مسؤول أممي: اليمنيون يأملون تحقيق ما هو أكثر من "الهدنة"

مسؤول أممي: اليمنيون يأملون تحقيق ما هو أكثر من "الهدنة"

استمع مجلس الأمن الدولي إلى إحاطتين من مسؤولين أممين حول الأوضاع في اليمن، حيث تطرق المسؤولان إلى بعض التطورات الإيجابية على الأرض، ولكنهما شددا على ضرورة فعل المزيد للتوصل إلى حل شامل للصراع، وتلبية احتياجات 17 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدة والحماية.

ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، عن المبعوث الخاص للأمم المتحدة في اليمن، هانس غروندبورغ، ان اليمن ما زال يستفيد من إنجازات الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة قبيل شهر رمضان المبارك العام الماضي، لكنه قال إن اليمنيين يأملون في تحقيق ما هو أكثر من ذلك وهو إيجاد السبيل للتحرك قدما نحو التوصل إلى حل شامل للصراع.

وتطرق المبعوث الأممي إلى الوضع العسكري المستقر نسبيا منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ، ولكنه أعرب عن القلق بشأن تصاعد وتيرة وحدة الاشتباكات على عدة جبهات وخاصة مأرب وتعز.

ودعا غروندبورغ، الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس خلال هذه الفترة الحرجة، بما يشمل تجنب الخطاب التصعيدي للحيلولة دون زعزعة استقرار الوضع.

وقال "غروندبورغ" إن الحياة اليومية ما زالت صعبة بالنسبة لمعظم اليمنيين، فالوضع الاقتصادي ما زال مترديا مع "استمرار النمط المألوف والمؤسف في تبادل الإيذاء على الصعيد الاقتصادي، بدلا من التعاون".

وأضاف المبعوث الأممي "مع الاستقرار النسبي للوضع الأمني ولكن في ظل غياب الاتفاق حول سبل المضي قدما، قد يبدو أن اليمن أصبح عالقا في نمط سياسي متزعزع، إلا أن جهودا دبلوماسية حثيثة تبذل على مختلف المستويات لإنهاء النزاع في اليمن".

وتحدث عن الزخم الدبلوماسي في الوقت الراهن على المستوى الإقليمي، مرحبا بالجهود الحثيثة لدول المنطقة، لا سيما المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان، ودعا الأطراف إلى اغتنام الفرصة والمحافظة على بيئة بناءة للمناقشات وإتاحة الوقت والمساحة اللازمين من أجل أن تؤتي المحادثات ثمارها.

جهود من أجل التسوية الدائمة

وقال غروندبرغ إن الحلول قصيرة الأمد والنهج الجزئي لا يمكن أن تقدم سوى انفراجة جزئية، إذ لا يمكن وقف إطلاق النار والوصول إلى تسوية سياسية مستدامة إلا من خلال نهج أكثر شمولا. 

وأكد أنه يواصل العمل الدؤوب مع الأطراف اليمنية وأصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين لتحقيق هذا الهدف.

ورحب المبعوث الأممي أمام مجلس الأمن، عبر دائرة اتصال مغلقة، بالجهود التي بذلتها الحكومة اليمنية مؤخرا للاستعداد للعملية السياسية من خلال عمل لجنة المشاورات والمصالحة، وأكد استعداده للعمل مع الأطراف اليمنية ودعمها للانخراط في العملية السياسية.

وشدد على ضرورة أن تكون العملية السياسية التي تعالج شواغل وتطلعات الشعب اليمني جامعة ومملوكة لليمنيين، وأن تشمل أصوات مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة اليمنيين بما في ذلك الشباب والمجتمع المدني والنساء.

وقال إن الاحتفال باليوم الدولي للمرأة الأسبوع الماضي يذكـّرنا بالدور الذي تلعبه المرأة في تعزيز السلام، وأكد التزامه بتعزيز المشاركة الهادفة للمرأة في جميع جوانب عملية السلام بما يتماشى مع أجندة المرأة والسلم والأمن في قرار مجلس الأمن رقم 1325 وسائر القرارات الأخرى ذات الصلة.

وبدأت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية جويس مسويا، إحاطتها بأخبار إيجابية إذ أشارت إلى تقليص عدد الجوعى في اليمن بمليوني شخص وتراجع مؤشر تقييم انعدام الأمن الغذائي من الدرجة الخامسة وهي الأعلى إلى مستوى الصفر.

وقالت إن الفضل في ذلك يعود بشكل كبير إلى الجهود الدؤوبة للعاملين في مجال الإغاثة، والدعم السخي من المانحين، والهدنة، وتحدثت أيضا عن التقدم المتعلق بخزان النفط العملاق صافر، إذ أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي شراء ناقلة نفط بديلة من المقرر أن تصل إلى الحديدة في مايو.

وتأتي هذه الخطوة كجزء من العملية التي تنسقها الأمم المتحدة لتفادي تسرب نفطي كارثي من الناقلة المتهالكة صافر، يهدد بوقوع أزمة إنسانية وبيئية، وأكدت الأمم المتحدة أن الحاجة ماسة إلى التمويل لإكمال إزالة النفط بشكل آمن من الناقلة صافر.

حالة طوارئ

ولكن مع الأخبار الإيجابية، شددت المسؤولة الأممية على أن اليمن ما زال يمثل حالة طوارئ هائلة، إذ "يعتمد أكثر من 17 مليون شخص على المساعدات والحماية من وكالات الإغاثة، ولكن في كثير من الأحيان لا تمتلك الوكالات ما تحتاجه لتوفير المساعدة".

وأشارت إلى التحديات المتعلقة بالوصول والأمن، والتمويل، والمشكلات الاقتصادية التي تدفع مزيدا من الناس إلى حالة العوز.

وقالت: "في المناطق الخاضعة للحوثيين، ما زالت عاملات الإغاثة اليمنيات غير قادرات على السفر بدون وصاية رجل (محرم)، داخل وخارج اليمن، ويؤدي ذلك إلى عرقلة قدرة الوكالات بشكل خطير على مساعدة النساء والفتيات بشكل آمن يُعتمد عليه".

ودعت سلطات الحوثيين إلى رفع مثل هذه القيود على الحركة والعمل مع وكالات الإغاثة لإيجاد طريقة مقبولة للتحرك قدما بهذا الشأن.

وأشارت إلى استمرار احتجاز موظفـَين أممين في صنعاء بعد أن اعتقلتهما سلطات الحوثيين نوفمبر عام 2021، ودعت إلى الإفراج الفوري عنهما.

ومع قرب حلول شهر رمضان المبارك، أعربت المسؤولة الأممية عن الأمل في أن ينظر الجميع مليا إلى الوضع في اليمن وكيفية تقديم المساعدة بهذا الشأن، ويشمل ذلك، كما قالت، معالجة التحديات التي تناولتها في الإحاطة، ودعم العمل الجاري لتحقيق ما يتطلع إليه اليمن أكثر من أي شيء آخر، ألا وهو السلام.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية