بأغنيات أوبرالية.. أوكرانيون في لندن يدافعون عن بلادهم بالفن
بأغنيات أوبرالية.. أوكرانيون في لندن يدافعون عن بلادهم بالفن
تضجّ كنيسة سانت بول الصغيرة في قلب حي كوفنت غاردن بالعاصمة البريطانية لندن بالنشاط في بحر الأسبوع، وما إن يأخذ نحو مئة أوكراني أماكنهم فيها بشيء من الصخب، حتى يسود الصمت، فتبدأ المجموعة بالغناء.
من يستمِع إلى هؤلاء الأوكرانيين المئة والثلاثين وهم يؤدون أغنية أوبرالية لفيردي، بقيادة رئيس جوقة دار "رويال أوبرا هاوس" في لندن، لا يمكن أن يعرف أنها المرة السادسة فحسب، أو ربما أقلّ، يغنّون معاً، خصوصاً أن بينهم من ليسوا محترفين في هذا المجال، وفقا لفرانس برس.
يستعد هؤلاء لإحياء حفلة أوبرا في لندن في 16 مارس الجاري، مدعومين بخمسة وأربعين عضواً من جوقة المؤسسة اللندنية المرموقة، بيعت كل تذاكرها منذ الآن. ويهدفون من هذه الحفلة إلى مساندة بلدهم الذي غادره كثر منهم بعد بدء الغزو الروسي قبل عام.
وقالت الأوكرانية البالغة 32 عاماً إيرينا ستيبانوفا التي كانت تعيش في خاركيف بشرق أوكرانيا قبل انتقالها إلى بريطانيا في مايو 2020: "كان المعروف عن شعبنا أنه يحب الغناء، والموسيقى جزء مهم من ثقافتنا".
وأضافت الشابة التي تجاوبت مع دعوة "أوبرا رويال هاوس" للانضمام إلى الجوقة: "أعتقد أننا نحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى الدفاع عن أوكرانيا على المستوى الثقافي".
وأوضحت مديرة التعليم في دار الأوبرا جيليان باركر أن الهدف الأساسي "كان جمع 45 مغنياً، لكنّ عدد الطلبات بلغ 360".
وفي نهاية المطاف، وقع الاختيار على نحو 130 أوكرانياً من الأعمار كافةً، معظمهم من النساء كون "الرجال يقاتلون"، للمشاركة في المشروع، بعضهم محترفون، والبعض الآخر يخوضون تجربتهم الأولى في هذا المجال.
تبادل حقيقي
ولاحظت باركر أن "المذهل أن لا معرفة سابقة بينهم.. إنهم مجرّد أشخاص اجتمع بعضهم مع بعض وشكلوا شركة معاً من خلال الغناء".
وأضافت: "في البروفة الأولى، غنّوا في ما بينهم، ورحنا نبكي ونحن واقفون هناك لأن الصوت كان قوياً جداً".
أما قائد جوقة دار الأوبرا ويليام سبولدينغ الذي يتولى تدريبها قبل الحفلة، فأعرب عن تأثره "البالغ" بالاستماع إلى "العلاقة الخاصة بين وطن الشخص ولغته وموسيقاه".
وتوخياً لإنجاح المشروع، حرص المنظمون على تضمين برنامج الحفلة أغنيات أوبرالية "يستطيع غير المحترفين أن يؤدوها" وأخرى وطنية وشعبية أوكرانية.
وشرحت جيليان باركر قائلة: “هم يغنون أغنيات أوكرانية فيما نتولى نحن إحضار أغنيات أوبرالية”، مشيرة إلى أن نتيجة ذلك هي "حفلة موسيقية تكون بمنزلة تبادل حقيقي".
تجربة فريدة
واعتبرت إيرينا ستيبانوفا التي كانت منضوية أساساً في جوقة في أوكرانيا أن "الغناء مع (رويال أوبرا هاوس) أمر رائع"، لكنه "ليس سهلاً، إذ إنهم محترفون جداً".
قبل أسبوع من الحفل الموسيقي الذي سيقام في دار الأوبرا، شعرت إيرينا ببعض التوتر، لكنها تنظر إلى الأمر خصوصاً على أنه تجربة فريدة لجميع الأوكرانيين".
واعترف دميترو هوفوروف بأنه، كمغنّ محترف، لم يكن متحمساً للغناء مع الهواة، لكنه فوجئ، إذ إن "المستوى عالٍ جداً".
وكان هذا الشاب البالغ 22 عاماً، وأصله من تشيركاسي، يعيش في المملكة المتحدة قبل الغزو الروسي.
وشدّد على أن تأدية "جوقة أوكرانية أغنيات أوكرانية" مبادرة "قوية" تعبّر عن "رسالة مفادها أننا ما زلنا نقاتل، وأننا ما زلنا أقوياء، وأننا سننتصر وسيسير كل شيء على ما يرام".
وبعد "رويال أوبرا هاوس"، ستشارك أوكرانيا في مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" في مايو المقبل في ليفربول، بعدما فازت بنسخة 2022 لكنها لا تستطيع استضافة الحدث على أراضيها بسبب الحرب.