الشرطة الأوكرانية تزيل الألغام من خيرسون وتوثق جرائم الحرب الروسية
الشرطة الأوكرانية تزيل الألغام من خيرسون وتوثق جرائم الحرب الروسية
كثفت الشرطة الأوكرانية، جهودها، أمس السبت، لإزالة الألغام من خيرسون غداة استعادتها، وتوثيق جرائم الحرب المنسوبة إلى روسيا في المدينة الكبيرة بجنوب البلاد، التي تشكل خسارتها انتكاسة كبيرة للكرملين.
واعتبرت كييف أن الغرب يسير نحو تحقيق انتصار مشترك بعد استعادة خيرسون، حيث تردد النشيد الوطني الأوكراني مجدداً بعد انسحاب القوات الروسية منها، وفق فرانس برس.
ونشر قائد الإدارة العسكرية الأوكرانية في منطقة خيرسون ياروسلاف يانوشفيتش، عدة مقاطع فيديو في الساعات الأخيرة، قال فيها "سعيد جداً لوجودي هنا في خيرسون اليوم، في هذه اللحظة التاريخية".
واحتشد خلفه الناس في الساحة الرئيسية للاحتفال بعودة القوات الأوكرانية إلى المدينة.
وفي السياق، عانق السكان العائدون في قرية برافدين جيرانهم، ولم يستطع بعضهم كبح دموعه، وقالت سفيتلانا جالاك «جاء النصر أخيراً»، وأضافت المرأة البالغة 43 عاماً، التي فقدت ابنها البكر في المعارك: «الحمد لله، لقد أصبحنا أخيراً أحراراً»، من جهته، قال زوجها فيكور البالغ 44 عاماً، «نحن أوكرانيا».
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، «إننا نشعر بسعادة غامرة»، لكنه أعلن وقوع دمار كبير في المنطقة.
وأضاف: «قبل الفرار من خيرسون، دمر المحتلون كل البنى التحتية الأساسية، الاتصالات وإمدادات المياه والتدفئة والكهرباء»، مضيفاً أنه تم إبطال مفعول 2000 عبوة ناسفة.
وأكد زيلينسكي، أن القوات المسلحة الأوكرانية استعادت السيطرة على ما يقرب من 60 بلدة في منطقة خيرسون.
ونُشر حوالي 200 شرطي في خيرسون لإقامة نقاط تفتيش على الطرق وتوثيق جرائم المحتلين الروس، وفق ما قال قائد الشرطة الوطنية إيغور كليمينكو في بيان.
ونبه سكان المدينة إلى وجود ألغام خلفتها القوات الروسية وحضهم على «التحرك بحذر»، وحسب كليمينكو، أصيب شرطي خلال عملية لإزالة الألغام من مبنى في خيرسون.
وأصيبت امرأة وطفلان في انفجار قرب سيارتهم في قرية ميلوف بمنطقة خيرسون، حسب الشرطة، التي أفادت أيضاً بوقوع قصف روسي على منطقة بيريسلاف.
من جانبه، رأى وزير الدفاع البريطاني بن والاس، أن الانسحاب الروسي من خيرسون يشكل «خسارة استراتيجية جديدة» لموسكو، مشيراً إلى أنه في فبراير «فشلت روسيا في السيطرة على أهداف رئيسية حددتها غير خيرسون».
واعتبر جايك ساليفان مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن، أن «الأوكرانيين حققوا للتو انتصاراً استثنائياً»، مشيراً إلى أن «العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها روسيا في هذه الحرب عادت الآن تحت العلم الأوكراني وهو أمر رائع».
هذا هو الانسحاب الروسي الكبير الثالث منذ بداية الغزو في 24 فبراير، فقد اضطرت روسيا إلى التخلي عن الاستيلاء على كييف في الربيع في مواجهة المقاومة الشرسة من الأوكرانيين قبل طردها من كل منطقة خاركيف في سبتمبر.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت الجمعة أنها أكملت في الساعة 05.00 بتوقيت موسكو (02.00 ت.غ) «إعادة نشر» وحداتها من الضفة اليمنى (الغربية) لنهر دنيبرو، حيث تقع مدينة خيرسون إلى الضفة اليسرى.
وأكدت أن القوات الروسية لم تتكبد أي خسارة، ولم تترك معدات عسكرية وراءها.
وأوضحت موسكو أنه تم سحب «أكثر من 30 ألف» جندي روسي و«نحو 5 آلاف قطعة أسلحة وآلية عسكرية» من الضفة الغربية للنهر.
بداية الأزمة
اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.
وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.
وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.