في ذكرى الاستقلال.. الأمم المتحدة تدعو جنوب السودان للتوافق وإنهاء النزاعات
في ذكرى الاستقلال.. الأمم المتحدة تدعو جنوب السودان للتوافق وإنهاء النزاعات
دعت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أونميس)، الثلاثاء، قادة البلاد إلى إحياء روح التوافق الوطني وإنهاء الانقسامات السياسية، بالتزامن مع الذكرى الرابعة عشرة لاستقلال الدولة الذي يصادف 9 يوليو.
وقالت البعثة الأممية إن هذا اليوم يشكل "فرصة متجددة" لتجديد الالتزام بحقوق المواطنين وكرامتهم وسلامتهم، وذلك من خلال قرارات تستند إلى الحوار والتفاهم.
وأكدت البعثة التزام الأمم المتحدة بمساندة جنوب السودان وشعبه في سعيه نحو السلام، مشددة على أن العمل الجماعي أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى لخفض التوترات، وتسوية الخلافات السياسية، وتحقيق تقدم ملموس في تنفيذ اتفاقيات السلام.
وأضافت: "نحث الجميع في جنوب السودان على الاتحاد في روح من التوافق، وتكثيف الجهود نحو مستقبل مستقر وآمن لجميع المواطنين".
أسوأ تفشٍّ للكوليرا
في الجانب الإنساني، يواجه جنوب السودان حالياً أسوأ تفشٍّ للكوليرا في تاريخه، بحسب ما أفادت به وزارة الصحة وتقارير الأمم المتحدة،وقد تم الإبلاغ عن قرابة 80 ألف حالة إصابة، وأكثر من 1,400 حالة وفاة منذ أواخر سبتمبر 2024، وهو ما يشكل حالة طوارئ صحية معقدة.
وتعود أسباب الأزمة إلى عوامل متشابكة، من بينها الفيضانات الواسعة، والنزوح الجماعي، وصعوبة الوصول إلى خدمات المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية الأساسية.
شاركت المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في جنوب السودان، أنيتا كيكي غبيهو، في اجتماع رسمي مع الحكومة لمناقشة تنسيق جهود الاستجابة الإنسانية.
تحركات لمواجهة الأزمة
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، إن المنظمة وشركاءها يتحركون بسرعة لمواجهة الأزمة الصحية في جنوب السودان، من خلال تخزين الإمدادات الحيوية، والحفاظ على خدمات الصحة والتغذية، وتوسيع أنظمة مراقبة الأمراض والإنذار المبكر، إضافة إلى تحسين الوصول إلى المياه النظيفة ومرافق النظافة.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة تعمل أيضاً على توسيع حملات التطعيم ضد الكوليرا، وتسهيل إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة، محذراً من أن "الأسابيع الثمانية القادمة ستكون حاسمة"، خاصة مع اقتراب ذروة موسم الأمطار، الذي قد يؤدي إلى فيضانات إضافية تعيق حركة الإغاثة.
نقص حاد في التمويل
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها الشديد إزاء النقص الكبير في التمويل اللازم لمواصلة جهود الاستجابة، فقد تلقت خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025 في جنوب السودان، والتي تطلب 1.69 مليار دولار، نحو 368 مليون دولار فقط، أي ما يعادل 22% من المبلغ المطلوب.
ويهدد هذا العجز بعرقلة توسيع حملات التطعيم، وتعطيل الإمدادات الطبية المنقذة للحياة، وإضعاف قدرة الفرق الصحية على الوصول إلى المناطق الأشد تضرراً.
وتعد جنوب السودان أحدث دولة مستقلة في العالم، بعد أن حصل على استقلاله من السودان في 9 يوليو 2011، إثر استفتاء شعبي أيده أكثر من 98% من السكان.
ورغم آمال المواطنين في تحقيق السلام والازدهار بعد عقود من الحرب، فإن البلاد عانت أزمات سياسية متكررة، وصراعات أهلية، ونزاعات قبلية، أدت إلى سقوط آلاف الضحايا وتشريد الملايين. كما تواجه البلاد تحديات اقتصادية وإنسانية كبرى، مع اعتماد نحو ثلثي السكان على المساعدات الخارجية.