في ختام قمة المناخ "cop 27".. خيبة أمل إفريقية وأحلام مؤجلة للقارة السمراء

في ختام قمة المناخ "cop 27".. خيبة أمل إفريقية وأحلام مؤجلة للقارة السمراء

أعلن تحالف العدالة المناخية لعموم إفريقيا، الجمعة، أن مخرجات قمة المناخ "cop 27" لم ترتقِ إلى مستوى تطلعات القارة السمراء أو تلبي إلحاح كارثة المناخ بالعالم.

وأعرب التحالف الإفريقي المعروف باسم "باكجا" في بيان، عن استياء منظمات المجتمع المدني الإفريقية من النتائج المتوقعة للمؤتمر الـ27 للأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

واستضافت مدينة شرم الشيخ المصرية، قمة المناخ "cop 27" خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر الجاري، قبل أن يتم تمديدها إلى 19 نوفمبر، بمشاركة وحضور 120 من قادة وزعماء العالم ورؤساء الحكومات وعدد من الشخصيات الدولية والخبراء.

وبحسب البيان، فإن "نتائج قمة المناخ جاءت على عكس ما توقعته إفريقيا، ما يترك ملايين الأفارقة في معاناة مستمرة متعلقة بالمناخ"، إذ قال المدير التنفيذي للتحالف ميثيكا مويندا، "لسوء الحظ  فإن نهاية مؤتمر الأطراف تعتبر بمثابة صدمة".

وأضاف مويندا: "سيستمر الأشخاص الذين يواجهون المجاعة في شرق إفريقيا والقرن الإفريقي بسبب الجفاف المرتبط بالمناخ، والنساء في نيجيريا اللواتي يغرقن في الفيضانات والأعاصير في الجنوب الإفريقي سيواصلن انتظار إشارات بشأن الإجراءات من المجتمع الدولي".

بدورها، أوضحت تريسي سوني، المتخصصة في قضايا النوع الاجتماعي من بوتسوانا، أن "الافتقار إلى الروابط الواضحة بين الخطط السنوية والأنشطة والمحادثات من جميع القارات، أدى إلى خروج قمم المناخ كل عام دون نتائج جوهرية ملموسة".

وتابعت متسائلة: "لماذا يجب أن نجتمع سنويا في هذه المؤتمرات الكلامية وتخرج منها القارة الإفريقية بشعور دائم بالخذلان؟! (..) إنه أمر يدعو للقلق والاستياء".

وتحث مجموعة المفاوضين الأفارقة (AGN) البلدان المتقدمة على الوفاء بالتزاماتها لتحقيق أهداف وضمان تقدم الجهود في التعبئة الجارية، لتمويل سبل التكيف مع التغيرات المناخية المتطرفة في القارة السمراء.

حلم ضائع 

ومن جانبه، قال رئيس فريق المفاوضين الأفارقة إفرايم مويبيا شيتيما من زامبيا: "تعرب المجموعة الإفريقية عن خيبة أملها المستمرة لأن هدف تقديم 100 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2020 من البلدان المتقدمة إلى البلدان النامية لا يزال شاغرًا".

وأشار إلى أن "أي تأخير طفيف في إجراءات التكيف مع تغير المناخ على نطاق واسع يعني انتكاسة أخرى لمكاسب التنمية في إفريقيا التي تحققت بشق الأنفس، ويعد حجر عثرة في طريق إفريقيا للقضاء على الفقر".

وأوضح أوغسطين نجامنشي، رئيس اللجنة السياسية والتقنية في تحالف "باكجا"، أن فشل القمة الحالية في الاعتراف باحتياجات إفريقيا المُلحة والظروف على جدول أعمالها ساهم في بطء التقدم والتأخير وانخفاض الطموح في القضايا ذات الصلة بإفريقيا".

وقال نجامنشي: "COP 27 دمر أحلام الشعوب الإفريقية تمامًا كما حدث في غلاسكو العام الماضي، ما أدى إلى تأخير الإجراءات العاجلة على الرغم من الخطر الجسيم بفقدان أهداف اتفاق باريس".

وتابع: "لا بد من اتخاذ وتعزيز ومشاركة صوت إفريقيا في الجهود العالمية لمعالجة أزمة المناخ، كما يجب أن يدعو القادة الأفارقة إلى إعادة تقييم أهمية عمليات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ومؤتمر الأطراف للشعوب الإفريقية واتخاذ إجراءات جذرية بشأنها".

