«40 مليون ناخب مُهمش».. لماذا يتجاهل النظام الانتخابي الأمريكي ذوي الإعاقة؟
«40 مليون ناخب مُهمش».. لماذا يتجاهل النظام الانتخابي الأمريكي ذوي الإعاقة؟
تُعتبر مشاركة الأمريكيين من ذوي الإعاقة في الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر المقبل قضية محورية تتطلب اهتمامًا خاصًا، لا سيما مع تصدر قضايا الرعاية الصحية قائمة الأولويات، ومع ازدياد أعداد الناخبين من ذوي الإعاقة، تتضح الحاجة إلى توفير بيئة انتخابية شاملة وداعمة.
ويشير تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس، اليوم الخميس، إلى تزايد أعداد هذه الشريحة مع تقدم سكان الولايات المتحدة في السن، ولكن الحواجز التي تجعلهم يشعرون بالتهميش لم تُعالج بعد.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن العديد من الحواجز التي تعوق مشاركة ذوي الإعاقة في العملية الانتخابية لا تزال قائمة، فيما يعبر ناخبون عن قلقهم من نقص الوصول إلى مواد الحملات الانتخابية، بالإضافة إلى ضعف البرامج التي تتناول كيفية تأثير قضايا مثل جائحة كورونا على حياتهم، وتُظهر هذه التحديات شعورًا متزايدًا بالتهميش بين هذه الشريحة.
وبحسب تقرير جديد من جامعة روتجرز، فإن عدد الناخبين المؤهلين من ذوي الإعاقة يبلغ نحو 40.2 مليون شخص، أي نحو ثلث الناخبين في انتخابات تشكل فيها الرعاية الصحية محورًا أساسيًا.
دعوة للتغيير من المنظمات
يؤكد دوم كيلي، مؤسس ومدير منظمة "New Disabled South"، أن المجتمع يجب أن يُعتبر عاملًا حاسمًا في النجاح الانتخابي، مشددًا على أهمية اعتراف الحملات بمدى تأثير ناخبي ذوي الإعاقة على نتائج الانتخابات.
ويُظهر التقرير أن هناك 7.1 مليون ناخب من ذوي الإعاقة في الولايات المتأرجحة، مثل أريزونا وجورجيا وميشيغان.
تشير ليزا شور، التي شاركت في كتابة التقرير، إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة أقل احتمالًا لتلقي المعلومات عن البرامج الانتخابية، ما يؤدي إلى انخفاض المشاركة في الانتخابات.
وتضيف أن ما يشعر به بعض الناخبين، مثل مات ميلز، هو أن التمثيل الفعلي لذوي الإعاقة في الحملات لا يُعتبر كافيًا.
تجارب تعكس الواقع
تستعرض تجارب الأفراد ذوي الإعاقة مدى تجاهلهم من قبل المرشحين، حيث يروي جيم بيت وزوجته باتريشيا فينسنت-بيت كيف تم تجاهلهما على مر السنين، على الرغم من أن بعض المرشحين أظهروا ترحيبًا.
يُبرز هذا الواقع أن السياسات التي تؤثر على حياتهم اليومية لا تزال تتطلب اهتمامًا أكبر.
قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات، تزداد الأجواء توترًا بين المرشحين، حيث شهدت الحملات تصريحات تمييزية مثل تلك التي أدلى بها ترامب، والتي أدانت الجمعية الأمريكية للأشخاص ذوي الإعاقة.
وتُشير حملة ترامب إلى التزامها بضمان إمكانية ممارسة جميع الناخبين، بمن فيهم ذوو الإعاقة، حقهم في التصويت.
وتسعى حملة كامالا هاريس إلى التفاعل مع قضايا الإعاقة بشكل أكبر، حيث تم تعيين أنستازيا سوموزا كمديرة للتفاعل مع هذه القضايا، وهو ما يعكس رغبة الحملة في تحسين التواصل مع الناخبين ذوي الإعاقة.
نقص الوصول والمشاركة
تُظهر الدراسات أن الناخبين من ذوي الإعاقة لا يزالون يواجهون تحديات عدة في الحصول على المعلومات اللازمة، مما يزيد من المخاوف من انخفاض المشاركة.
وتؤكد ميغان ستون، التي تعاني من أعراض كوفيد، أهمية تركيز الحملات على القضايا الجوهرية بدلاً من الجدل حول تصريحات تمييزية.
يظل دور الناخبين ذوي الإعاقة حاسمًا في الانتخابات القادمة، ولكن يتطلب الأمر تحسينات جوهرية في كيفية تفاعل الحملات معهم وتلبية احتياجاتهم.
ويتوجب على المجتمع الأمريكي ككل -بمن في ذلك المرشحون والسياسيون- أن يدرك أهمية توفير بيئة انتخابية شاملة تساعد على تعزيز مشاركة هذه الشريحة المهمة.