الأمل في النفوس على أن تكون مؤثرة وملهمة، أيضًا أن يعينني الله على تربيتها والقيام بدور الأب والأم معًا بعد وفاة والدها رحمه الله.
تستطيعين بث الأمل في ملايين من المحبطين كما سبق لك وصرحتِ.. من أين لكِ بهذه الطاقة وكيف تفعلين ذلك؟
من رحم المعاناة يولد الأمل، الأمل طفل ولد وكبر مع كل تجربة عشتها، الضغوط إما أن تخلق منا أبطالًا ملهمين وأقوياء، وإما أناسا سلبيين ساخطين، واخترت أن أكون الأولى، أشع بنور الأمل ويملأ روحي الجمال، أنشره في كل نفس وكل منزل جعلته المشاكل آيلًا للسقوط.

ما الرسالة التي توجهينها إلى كل من لديه مشكلة تعيقه عن تحقيق حلمه؟
لا بد أن تؤمن بأن الله هو العدل والحقوق لا تضيع عنده، وجهدك وأحلامك ودائع لدى الرحمن، اصبر و"عافر" واسعَ واطرق الأبواب، فليس هناك ألم إلا ويعقبه يسر وليس هناك مجهود يبذل إلا وبعده خير كثير، لو أخبروني ذات تنمر مررت به أنني سيكون لي شأن وسأصبح نائبة برلمانية وأستاذة في الجامعة كنت لن أصدق، لكن الأحلام مهما كانت صعوبتها يمكن تحقيقها، احلم واكسر المستحيل.
ما رسالتك إلى المرأة العربية، وكيف تجتاز التحديات التي تفرضها عليها الحداثة والوضع الاقتصادي والمشاكل الاجتماعية؟
للمرأة العربية أقول لها.. أنت قوية وتقع على كتفك الرسالة الأسمى، وهي تغيير مصائر الشعوب وبنائها وعيًا وأخلاقًا واقتصادًا، عليك عبء إخراج أجيال مسؤولة تحترم الإنسان وحقوقه، لتكن ثقتك بذاتك كالجبال الراسيات، وأقيمي عليها العدل راية، حتى نكون مجتمعًا صحيح النفس متسامحًا ومتقبلًا للآخر.

يعتبرونكِ كاريزما تتقدم الصفوف والوفود وتتحدث في المحافل.. احكي لنا عن تجربتك في ذلك؟
بداية نحمد الله على كل نعمة أمدنا بها حمد الراضين الشاكرين، لقد كرمني الله بأن كنت عضو لجنة العلم والثقافة في البرلمان عن عام 2016 وبداية 2017، وقمت خلال هذه الفترة باستقبال العديد من الوفود البرلمانية في مجلس النواب، على سبيل المثال، زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند في إبريل 2016 للبرلمان.
كذلك شاركت في مصاحبة وفود برلمانية إلى هيئة قناة السويس ووزارة الدفاع بصحبة لجنة الدفاع والأمن القومي واللجنة الاقتصادية بمجلس النواب.

ومن خلال عضويتي للجنة الإسكان والمرافق العامة والتعمير في البرلمان منذ منتصف 2017 و2018 و2019، قمت بالعديد من الزيارات الميدانية مع اللجنة للعاصمة الإدارية وتفقد المشاريع المقامة فيها، أيضًا مطار العاصمة الإدارية، والعديد من الزيارات الميدانية لمدينة العلمين الجديدة والبحر الحمر، وتتبع العديد من المشاريع القومية ومشاريع القوانين في اللجنة مثل قانون البناء الموحد وكيفية تطبيق كود البناء الموحد في القانون رقم 119 وقانون التصالح على الأراضي الزراعية وكيفية استرداد الأراضي المملوكة للدولة.