خيبة أمل نسوية

بدورها، قالت فلورنس كاسولي، ناشطة مناخية من أوغندا: "تشعر النساء في إفريقيا بخيبة أمل بسبب عدم اتخاذ إجراءات بشأن التكيف والخسارة والأضرار، ما يعني القليل من الإجراءات في مجال الزراعة التي تعتمد عليها اقتصادات البلدان الإفريقية".

وأوضحت كاسولي: "النساء في إفريقيا يقدن مجال العمل في الزراعة، ولذلك فإن الاهتمام بتحقيق العدالة المناخية عادة ما يكون في صدارة اهتمامهن".

وتتفق التقديرات الأممية مع المخاوف الإفريقية، في مضاعفة خطر تأثير تغير المناخ على النساء في البيئات الهشة والمتأثرة بالصراعات، إذ يواجهن تزايدا في معدلات العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات، والاتجار بالبشر، وزواج الأطفال وغيرها.

وتقل احتمالات نجاة النساء عند وقوع الكوارث، ويزداد احتمال إصابتهن بسبب التفاوتات المبنية على النوع الاجتماعي القائمة منذ أمد طويل، والتي خلقت فوارق في المعرفة والقدرة على التنقل واتخاذ القرارات والحصول على الموارد والتدريب وغيرها.

وبسبب هذه التفاوتات تكون النساء والفتيات أقل قدرة على الحصول على الإغاثة والمساعدة، وأكثر احتمالا بتهديد سبل رزقهن ورفاههن وتعافيهن، وأقل إمكانية في الحصول على الخدمات والرعاية الصحية وغيرها.

انهيار الثقة

ورغم وصول مؤتمر الأطراف الـ27 إلى نهايته بمصر، لم يصل برنامج عمل التخفيف أو التكيف إلى نتائجه المرجوة بسبب المسائل الإجرائية، فيما لم تتحقق النتائج الطموحة في التمويل أو تعويض الخسائر والأضرار.

وفي اللحظات الأخيرة من المفاوضات، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن بالغ قلقه حيال استمرار انقسام الأطراف حول عدد من القضايا المهمة، ما قد يعمق انهيارا في الثقة بين الشمال والجنوب، وبين الاقتصادات المتقدمة والناشئة.

وقال غوتيريش: "هذا ليس وقت توجيه أصابع الاتهام، لعبة اللوم هي وصفة للتدمير المتبادل المؤكد (..) نناشد جميع الأطراف أن تنهض من أجل تقديم هذا النوع من العمل المناخي الهادف الذي يحتاجه الناس والكوكب بشدة".

وأضاف: "الطريقة الأكثر فعالية لإعادة بناء الثقة هي إيجاد اتفاق طموح وموثوق به بشأن الخسائر والأضرار والدعم المالي للبلدان النامية (..) لا يمكننا الاستمرار في إنكار العدالة المناخية لأولئك الذين ساهموا بشكل أقل في أزمة المناخ والذين يتضررون أكثر من غيرهم".

وتابع: "لا يمكننا سد فجوة الانبعاثات دون تسريع نشر مصادر الطاقة المتجددة، وشراكات انتقال الطاقة العادلة هي مسارات مهمة لتسريع التخلص التدريجي من الفحم وتوسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة".

ومضى قائلا: "يجب على الأطراف العمل بشأن المسألة الحاسمة المتعلقة بالتمويل، والتي تتمثل في تقديم 100 مليار دولار سنويا لتمويل المناخ في البلدان النامية، وهذا يعني إصلاح بنوك التنمية متعددة الأطراف والمؤسسات المالية الدولية".

وعقد مؤتمر المناخ بحضور رؤساء وزعماء العديد من دول العالم وتمثيل أكثر من 190 دولة بالعالم، ومشاركة ممثلي منظمات المجتمع المدني الدولية المعنية بظاهرة تغير المناخ.

وناقشت قمة المناخ لعام 2022 عدة قضايا مصيرية بارزة، أهمها العدالة المناخية وتنفيذ الالتزامات المناخية والأمن الغذائي والتمويل التكيف مع التغيرات المناخية وتحديات التنمية.

وتتطلع دول العالم إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الكوكب من آثار تغير المناخ، أبرزها تخفيض انبعاثات الاحتباس الحراري، والتكيف مع عواقب الظواهر المناخية المتطرفة، والوفاء بالتزامات تمويل العمل المناخيّ من الدول المتقدمة للبلدان النامية.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية