"أوتشا" تدعو لوقف العنف ضد العاملين بالمجال الإنساني في جنوب السودان
"أوتشا" تدعو لوقف العنف ضد العاملين بالمجال الإنساني في جنوب السودان
أدان المجتمع الإنساني في جنوب السودان بشدة الهجوم المستهدف على الموظفين في ولاية جونقلي، حيث قتل شخصان وأصيب آخرون بجروح خطيرة في حادث اعتداء أليم، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية "أوتشا"، اليوم الاثنين.
ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي لـ"أوتشا"، في 17 مارس، تعرضت قافلة إنسانية تضم أكثر من 100 شاحنة تنقل الأغذية وغيرها من المساعدات الإنسانية للهجوم.
وتم إطلاق النار على اثنين من السائقين المتعاقدين في الهجوم، أحدهما قاتل، وتوفي شخص آخر في حادث مروري كنتيجة مباشرة للحادث، كما أصيب أحد موظفي المساعدة الإنسانية بجروح ويتلقى العلاج حاليا، وهذا هو الأحدث في سلسلة من الحوادث المتصاعدة التي تستهدف قوافل المساعدات الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني.
ووقع أكثر من 20 حادث عنف ضد العاملين في المجال الإنساني وأصوله في يناير وحده، أي أكثر من ضعف ما كان عليه في يناير 2022.
قال منسق الشؤون الإنسانية المؤقت لجنوب السودان، ميشاك مالو: "يشعر المجتمع الإنساني بالفزع إزاء الهجمات المستمرة التي تستهدف العاملين في المجال الإنساني وأصولهم.. إن أعمال العنف المتكررة هذه تعطّل تقديم المساعدات المنقذة للحياة ويجب أن تنتهي".
وفي أعقاب الهجوم الأخير، اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى وقف تحركات قوافله مؤقتا من بور بولاية جونقلي، للمرة الثانية خلال عدة أسابيع، لإعادة تقييم تدابير التخفيف.
وقالت المديرة القطرية لبرنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان، ماري إلين ماكغروارتي: "هذا الممر مهم لتخزيننا الغذائي قبل موسم الأمطار عندما يتعذر الوصول إلى الطرق ويعتمد أكثر من مليون شخص في جونقلي وبيبور على المساعدات الغذائية الإنسانية التي ننقلها على طول هذا الطريق".
وأضافت: "إن سلامة وأمن الموظفين والمقاولين أمر بالغ الأهمية، وعندما تقع مثل هذه الحوادث، فإن النساء والرجال والأطفال الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة هم الذين يعانون أكثر من غيرهم".
يعد جنوب السودان أحد أخطر الأماكن بالنسبة لعمال الإغاثة، حيث قتل تسعة من العاملين في المجال الإنساني أثناء أداء واجبهم وتم الإبلاغ عن 418 حادثة في عام 2022.
وقبل هذا الحادث، ومنذ بداية العام، قتل ثلاثة من عمال الإغاثة أثناء قيامهم بواجبهم وهم يقدمون الخدمات الحيوية للفئات الأكثر ضعفا المتضررة من الوضع الإنساني الذي طال أمده.
في عام 2023، من المتوقع أن يحتاج ما يقدر بنحو 9.4 مليون شخص في جنوب السودان إلى المساعدة الإنسانية أو خدمات الحماية.
ويزداد الوضع الإنساني سوءا بسبب العنف المتوطن، والقيود المفروضة على الوصول، والتدخل التشغيلي، وتحديات الصحة العامة، والصدمات المناخية مثل الفيضانات والجفاف المحلي.
وقالت ماكغروارتي: "بينما يواصل العاملون في المجال الإنساني العمل بلا كلل لتوفير الدعم الحيوي الذي تشتد الحاجة إليه، فإن استمرار الهجمات العنيفة يعيق جهودهم عن غير قصد.. ندعو السلطات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الأمن، وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والسلع الإنسانية، وتقديم الجناة إلى العدالة".