"تقرير" يرصد أكبر 10 كوارث مناخية كلفت العالم المليارات في عام 2022

لم ينجُ منها أي من قارات العالم

"تقرير" يرصد أكبر 10 كوارث مناخية كلفت العالم المليارات في عام 2022
حرائق الغابات

أصدرت مؤسسة "كرستيان آيد" تقريرا جديدا يرصد أكبر 10 كوارث مناخية كلفت العالم المليارات في عام 2022، ودعت قادة العالم إلى تقرير كيفية إدارة صندوق الخسائر والأضرار المتفق عليه في COP27 والحصول على الأموال التي تتدفق فيه.

ويحدد التقرير الذي نشره الموقع الرسمي للمؤسسة تحت عنوان (حساب التكلفة 2022: عام من الانهيار المناخي، ديسمبر 2022)، أكثر 10 أحداث متطرفة تكلفة لهذا العام متأثرة بأزمة المناخ، تسببت كل واحدة منها في أضرار بأكثر من 3 مليارات دولار.

ويفحص التقرير أيضًا 10 أحداث متطرفة أخرى تسببت في أضرار بشرية وبيئية جسيمة، معظمها في أفقر البلدان.

ومن ضمن هذه الكوارث:

- الفيضانات التي غمرت أجزاء من باكستان في يونيو والتي تأثر بها 7 ملايين شخص وتسببت في خسائر تقدر بأكثر من 30 مليار دولار، مع تغطية 5.6 مليار دولار فقط بالتأمين.

- إعصار إيان الذي ضرب الولايات المتحدة وكوبا في سبتمبر وكلف 100 مليار دولار.

- موجة الحر والجفاف التي اجتاحت المملكة المتحدة وأوروبا وكبدتها خسائر بقيمة 20 مليار دولار.

وتستند معظم هذه التقديرات فقط على الخسائر المؤمن عليها، ما يعني أن التكاليف المالية الحقيقية من المرجح أن تكون أعلى من ذلك، في حين أن التكاليف البشرية غالبًا ما تكون غير محسوبة.

وفي حين يركز التقرير على التكاليف المالية، والتي عادة ما تكون أعلى في البلدان الأكثر ثراءً لأن لديهم قيم ممتلكات أعلى ويمكنهم تحمل تكاليف التأمين، فإن بعض الأحداث المناخية القاسية الأكثر تدميراً في عام 2022 قد ضربت الدول الفقيرة، والتي لم تساهم إلا قليلاً في التسبب في أزمة المناخ ولديها أقل عدد من المخازن المؤقتة لتحمل الصدمات.

وفي التقرير، تسلط القائمة الثانية من 10 كوارث مناخية الضوء على بعض هذه الأحداث المناخية الأخرى لعام 2022 والتي لا تُدرج في قائمة الخسائر المؤمن عليها، ولكنها كانت مدمرة بالمجتمعات أو شكلت تهديدات مقلقة في المستقبل مثل موجات الحرارة في القطب الشمالي والقطب الجنوبي.

ويقول تقرير "كرستيان آيد"، إن هذه الأحداث المتطرفة تسلط الضوء على الحاجة إلى إجراءات مناخية أكثر إلحاحًا، ويشد على أهمية صندوق الخسائر والأضرار الذي تمت الموافقة عليه مؤخرًا في COP27 لتقديم الدعم المالي للأشخاص في البلدان النامية الذين عانوا من خسائر فادحة بسبب أزمة المناخ التي لم يتسببوا فيها.

وتدعو المنظمة الخيرية التنموية الدولية قادة العالم إلى تحديد كيفية إدارة الصندوق وتدفقات الأموال إليه.

وتسببت الظواهر الجوية المتطرفة في معاناة إنسانية شديدة من انعدام الأمن الغذائي والجفاف والتهجير الجماعي وفقدان الأرواح، وأثر الجفاف المدمر على أكثر من 36 مليون شخص في شرق إفريقيا، ما دفع الكثيرين إلى حافة المجاعة.

وبينما يعاني الناس في شرق إفريقيا من الجفاف، نزح 1.3 مليون شخص في غرب إفريقيا بسبب الفيضانات التي أودت بحياة أكثر من 600 شخص في نيجيريا والكاميرون ومالي والنيجر.

وحدثت بعض الكوارث في عام 2022 بسرعة، مثل عاصفة يونيس في فبراير، والتي سجلت رقما قياسيا جديدا في سرعة الرياح في المملكة المتحدة بلغ 122 ميلا في الساعة، وإعصار فيونا الذي ضرب منطقة البحر الكاريبي وكندا في سبتمبر وتسبب في خسائر تقدر بأكثر من 3 مليارات دولار في أيام قليلة. 

