أفغانستان: "الجفاف" و"الصدمات الاقتصادية" المحركات الأساسية للاحتياجات الإنسانية

أفغانستان: "الجفاف" و"الصدمات الاقتصادية" المحركات الأساسية للاحتياجات الإنسانية

قال منسق الشؤون الإنسانية في أفغانستان، إن ثلثي السكان سيكونون بحاجة إلى المساعدة الإنسانية في 2023، مشيرا إلى أن الجفاف والصدمات الاقتصادية أصبحا المحرّكين الأساسيين للاحتياجات الإنسانية، بعد أن كان الصراع هو المحرّك الأساسي لها.

ووفقا للموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، جاء ذلك في رسالة عبر تقنية الفيديو، للمنسق الإنساني، رامز الأكبروف، مع الصحفيين في نيويورك، حيث أحاطهم بمستجدات الوضع الإنساني في البلاد. 

وقال "الأكبروف": "إن الاحتياجات الإنسانية شديدة في 30 من بين 34 مقاطعة على الأقل، ليس فقط بالنسبة للغذاء والخدمات الصحية، ولكن أيضا جودة المياه بعد عامين متتاليين من الجفاف".

وأشار إلى أنه منذ أغسطس الماضي، شهدت أفغانستان انخفاضا في الدخل والإنتاج بنسبة 20%، وانخفاضا بنسبة 65% في الإنفاق العام للدولة وانخفاضا بنسبة 50% في التحويلات المالية للعائلات.

وارتفعت تكلفة سلة الضروريات بنسبة 30% ما يجبر الأسر الريفية على الغرق في الديون وبيع الأصول للبقاء على قيد الحياة، أو اللجوء إلى استراتيجيات التكيف السلبية.

ويعتمد أكثر من نصف السكان داخل أفغانستان على المساعدة الإنسانية، ولا تزال حقوق الإنسان الخاصة بهم تواجه تحديات.

وأوضح "الأكبروف" أن الوضع يتفاقم الآن مع حلول فصول الشتاء وانخفاض درجات الحرارة في أجزاء معينة من البلاد إلى -25 وأحيانا أقل من ذلك، قائلا: "أفغانستان معروفة بشتائها القاسي، وهو ما يضطرنا إلى إعطاء أولوية للبرامج الشتوية.. حددنا أكثر من 369 منطقة تحتل أولوية عالية ومتوسطة: 122 تحتل أولوية قصوى، 247 تحتل أولوية متوسطة في جميع المقاطعات الـ34 في أفغانستان".

وأكد المسؤول الأممي، أن ثمة حاجة إلى 768 مليون دولار لدعم أنشطة التأهب لفصل الشتاء، وهناك حاجة إلى 614 مليون دولار قبل نهاية العام، وللربع الأول من عام 2023 هناك حاجة إلى 154 مليون دولار.

وتابع يقول: "بكل صراحة، نحن نجد صعوبة في إيجاد التمويل للعام بأكمله، خطة الاستجابة الإنسانية ممولة فقط بحوالي 50% (بين 48-49%)"، أي 2.1 مليار دولار من جملة الـ4.4 مليار دولار المطلوبة.

وأشار إلى أنه في الشتاء الماضي، تم تجنب مجاعة في البلاد، لكنه حذر من أن هذا الشتاء لن يكون أسهل، فعدد الأشخاص المحتاجين ارتفع من 20 مليون شخص في العام الماضي إلى 25 مليون شخص هذا العام، "هؤلاء يحتاجون إلى أشكال مختلفة من المساعدة الإنسانية".

وأكد أن مستويات انعدام الأمن الغذائي تظل من الأعلى، وسيعاني حوالي 6 ملايين شخص من مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي.

وفيما يتعلق بالاستجابة الإنسانية، قال "الأكبروف: إنه تم تقديم النقد والغذاء، والوصول إلى أكثر من 10 ملايين شخص، موضحا "وقمنا بتوفير الملابس الشتوية والأغطية إلى 92 ألف أسرة، وأكثر من 693 طنا متريا من المستلزمات الطبية إلى جميع المرافق الـ300، وتوفير العلاج إلى 19 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد والنساء الحوامل والمرضعات".

وردّا على سؤال بشأن ما الذي تفعله طالبان لمساعدة السكان، أوضح الأكبروف أنه لا يمكن تقديم توصيف مفصل بشأن ميزانية الدولة وكيف يتم توزيعها ولم يتم نشرها، قائلا "نعلم أن سلطات الأمر الواقع تدعم برامج تستهدف العائلات المحرومة، مثل الأيتام، وكانت تدفع مؤخرا في الأشهر الأخيرة باتجاه حظر زراعة الخشخاش وإتلاف مزارع الخشخاش".

لكنه أضاف أن سلطات الأمر الواقع تفتقر إلى الموارد المطلوبة لمعالجة الاحتياجات الملحة للسكان وتقديم المساعدات المتعددة، ويظل التمويل الدولي عنصرا مهما للحفاظ على تقديم الخدمات المهمة وخاصة الخدمات الصحية.

وردّا على سؤال آخر يتعلق بالأصول الأمريكية المجمّدة، قال الأكبروف، إنه وفقا للمعلومات المتوفرة يتم مناقشة ذلك كجزء من الصندوق الذي تم إنشاؤه في جنيف، "نحن كأمم متحدة لا نحصل على أي من هذه الأموال ولا نوزعها، وبحسب ما نعلمه هذا التمويل غير مُعدّ لأي شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، إنه أداة مالية تهدف إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي".

وردّ أيضا "الأكبروف" على أسئلة تتعلق بحقوق المرأة الأفغانية، لا سيّما بعد أن منعت طالبان النساء من دخول المتنزهات العامة والصالات الرياضية، وقال: "تظل الأمم المتحدة الهيئة الأساسية من المجتمع الدولي الحاضرة في أفغانستان، وفي كل اجتماع نعقده مع طالبان منذ 15 أغسطس 2021، نثير قضية تعليم الفتيات وحقوق المرأة وتمكين النساء ومشاركتهن، فعلنا ذلك في كل اجتماع مع المسؤولين في طالبان".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية