سريلانكا.. 24% من الأسر لجأت إلى شراء الطعام بـ"الائتمان"
سريلانكا.. 24% من الأسر لجأت إلى شراء الطعام بـ"الائتمان"
أجبرت نصف الأسر في سريلانكا على خفض الكمية التي تطعمها لأطفالها، حيث يتصاعد الانكماش الاقتصادي في البلاد إلى أزمة جوع كاملة بعد عام تقريبا من تخلف الحكومة عن سداد ديونها، حيث لجأت 24% من الأسر إلى شراء الطعام بـ"الائتمان"، وفقا لمسح أجرته منظمة إنقاذ الطفولة.
وقالت المنظمة المعنية بحقوق الطفل، في بيان نشرته على موقعها الرسمي، إنه يجب على الحكومة والمجتمع الدولي التحرك الآن لمنع أطفال البلاد من أن يصبحوا جيلا ضائعا.
ومنذ أن تخلفت الحكومة السريلانكية عن سداد ديونها قبل عام تقريبا، أدى ارتفاع التضخم ونقص الغذاء والدواء والوقود، فضلا عن عدم وجود فرص عمل مستقرة، إلى جعل الأسر غير قادرة على التأقلم.
وفقا للبنك الدولي، تمتلك البلاد سابع أعلى معدل تضخم اسمي للمواد الغذائية في العالم، حيث بلغ معدل التضخم على أساس سنوي في البلاد أكثر من 50%.
ووجد أحدث مسح أجرته منظمة إنقاذ الطفولة على 2308 أسر في 9 مناطق في سريلانكا أنه بسبب هذا التضخم، ارتفع متوسط إنفاق الأسرة بنسبة 18% بين يونيو وديسمبر من العام الماضي.
خلال هذا الوقت، كانت هناك زيادة بنسبة 23% في الأسر غير القادرة على تلبية معظم أو كل احتياجاتها الأساسية العامة، وبسبب هذا، وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، اضطرت المزيد من الأسر إلى اللجوء إلى تدابير يائسة للبقاء على قيد الحياة، مع زيادة بنسبة 24% في الأسر التي قالت إنها لجأت إلى اقتراض المال من أجل تغطية نفقات الأسرة.
وقالت 24% من الأسر إنها اضطرت إلى شراء الطعام بالائتمان، وارتفعت نسبة الأسر التي اضطرت إلى بيع الأدوات المنزلية نقدا إلى 28%.
وقالت منظمة إنقاذ الطفولة، إن الأسر التي تعيلها نساء معرضة للخطر بشكل خاص، حيث تتعرض النساء بشكل متزايد لخطر الاتجار أو الاستغلال، والعمل الإضافي وفي بعض الحالات الهجرة للعمل، وهذا بدوره يعرض الأطفال للخطر لأنهم يتركون بمفردهم.
في حين قالت نصف الأسر إنها تقلل من تناول أطفالها للطعام، أفاد 27% بأن البالغين يتخطون وجبات الطعام لإطعام أطفالهم، وقالت 9 من كل 10 أسر إنها لا تستطيع ضمان الطعام المغذي لأطفالها.
يكافح "سورين" و"بريثيكا"، من كولومبو، لتوفير وجبة متوازنة لجميع أطفالهما الثلاثة، قائلين: "حتى الأطعمة الغذائية البسيطة، مثل البيض والزبادي، أصبحت باهظة الثمن بالنسبة للأسرة، ما يحد من العناصر التي يمكنهم إطعامها أطفالهم.. في معظم الأيام، يضطرون إلى إعطاء الأولوية لتغذية أطفالهم".
وقالت ابنتهما "ثيسوري" البالغة من العمر 11 عاما إنها وشقيقتها "أياما" البالغة من العمر 8 سنوات، الآن لا تأكلان أشياء مثل "الزبادي" لأن والديهما لا يستطيعان تحمل تكاليف توفيره إلا لأختهما "هيروني" البالغة من العمر عاما واحدا.
قالت "ثيسوري": "الأمور باهظة الثمن في المتاجر الآن، لم يكن الأمر هكذا من قبل".
ووجد المسح أيضا أن 70% من الأسر فقدت كل أو معظم مصادر دخلها بين يونيو وديسمبر من العام الماضي، ومن بين هؤلاء، يحصل أكثر من نصف الأسر (54%) الآن على دخل أسرتها الرئيسي من الوظائف الموسمية وغير المنتظمة.
وقالت منظمة إنقاذ الطفولة إن عدم الاستقرار هذا يضع الأطفال في موقف محفوف بالمخاطر لعدم معرفة من أين تأتي وجبتهم التالية.
وقال المدير القطري لمنظمة إنقاذ الطفولة في سريلانكا، جوليان تشيلاباه: "تظهر هذه الأرقام كيف تستمر الأزمة في سريلانكا في الخروج عن نطاق السيطرة، وكيف أن الأطفال، كما هو الحال مع أي أزمة، يتحملون العبء الأكبر مع صحتهم البدنية والعقلية وتغذيتهم وتعليمهم جميعهم معرضون للخطر.. لقد ولد هؤلاء الأطفال في الأمل كجيل ما بعد الحرب في البلاد، لكننا في خطر كبير من خذلانهم مرة أخرى".
وأضاف: "يجب ألا يضطر الآباء أبدا إلى اختيار من في الأسرة يمكنه تناول وجبة، كل ما نراه هنا يشير إلى خطر حقيقي للغاية من أزمة جوع كاملة.
وتابع: "تقدم الحكومة السريلانكية الدعم الذي تشتد الحاجة إليه لبعض الأسر من خلال برامج الرعاية الاجتماعية، لكننا بحاجة إلى بناء سريع لأنظمة الحماية الاجتماعية بدعم من المجتمع الدولي.. هذه حالة طارئة تتطلب استجابة طارئة".
وقالت منظمة إنقاذ الطفولة إن جميع التدخلات الإنسانية يجب أن تأخذ في الاعتبار الديناميات الأبوية للنوع الاجتماعي للمجتمعات من أجل تلبية الاحتياجات على أفضل وجه.