استغرقت أحداث أخرى شهورًا حتى تكشفت، مثل الجفاف في البرازيل والصين الذي استمر طوال العام وتكلف 4 مليارات دولار و8.4 مليار دولار على التوالي.

ولم ينجُ أي ركن من أركان العالم من الآثار المناخية الأكثر تكلفة في عام 2022 مع تمثيل جميع القارات الست المأهولة بالسكان في المراكز العشرة الأولى، حيث ضرب إعصار إيان في الولايات المتحدة الأمريكية، وإعصار فيونا في كندا، والفيضانات في شرق أستراليا في فبراير، والتي بلغت تكلفتها 7.5 مليار دولار، بلدانًا بها بعض من أكبر انبعاثات الكربون للفرد، وضربت فيضانات أخرى في جنوب إفريقيا، وحالات الجفاف والفيضانات في الصين، اثنين من أكبر منتجي الفحم في العالم.

قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة "كرستيان آيد"، باتريك وات: "بعد حدوث 10 كوارث مناخية منفصلة في العام الماضي كلفت كل منها أكثر من 3 مليارات دولار، يشير إلى التكلفة المالية للتقاعس عن اتخاذ إجراء بشأن أزمة المناخ، ولكن وراء الأرقام بالدولار تكمن ملايين القصص عن الخسائر البشرية والمعاناة.. بدون إجراء تخفيضات كبيرة في غازات الاحتباس الحراري والانبعاثات، فإن هذه الخسائر البشرية والمالية ستزداد فقط".

وقال الباحث في المعهد الأوروبي RFF-CMCC للاقتصاد والبيئة شورو داسغوبتا: "يتزايد تواتر وشدة الظواهر الجوية المتطرفة بسبب تغير المناخ، ما يؤدي إلى آثار اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، وفي عام 2022، شهد فيضانات في باكستان والصين، وموجات حر في الهند وباكستان، وحالات جفاف في الصين وأوروبا، والعديد من الأعاصير المدارية في آسيا وأمريكا أسفرت عن أضرار اقتصادية كبيرة، ما أدى إلى تفاقم الآثار الصحية المباشرة".

وأضاف: "يتمثل أحد الآثار الرئيسية لتغير المناخ في الأمن الغذائي، حيث يؤدي تغير المناخ بالفعل إلى تقويض الأمن الغذائي العالمي، ما يؤدي إلى تفاقم آثار كوفيد-19 والأزمات الجيوسياسية وأزمة الطاقة وتكلفة المعيشة".

وقالت أستاذ تأثيرات تغير المناخ في كلية الهندسة بجامعة نيوكاسل، هايلي فاولر: "يجب أن يكون عدد الأحداث المناخية المتطرفة التي شهدناها في جميع أنحاء العالم في كل من عام 2021 ومرة أخرى في عام 2022 بمثابة جرس إنذار للمجتمع الدولي.. موجات الحر المميتة التي أشعلت الحرائق وتسببت في حدوث اضطرابات في النقل في أوروبا والولايات المتحدة والصين، وتسببت في حدوث فيضانات وانهيارات أرضية في أماكن أخرى تشترك في شيء واحد: شكل غريب في التيار النفاث يطلق عليه اسم "wavenumber 5".

وقال مدير مركز أبحاث الطاقة والمناخ في نيروبي، Power Shift Africa، محمد أدو: "إنه لمن الواقعي أن نرى المدى الكامل للانهيار المناخي الذي عانى منه العالم في عام 2022.. سواء كانت الأعاصير والفيضانات أو موجات الجفاف وموجات الحر، فمن الواضح أن الأزمة تزداد سوءًا.. يوضح هذا التقرير، بأوضح العبارات، لماذا يعد العمل المناخي العاجل أمرًا حيويًا للغاية في عام 2023.. نحن بحاجة إلى أن نرى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وتسريع الطاقة المتجددة وزيادة الدعم للفئات الضعيفة".

وأضاف: "هنا في إفريقيا، نشهد المعاناة التي يسببها تغير المناخ لأولئك الذين لم يفعلوا سوى أقل قدر من التسبب في ذلك.. يجب أن يكون عام 2023 هو العام الذي نستيقظ فيه جميعًا ونبدأ في وضع العالم على المسار الصحيح".

 
 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية