مسؤولة أممية: نقص المياه النظيفة يهدد "هوية" شعب ساموا

مسؤولة أممية: نقص المياه النظيفة يهدد "هوية" شعب ساموا

يهدد نقص المياه النظيفة الرفاهية و"الهوية الثقافية" لشعب ساموا ودول جزر المحيط الهادئ الأخرى، وفقا لأكبر ممثل للأمم المتحدة في جميع أنحاء المنطقة.

ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، مع استمرار مؤتمر الأمم المتحدة للمياه في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، شرحت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في جزر كوك ونيوي وساموا وتوكيلاو، سيمونا مارينيسكو، لماذا لا يزال إيجاد حل لتزويد جميع الناس بالمياه النظيفة والآمنة يمثل أولوية للأمم المتحدة. 

وقالت "مارينيسكو": "الماء هو الحياة، ولا يوجد تعريف آخر يجسد بشكل مناسب تماما ما يعنيه هذا العنصر الأساسي لحياتنا وسبل عيشنا وبيئتنا الطبيعية.. وعلى الرغم من أنها تعتبر موردا متجددا وغير متجدد، إلا أن المياه أصبحت نادرة ومن المتوقع أن تصل إلى نقطة حرجة بحلول عام 2040".

وأوضحت: "في ساموا وغيرها من الدول الجزرية الصغيرة النامية في المحيط الهادئ، يمثل الحصول على المياه النظيفة تحديا كبيرا.. على الرغم من أن هذه الجزر تتمتع بهطول أمطار وفيرة - 2 إلى 4 أضعاف متوسط هطول الأمطار السنوي العالمي، إلا أن سوء أنظمة إدارة النفايات والافتقار إلى البنية التحتية الكافية يعني أن توافر المياه النظيفة محدود للغاية".

الحصول على المياه

لا يحصل سوى 55% من سكان جزر المحيط الهادئ على مياه الشرب الأساسية، ويحصل 30% فقط على خدمات الصرف الصحي، وهو أدنى معدل في العالم. 

ووفقا لدراسة مشتركة أجرتها جامعة ساموا الوطنية ووزارة الموارد الطبيعية وشركاء آخرون، فإن مصادر المياه التي تم اختبارها تحتوي على تركيز عالٍ من المعادن ومبيدات الآفات السامة واللدائن الدقيقة والبكتيريا مثل الإشريكية القولونية، ما يزيد من معدل الأمراض التي تنقلها المياه ويشكل مخاطر صحية كبيرة.

وقالت "مارينيسكو": "بالنسبة لفريقنا القطري التابع للأمم المتحدة في ساموا، يعد تحسين جودة المياه أولوية مركزية شاملة لا تحمي المجتمعات وتساعد على الوقاية من الأمراض فحسب، بل تغذي أيضا جهودنا الأوسع نطاقا لمعالجة أزمة الكواكب الثلاثية المتمثلة في اضطراب المناخ وفقدان الطبيعة والتلوث. 

ويوفر استخدام إطار الأزمة الكوكبية الثلاثية أساسا قيما لقياس الخسائر والأضرار التي تعاني منها بلدان مثل ساموا بسبب تغير المناخ والتلوث، بما في ذلك تدهور خدمات النظم الإيكولوجية للمياه. 

ومع أخذ ذلك في الاعتبار، شاركنا على نطاق واسع مع المجتمعات المحلية والشركاء في جميع أنحاء ساموا على مدى الأشهر الستة الماضية لإعداد تقرير ماء الحياة.

ويستند التقرير، الذي تم إطلاقه بمناسبة مؤتمر الأمم المتحدة للمياه في نيويورك (22- 24 مارس)، إلى رؤى من هذه المشاورات لتحديد استجابة لأزمة الكواكب الثلاثية واقتراح نهج متكاملة لاستعادة جودة ومرونة نظام المياه في ساموا.

وقالت "مارينيسكو": "من الأنهار ومستنقعات المانغروف والبحيرات والأراضي الرطبة والمياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة (EEZ)، تمثل المياه جزءا رئيسيا من النظام البيئي الذي يدعم سبل العيش لأكثر من 200000 شخص في ساموا، ويشكل أيضا جزءا مهما من الهوية الثقافية لساموا".

وأضافت المسؤولة الأممية: "يجب أن يبدأ تحسين نوعية هذا المصدر الحاسم للحياة بإدماج جميع السياسات والاستراتيجيات ذات الصلة بشأن تغير المناخ، وإدارة المحيطات، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وإدارة النفايات، وحفظ التنوع البيولوجي في إطار شامل واحد". 

وقالت "مارينيسكو: "التدخلات المستهدفة بما في ذلك الصندوق الاستئماني Vai O Le Ola ومنصة التعهيد الجماعي للمعرفة، والبرامج المتعلقة بالتمويل المبتكر للمناخ والطبيعة، وريادة الأعمال الاجتماعية من أجل المرونة المناخية، ووصول المجتمع إلى الطاقة النظيفة، وصفر نفايات بلاستيكية، هي أساسية لخطة الاستجابة الثلاثية للأزمات الكوكبية في ساموا وعبر المحيط الهادئ".

وتعد إدارة مستجمعات المياه القائمة على الطبيعة هي مبادرة رئيسية أخرى تم تحديدها في تقرير Vai O Le Ola والتي ستدعم الحراجة الزراعية وإعادة التحريج وإدارة الأنواع الغازية وإدارة الفيضانات والحفاظ على التنوع البيولوجي المرتبط بأنظمة المياه.

وعلى الجانب التشريعي أيضا، بدأت تظهر فرص جديدة لتعزيز حماية البيئة وحفظها.. في العام الماضي، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يعترف لأول مرة بالوصول إلى بيئة نظيفة وآمنة ومستدامة بما في ذلك المياه كحق أساسي من حقوق الإنسان.

وباتخاذ هذا القرار، ازداد الاهتمام العالمي بالحقوق القانونية للنظم الإيكولوجية والموارد الطبيعية زيادة كبيرة. 

وفي عام 2022، كانت الإكوادور أول دولة في العالم تعترف بـ«حقوق الطبيعة» وتنفذها، تليها كولومبيا التي أنشأت شخصية قانونية لنهر أتراتو اعترافا بالحقوق البيولوجية والثقافية لمجتمعات السكان الأصليين.

وفي ساموا، تناقش المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بالفعل كيفية تفعيل الحق في بيئة نظيفة وآمنة ومستدامة ليصبح قانونا.

وباعتبارها "دولة محيطية"، تعد المياه سمة مميزة للثروة الوطنية في ساموا وطريقة معيشة الناس، المعروفة باسم "فا ساموا".

وقالت "مارينيسكو، إنه "لإيجاد حلول طويلة الأمد لندرة المياه وتلوثها في ساموا وجزر المحيط الهادئ الأخرى، يجب علينا بالتالي ألا ننظر إلى العلم والتكنولوجيا والابتكار فحسب، بل أيضا إلى قرون من حكمة وخبرة المجتمعات التي تعيش هنا".

وقالت رئيسة وزراء ساموا فيامي نعومي ماتافا: "يجب أن نعترف بأن المياه بالنسبة لشعب ساموا مصدر للحياة ومصدر للجمال.. إن سلسلة متصلة من الأرض والمحيطات المرتبطة ارتباطا وثيقا بالثقافة والتاريخ تحدد هويتنا كسكان جزر ورحالة وشعوب في المحيط الهادئ.. لأكثر من ألفي عام، كانت جزرنا موطننا، أنهارنا ومحيطاتنا، مساراتنا". 



 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية