وسط أجواء عالمية ساخنة.. القادة العرب يعقدون أول قمة لهم منذ 3 سنوات
وسط أجواء عالمية ساخنة.. القادة العرب يعقدون أول قمة لهم منذ 3 سنوات
يجتمع القادة العرب، اليوم الثلاثاء، في القمة العربية التي تستضيفها الجزائر، والتي تعقد تحت شعار "لم الشمل"، حيث يتوافد الرؤساء والقادة العرب منذ يوم أمس الاثنين، ووصل عدد من القادة بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى مقر انعقاد القمة، صباح اليوم الثلاثاء.
ويشارك كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس التونسي قيس سعيّد، في أعمال القمة.
واعتذر العاهل المغربي الملك محمد السادس عن المشاركة في القمة، بحسب ما أعلن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
وسابقا اعتذر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن القمة لأسباب صحية، كما اعتذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وأعلن الديوان الملكي الأردني أن ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني سيشارك في فعاليات القمة.
أعمال القمة
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط في تغريدة على موقع "تويتر"، عشية القمة، إن تعزيز "الصمود الفلسطيني" سيكون قضية أساسية على أجندة القمة، وكذلك الأزمات العربية في كل من سوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال.
وأضاف أبوالغيط، أن القمة ستناقش أيضا القضايا المتعلقة بالتصدي للتدخلات الإقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية.
كذلك، وصل الثلاثاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للمشاركة في أعمال القمة كضيف شرف.
وعقدت جامعة الدول العربية التي تضم 22 دولة، آخر قمة لها في مارس من عام 2019 في دولة تونس، قبل تفشي وباء كوفيد-19 في مختلف دول العالم.
منذ وصول الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون إلى السلطة نهاية 2019، عادت الدبلوماسية الجزائرية للنشاط الكثيف، بعد سنوات من الجمود على الساحة الدولية بسبب مرض الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة.
وقامت الجزائر بجميع التحضيرات اللازمة من أجل استقبال مميز للمشاركين في القمة، التي ينتظر أن تفتتح أعمالها عند الساعة 18,00 بالتوقيت المحلي (17,00 ت غ) على أن تختتم مساء الأربعاء.
استقبال حافل
وزينت الشوارع الرئيسية للعاصمة الجزائرية والمباني الحكومية بأعلام الدول العربية، كما علقت لافتات ضخمة على لوحات إعلانية ترحب بـ"الأشقاء العرب".
ورأى مدير مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي في جنيف حسني عبيدي، أن "الدبلوماسية الجزائرية انتقلت إلى مرحلة مختلفة على المستويين العربي والإفريقي".
وإن كانت قضايا النزاع الإسرائيلي الفلسطيني والوضع في سوريا وليبيا واليمن مدرجة على جدول أعمال القمة، فسيتعين على القادة العرب والوفود المشاركة إيجاد مخارج دبلوماسية معقدة في صياغة الإعلان النهائي الذي يقر بالإجماع، لتجنب الإساءة والإحراج إلى أي دولة في المنظمة.
ووضعت الجزائر هذه القمة الحادية والثلاثين للمنظمة العربية تحت شعار "لم الشمل" لكن عدة دول، لا سيما بلدان الخليج، لن تكون ممثلة بقادة دولها.
رسالة روسية
وفي الوقت الذي تعاني فيه الكثير من دول المنطقة من التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية على أوكرانيا، توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برسالة للمشاركين في القمة نشرتها سفارة بلاده في الجزائر.
وأكد بوتين في رسالته أن "العالم يشهد تغيرات سياسية واقتصادية هامة، يتزايد تشكيل نظام العلاقات الدولية متعدد الأقطاب وهو مبني على مبادئ مساواة الحقوق والعدالة واحترام المصالح الشرعية المتبادلة، في هذه العملية تلعب بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي يقرب عدد سكانها من نصف مليار نسمة دوراً أكثر أهمية".
وأضاف أن روسيا "لا تزال مستعدة لأن تطور تطويراً كاملا التعامل مع جامعة الدول العربية وكل أعضائها، بهدف توطيد الأمن على المستويين الإقليمي والعالمي".
إصلاح الجامعة
وفي السياق، قال وزير الخارجية الجزائري إن الرئيس عبدالمجيد تبون سيقدم أفكارا لإصلاح الجامعة العربية خلال القمة.
كما أضاف الوزير أن هذه القمة ستصدر ما يعرف بـ"إعلان الجزائر"، موضحا أن هذا الإعلان ستكون له مكانة خاصة في "تطوير العمل العربي" المشترك، لكن من دون الإفصاح عن ما سيتضمنه هذا الإعلان.