اليوم الدولي لرفض ختان الإناث.. جهود أممية لإنهاء "الكابوس" بحلول 2030

يحتفل به في 6 فبراير من كل عام

اليوم الدولي لرفض ختان الإناث.. جهود أممية لإنهاء "الكابوس" بحلول 2030

بجهود أممية مكثفة تستهدف إنهاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث بحلول 2030، لا تزال العديد من المجتمعات تكافح في سبيل رفض ختان المرأة.

ويحيي العالم اليوم الدولي لرفض ختان الإناث، في 6 فبراير من كل عام، لتذكرة جميع الدول بأهمية القضاء على هذه الممارسة الضارة.

ويشمل تشويه الأعضاء التناسلية للإناث جميع الممارسات التي تنطوي على إزالة الأعضاء التناسلية الخارجية إزالة جزئية أو كلية، أو إلحاق أضرار أخرى بتلك الأعضاء بدواعٍ لا تستهدف العلاج.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن "تشويه الأعضاء التناسلية للإناث هو ممارسة بشعة تنتهك حقوق الإنسان الأساسية وتضر بالصحة البدنية والعقلية للنساء والفتيات ضررا يستمر مدى الحياة".

وأضاف غوتيريش، خلال كلمته بهذه المناسبة: "هذه الممارسة هي إحدى أقسى تجليات النظام الأبوي المنتشر في عالمنا".

وأوضح أن عدد من يواجهن من الفتيات خطر التعرض لهذا الشكل من أشكال العنف الجنساني يبلغ حوالي 4.2 مليون فتاة في خلال عام 2022.

ومضى قائلا: "فنحن بحاجة إلى استثمارات وإجراءات عاجلة لتحقيق الغاية الواردة ضمن أهداف التنمية المستدامة والمتعلقة بالقضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث بحلول عام 2030".

وتقول الأمم المتحدة إن هذه الممارسة تعكس التباين المتجذر بين الجنسين، وتمثل أحد أشكال التمييز ضد النساء، فضلا عن أنها تنتهك حقهن في الصحة والأمن والسلامة البدنية.

وتنتهك أيضا حق النساء في تجنب التعذيب والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، وحقهن في الحياة إذ ما أدت هذه الممارسة إلى الوفاة.

ووفق تقارير أممية: "تتركز هذه الممارسة في 30 بلداً في إفريقيا والشرق الأوسط، إلا أنها شائعة كذلك في عديد البلدان الآسيوية، بما في ذلك الهند وإندونيسيا والعراق وباكستان، وكذلك بين بعض جماعات السكان الأصليين في أمريكا اللاتينية مثل إمبيرا في كولومبيا".

وتضيف: "علاوة على ذلك، تتواصل ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بين السكان المهاجرين الذين يعيشون في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا".

وعلى مدى السنوات الـ25 الماضية، قل انتشار تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث) على مستوى العالم، فيما انخفضت احتمالية خضوع الفتاة للختان بنسبة الثلث عما كانت عليه قبل 30 عامًا.

وتشير الأمم المتحدة إلى أن صون هذه الإنجازات في مواجهة الأزمات الإنسانية من مثل تفشي الأمراض وتغير المناخ والنزاع المسلح وغيرها، قد يتسبب في تراجع التقدم نحو تحقيق المساواة بين الجنسين والقضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث) بحلول عام 2030.

وترجح الأمم المتحدة إمكانية للقضاء على هذه الممارسة الضارة، مع بقاء 8 سنوات على عقد هذا العمل، من خلال عقد شراكات مستدامة مع الرجال والفتيان، لأنه بأصواتهم وأفعالهم يمكن تغيير الأعراف الاجتماعية والجنسانية المتجذرة، ما يسمح للفتيات والنساء بإعمال حقوقهن وإمكانياتهن فيما يتعلق بالصحة والتعليم والدخل والمساواة.

وتدعو إلى تعزيز الجهود المبذولة للقضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، إلى جانب تعزيز جهود منهجية يتم إشراك فيها مجتمعات بأكملها والتركيز على حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والتربية الجنسية والاهتمام باحتياجات النساء والفتيات اللائي يعانين من عواقب تلك الممارسة.

بدوره، دشن البرنامج المشترك بين صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة "يونيسف" بشأن القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، شعار احتفالية هذا العام: "الشراكة مع الرجال والفتيان لتغيير القواعد الاجتماعية والجنسانية لإنهاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث".

ومنذ عام 2008، يركز البرنامج الأممي على 17 دولة في إفريقيا والشرق الأوسط، ويدعم كذلك المبادرات الإقليمية والعالمية.

وشهدت هذه الشراكة إنجازات، إذ استفاد منها أكثر من 6 ملايين فتاة وامرأة، كما أدلى حوالي 45 مليون شخص بتصريحات علنية للتخلي عن عادة ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، وتوفرت الحماية لأكثر من 532 ألف فتاة من هذه الممارسة. 

وفي هذا العام، يدعو صندوق الأمم المتحدة للسكان ويونيسف المجتمع العالمي إلى الشراكة مع الرجال والفتيان وتعزيز مشاركتهم، لتسريع القضاء على هذه الممارسة الضارة والجهر بأصوات النساء والفتيات.

وقد وظّفت مبادرات متنوعة للمنظمات في جميع أنحاء العالم للمشاركة والشراكة مع الرجال والفتيان لتكون لهم أيادٍ نشطة في هذا الشأن. 

وأدت هذه المبادرات إلى زيادة الحلفاء الذكور من مثل الزعماء الدينيين والتقليديين والعاملين في مجال الصحة والمسؤولين عن إنفاذ القانون وأعضاء المجتمع المدني والمنظمات الشعبية، ما أدى إلى إنجازات ملحوظة في حماية النساء والفتيات.

وتتواصل هذه الممارسة الضارة منذ أكثر من ألف عام، إلا أن الأدلة البرنامجية تشير إلى إمكانية إنهائها في فترة جيل واحد.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية