شخصيات بارزة معارضة للنظام تعلن عن صياغة ميثاق للتضامن وحرية إيران

شخصيات بارزة معارضة للنظام تعلن عن صياغة ميثاق للتضامن وحرية إيران

أعلنت شخصيات بارزة معارضة للنظام الإيراني في اجتماعها المشترك بالعاصمة الأمريكية، أنها اجتمعت لساعات من أجل صياغة ميثاق للتضامن وحرية إيران، وأنه من المتوقع تقديم هذا الميثاق قريبًا.

وخلال اجتماع "مستقبل الحركة الديمقراطية الإيرانية" الذي عقد، الجمعة، في جامعة جورج تاون بواشنطن العاصمة، تحدث رضا بهلوي، وعبدالله مهتدي، وحامد إسماعيليون، ومسيح علي نجاد، ونازنين بنيادي، وشيرين عبادي، وكلشيفته فراهاني، وعلي كريمي -شخصيًا، أو عبر الفضاء الافتراضي- وفق موقع إيران إنترناشيونال.

 وأعلنت مسيح علي نجاد في هذا الاجتماع أن محتويات ميثاق التضامن والتنظيم من أجل حرية إيران قد نوقشت مع خبراء لساعات وستعرض قريبا.

وقال رضا بهلوي إن رسالة الحاضرين في هذا الاجتماع لأبناء وطنه والعالم هي: "نأمل في اليوم الذي يتم فيه تحرير إيران، أن يعرف كل مواطن إيراني من أي توجه فكري أو ديني أو عرقي أو سياسي أو جنسي أن الجميع سيقفون معًا أمام القانون على قدم المساواة تمامًا وبحرية كاملة لبناء إيران".

وأكد أنه "ليس هدفنا أن نصبح مجلس قيادة، هدفنا المساعدة في تشكيل مثل هذا المجلس".

كما أكد رضا بهلوي أنه لا داعي للدعوة للانضمام إلى جبهة معارضي النظام الإيراني، قائلاً إن المشاركة تأتي على أساس المبادئ المشتركة.

وقال عبدالله مهتدي، الأمين العام لحزب كومله بكردستان الإيرانية، الذي كان حاضرا الاجتماع عبر الفيديو: "من أجل تحرير أرضنا من قبضة النظام الإيراني من زاهدان إلى كردستان، إلى طهران ومدن إيران الأخرى، يجب أن نكون متحدين ومتضامنين دائما".

وأشار مهتدي إلى أن النظام الإيراني يعدم ويقمع أبناء كردستان منذ عقود من خلال تقديم "رواية كاذبة" عن كردستان وبكل أنواع "الوصمات" ضد أبناء هذه المنطقة، قائلاً: "خلال أسابيع قليلة فقط من انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"، انهار الحصن الزائف للنظام وأصبحت كردستان رمزًا للتضامن والوحدة لكل إيران".

وأكد رضا بهلوي أننا لا نتنافس و"لا ندعي القيادة"، وأضاف: "بناءً على سيناريوهات متعددة، كل تركيزنا هو الضغط على نظام الجمهورية الإسلامية".

وأشار إلى أن ظروف إيران الأليمة جعلت العديد من التيارات تشعر، منذ فترة طويلة، بالحاجة الملحة لإنقاذ البلاد.

وأكد أن "الجمهورية الإسلامية لن تمنح أبدًا الحق في إجراء انتخابات حرة، والآن ينصب تركيزنا على انهيار الجمهورية الإسلامية.

وأشار رضا بهلوي إلى أن الوضع يجب أن يسير في الاتجاه الذي سيضطر فيه "خامنئي وعصابته" إلى تسليم السلطة.

كما قال حامد إسماعيليون: "لقد شاركنا ميثاق التضامن مع الشعب الإيراني، ونأمل أن يشعر النشطاء خارج البلد أيضا بأنهم تحت هذه المظلة".

وأضاف: "نتوقع أن تنكشف الحقيقة بعد الجمهورية الإسلامية وتلتئم جراح أرضنا".

ووصف إسماعيليون المزاعم حول وقف الانتفاضة بأنها "ساذجة للغاية" وأضاف: "تدفق الاحتجاجات قد يهدأ، لكنه سيعود بموجة أعلى، والموجة القادمة ستكون أكثر قوة".

وقالت شيرين عبادي، المحامية الحائزة جائزة نوبل للسلام والتي حضرت الاجتماع عبر الفيديو: "الآن ليس الوقت المناسب لمناقشة نموذج النظام المستقبلي، إيران لديها مجموعات عرقية وديانات وثقافات مختلفة، وعلينا أن نقف مع شعار "المرأة، الحياة، الحرية" لإنهاء هذا النظام، مع الأخذ في الاعتبار هذه التعددية والوحدة لإيران".

وأضافت عبادي: "رأيتم الإصلاحيين والأصوليين في هذا النظام، صوتنا ولم نصوت، أي عام كان أفضل من العام السابق؟ الآن ليس الوقت مناسبا للصراع مع بعضنا بعضا والقول إن الجمهورية أو الملكية أفضل، دعونا نترك الخلافات لصندوق الاقتراع".

بدورها، حذرت نازنين بنيادي في هذا الاجتماع من زيادة وحدة الأنظمة الاستبدادية، وشددت على ضرورة توحيد معارضة الدول المختلفة ضد الأنظمة الديكتاتورية من أجل زيادة الضغط العالمي على هذه الأنظمة.

وقالت بنيادي: "عندما ترون زيادة صادرات النفط الإيرانية إلى الصين، يجب أن ندرك أن هذه الزيادة في الدخل الحكومي ستؤدي إلى زيادة القمع".

وفي كلمتها عبر الفيديو قالت كلشيفته فراهاني: "أنا وعلي كريمي لسنا سياسيين، لكننا صوت الشعب الإيراني، نحن انعكاس لصوتكم فقط".

وقالت فراهاني، في رسالة مشتركة مع علي كريمي، بعثا بها إلى اجتماع شخصيات بارزة معارضة للنظام الإيراني في أمريكا: اليوم القاسم المشترك لجميع المجموعات هو الانتقال من النظام الإيراني، وأضافا في هذه الرسالة: "الناس محتجزون كرهائن لدى النظام منذ 44 عامًا".

ودعت الرسالة المشتركة لكلشيفته فراهاني وعلي كريمي إلى ترك اختيار نوع الحكم بعد نظام الجمهورية الإسلامية للشعب، واصفةً الأولوية بأنها "انهيار الملالي".

وأكد كل من فراهاني وكريمي: "إن إثارة قضية شكل ونوع النظام لمستقبل إيران هو نوع من الخيانة للقتلى والسجناء.. سنترك خيار الغد للشعب".

احتجاجات إيران

وتتواصل المظاهرات الشعبية في إيران منذ أشهر، على خلفية مقتل الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في 16 سبتمبر، بعد ثلاثة أيام على اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية، في حين تستمر القوات الأمنية بقمع المتظاهرين والمحتجين من كل الفئات بكل الوسائل.

ومنذ ذلك الوقت، استعملت السلطات كل أساليب العنف بحق المحتجين من أجل إخماد تلك الاحتجاجات، وقتل مئات الأشخاص، فيما اعتُقل الآلاف وأُعدم البعض وسط تنديد دولي بتلك الانتهاكات المتواصلة.

وتشير الإحصائيات إلى أن 161 مدينة في مختلف أنحاء إيران كانت مسرحا للاحتجاجات خلال ما يزيد على 3 أشهر، كما تم تنظيم ما مجموعه نحو 1200 تجمع احتجاجي في المدن والجامعات الإيرانية.

ولقي ما لا يقل عن 527 شخصا حتفهم في إيران منذ بداية المظاهرات المناهضة للحكومة والتي امتدت لتشمل 160 مدينة خارج العاصمة طهران منذ أكثر من 4 أشهر، وذلك وفقا لتقرير بوكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان ومقرها الولايات المتحدة.

وقالت الوكالة إن من بين القتلى 71 قاصرا، وبالإضافة إلى الـ527 القتلى، لقي 70 من أفراد الشرطة والقوات الأمنية الأخرى حتفهم أيضا.

وجرى إلقاء القبض على نحو 20 ألف شخص، ويواجه أكثر من 100 منهم عقوبات الإعدام، وقد جرى إعدام عدة متظاهرين.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية