"إنقاذ الطفولة": إعادة بناء المدارس والمستشفيات في تيغراي "أولوية"
"إنقاذ الطفولة": إعادة بناء المدارس والمستشفيات في تيغراي "أولوية"
أكدت رئيسة المنظمة غير الحكومية "سيف ذي تشيلدرن/ إنقاذ الطفولة" في الولايات المتحدة جانتي سوريبتو، أنّ إعادة بناء المدارس والمستشفيات في تيغراي في شمال إثيوبيا "أولوية" بعد سنتين من النزاع المدمر الذي شهده الإقليم.
وقالت سوريبتو العائدة من زيارة إلى المنطقة التي لا يسمح للصحفيين بدخولها، إنه بعد 4 أشهر على اتفاق السلام بين الحكومة الفيدرالية وسلطات المتمردين في الإقليم ما زالت الأدوية والمواد الغذائية غير كافية في المنطقة التي عُزلت عن العالم إلى حد كبير، خلال نزاع شهد انتهاكات عديدة وامتد إلى منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين، وفقا لوكالة فرانس برس.
وأوضحت أنها "توقعت أن يكون الوضع مروعًا وهذا ما رأيناه وسمعناه فعلاً، لكنني تأثرت أيضًا بصمود شعب تيغراي".
وأضافت: "في ميكيلي (عاصمة الإقليم)، نرى عودة الحياة إلى طبيعتها، هناك مطاعم وشركات وسوق وأنشطة ومحال تجارية مفتوحة، أنا متأكدة من عدم وجود كل السلع المطلوبة، ولكن في المدن (في تيغراي) نرى التعافي، إنه أمر إيجابي".
وذكرت أن ما يتراوح بين 80 أو90 بالمئة من البنى التحتية للصحة والتعليم تضررت أو دُمّرت تمامًا، وأنه ما زال الأساتذة والأطباء لا يتقاضون رواتبهم، ما يحول دون استئناف عمل هذه الخدمات العامة، وهي ضرورية لعودة الحياة إلى طبيعتها، إذا جاز التعبير.
وأكدت ضرورة إعادة بناء البنى التحتية وشبكات المياه، الآبار، المضخات منوهة بوجود مستشفيات مدمّرة بالكامل وأن المعدات تم سرقتها حتى الثلاجات، وتم تحطيم أجهزة الأشعة السينية، وأصبحت كل المباني غير صالحة للاستخدام.
وقالت رئيسة منظمة "سيف ذي تشيلدرن" أعتقد أن كل شيء مفقود، فيما يتعلق بالأدوية، تمكنّا من إدخال بعضها من جديد، ولكنْ هناك نقص عام يمثل مشكلة وطنية (في إثيوبيا) أكثر من كونها مشكلة خاصة بتيغراي، إذاً إنها مشكلة على نطاق أوسع، لكن سيستغرق توفر المستوى المطلوب من الأدوية التي نحتاج إليها وقتًا.
وشددت على وجوب إعادة الأطفال إلى المدرسة في أقرب وقت ممكن لأنهم لم يذهبوا إلى المدرسة منذ 3 سنوات وتعويضهم عن التأخير، وتحفيز الأطفال على تسريع تعلّمهم أو الوصول إلى المستوى المطلوب، مختتمة بقولها: "إنّ الصحة وتعليم الأطفال وعملية مصالحة تشمل الجميع، عوامل ضرورية للحفاظ على السلام".
شهد إقليم تيغراي حربا مدمرة لعامين، ووقع اتفاق سلام في نوفمبر 2022 بين الحكومة الإثيوبية والمتمردين في هذه المنطقة الشمالية من إثيوبيا.
وينص اتفاق السلام الموقع في الثاني من نوفمبر في بريتوريا بجنوب إفريقيا، على نزع سلاح المتمردين وعودة السلطة الفيدرالية في تيغراي وإعادة فتح المعابر وعودة الاتصالات إلى هذه المنطقة التي عزلت عن العالم منذ منتصف 2021.
بدأ القتال في نوفمبر 2020 عندما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد الجيش لاعتقال قادة تيغراي الذين تحدوا سلطته لشهور واتهمهم بمهاجمة قواعد عسكرية فيدرالية.
منذ اتفاق بريتوريا توقف القتال واستؤنفت عمليات تسليم المساعدات، واستؤنفت أيضا الرحلات الجوية بين ميكيلي عاصمة منطقة تيغراي وأديس أبابا مطلع يناير بعد توقف 18 شهرا.
والحصيلة الدقيقة لهذا النزاع الذي سجل انتهاكات وقعت إلى حد كبير بعيدا من الأنظار، غير معروفة، وقال مبعوث الاتحاد الإفريقي للقرن الإفريقي أولوسيغون أوباسانجو في منتصف يناير إنه يعتقد أن 600 ألف شخص قتلوا.
وتسببت الحرب في نزوح أكثر من مليوني شخص ومواجهة الآلاف ظروفا تحاكي المجاعة، وفقا للأمم المتحدة.