مقتل شخصين وتصدّع سد جراء عاصفة في كاليفورنيا

مقتل شخصين وتصدّع سد جراء عاصفة في كاليفورنيا

ضربت عاصفة قوية أخرى ولاية كاليفورنيا، ليل السبت، ما أجبر الآلاف على مغادرة منازلهم وأسفر عن مقتل شخصين على الأقل إضافة إلى تصدّع سد في مقاطعة مونتيري الساحلية.

وقال المسؤول في مقاطعة مونتيري لويس أليو، السبت، عبر تويتر: "كنا نأمل تجنب هذا الموقف لكن السيناريو الأسوأ وقع مع فيضان نهر باجارو وتصدع السد في منتصف الليل تقريبا".

وأكد سكان أن مسؤولي الإطفاء المحليين طلبوا منهم في منتصف الليل إخلاء منازلهم خشية على حياتهم، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وقال موسى، وهو شاب مقيم في المنطقة منذ نحو 20 عامًا، وفضل ذكر اسمه الأول فقط: "لقد أيقظنا ضجيج صفارات الإنذار".

وأضاف أن مسؤولين جاؤوا في وقت لاحق وطرقوا بابه عدة مرات، لكنه قرر الانتظار حتى الساعة الخامسة صباحا قبل أن يغادر مع زوجته مع ارتفاع منسوب مياه الفيضانات في محيط المنزل.

ارتفاع المياه

وقالت هيئة الأرصاد الوطنية، إن المنطقة تبقى تحت تحذير الفيضانات بعد ظهر السبت، فيما أظهرت صور نشرت على تويتر حراسا ينقذون سكانا محاصرين في سياراتهم بسبب ارتفاع المياه.

وتضرر طريق واحد على الأقل في مقاطعة سانتا كروز الواقعة شمال مونتيري، وصدرت أوامر إخلاء لسكان عدة بلدات معظمها في الشمال.

تضرب سلسلة عواصف شديدة غير معتادة ولاية كاليفورنيا منذ أسابيع.

في باجارو، استخدمت إدارة الإطفاء والحرس الوطني السبت طائرات مسيّرة لمسح المناطق التي غمرتها الفيضانات والبحث عن أشخاص تقطعت بهم السبل في منازلهم.

من جهته، وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، على إعلان الطوارئ في كاليفورنيا، ما يمهد لتسريع المساعدة الفيدرالية للولاية.

وقال الحاكم غافين نيوسوم، إن كاليفورنيا "تستعمل كل أداة متاحة لحماية السكان من العواصف الشديدة والمميتة التي تضرب ولايتنا".

أدت العواصف التي تعرضت لها البلاد في شهر يناير الماضي إلى مقتل نحو 20 شخصا.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذيرات أممية

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية