مع بداية موسم الجفاف السادس.. أطفال إثيوبيا يختارون بين الماء والمدرسة

مع بداية موسم الجفاف السادس.. أطفال إثيوبيا يختارون بين الماء والمدرسة

يعمل محمد معلما في مدرسة بمنطقة بورينا بمنطقة أوروميا في إثيوبيا، حيث شهدت السنوات القليلة الماضية انخفاض عدد الأطفال الذين يحضرون فصله بشكل يومي تقريبا.

ووفقا للموقع الرسمي للمنظمة الدولية للهجرة، يغادر العديد من هؤلاء الأطفال لأن أسرهم تختار البحث عن المياه والمراعي والمساعدة، مما يمنحهم فرصا أكبر للنجاة من هذا الجفاف مقارنة بالذهاب إلى المدرسة، يقول محمد: "لا أستطيع إلقاء اللوم عليهم".

وفي بعض الحالات، لن يتمكن الأطفال في هذه المنطقة من الذهاب إلى المدرسة إلا مرة واحدة في الأسبوع، ويقضون معظم أيامهم في جلب المياه وحملها سيرا على الأقدام أينما كانت متاحة.

ويغادر آخرون وينتقلون إلى أماكن أخرى دون سابق إنذار، لسوء الحظ، هذا الروتين شائع بين الآلاف من الأطفال النازحين بسبب الجفاف في جميع أنحاء إثيوبيا.

وأدت 5 مواسم مطرية فاشلة -مع موسم سادس يلوح في الأفق- إلى أشد موجة جفاف في البلاد، ما أدى إلى نزوح أكثر من 500 ألف شخص.

ويضيف محمد: "الحقيقة هي أنه حتى لو ذهب الأطفال إلى المدرسة، فإما أنهم مرهقون من المشي في محاولة للحصول على الماء، أو أنهم ببساطة لا يستطيعون التركيز في الفصل بسبب القلق المستمر من عدم حصولهم على الماء أو الطعام بمجرد عودتهم إلى المنزل بعد المدرسة".

وتشهد العديد من المناطق في إثيوبيا حاليا واحدة من أقسى موجات الجفاف منذ عقود، حيث نفق أكثر من 4.5 مليون رأس من الماشية منذ عام 2021، بسبب نقص المياه والمراعي، ما أدى إلى تدمير سبل عيش الملايين، واضطر مئات الآلاف من الأشخاص إلى الانتقال بحثا عن المياه والمراعي والمساعدات العاجلة.

وكانت خدمات نقل المياه بالشاحنات التي تقدمها المنظمة الدولية للهجرة شريان حياة للأسر النازحة بسبب الجفاف في جميع أنحاء إثيوبيا، وتقع محطة مياه واحدة على بعد أمتار قليلة من المدرسة، وتأتي المياه في الغالب من بئر محمية أعادت المنظمة الدولية للهجرة تأهيلها مؤخرا.

ولضمان معايير جودة المياه أثناء الجمع والتخزين، يتم تنفيذ عملية المعالجة بالكلور مباشرة في خزان التخزين قبل التوزيع.

يقول محمد: "الآن بعد أن أصبحت إمدادات المياه بجوار المدرسة وموقع النازحين داخليا، يحضر المزيد والمزيد من الأطفال الفصول الدراسية مرة أخرى.. لم يعودوا يقضون معظم أيامهم في المشي والبحث عن الماء، يمكنهم التركيز أكثر على التعلم وعلى مجرد كونهم أطفالا يلعبون مع أقرانهم".

ويتم استخدام مصدر المياه في المدرسة لإعداد الطعام للأطفال وتنظيف المبنى.

وتقول منسقة برنامج الطوارئ وما بعد الأزمات مع المنظمة الدولية للهجرة في إثيوبيا، إستر رويز دي أزوا: "على الرغم من أن دعم المنظمة الدولية للهجرة لنقل المياه بالشاحنات أمر حيوي ويلبي الاحتياجات العاجلة للنازحين داخليا، يجب أن نواصل العمل لتوفير حلول طويلة الأجل تشمل إعادة تأهيل وبناء أنظمة إمدادات المياه المعمرة".

وتوضح: "يعيش 24 مليون شخص في المناطق المتضررة من الجفاف في إثيوبيا، تعمل المنظمة الدولية للهجرة في إثيوبيا على توسيع نطاق استجابتها الإنسانية لتقديم المساعدة التي تشتد الحاجة إليها وتناشد للحصول على 59 مليون دولار أمريكي لدعم 2.5 مليون شخص متضرر من الجفاف في جميع أنحاء البلاد في عام 2023".

ويجري تعزيز تدخلات المنظمة الدولية للهجرة في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة (WASH) من خلال أنشطة تعزيز النظافة القوية التي يقوم بها فريق من المتطوعين المدربين، والتي تهدف إلى تحسين ممارسات النظافة وتؤدي إلى تغييرات سلوكية إيجابية.

ويتم دعم استجابة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في المناطق المتضررة من الجفاف في إثيوبيا من قبل مكتب المساعدة الإنسانية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (BHA) والحماية المدنية والمساعدات الإنسانية في الاتحاد الأوروبي (ECHO).
 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية