قيود في أمهرة الإثيوبية بعد تظاهرات ضد الحكومة الفيدرالية
قيود في أمهرة الإثيوبية بعد تظاهرات ضد الحكومة الفيدرالية
فرضت السلطات الإثيوبية مجموعة قيود في 3 مدن كبرى بولاية أمهرة، وذلك غداة تظاهرات ضد تفكيك قوات عسكرية إقليمية.
ونُظّمت تظاهرات في مدن عدة في ولاية أمهرة بعدما أعلنت الحكومة الفيدرالية، الخميس، بدء عملية استيعاب عناصر قوات محلية أنشأتها سلطات محليّة بقرارات أحادية، في الشرطة أو الجيش الفيدرالي، بحسب فرانس برس.
والأحد، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي آبيي أحمد أن المبادرة ترمي إلى الحفاظ على "وحدة" البلاد، محذّرا من أن تدابير أمنية ستتّخذ بحق أي معارضة "هدّامة".
والوحدات العسكرية التي تُطلق عليها تسمية "قوات خاصة" شكّلت خلافا للدستور وسمح ببقائها قائمة إلى أن صدر قرار نزع سلاحها، علماً بأنّ ولايات إقليمية عدّة أنشأتها قبل نحو 15 عاما.
وأثارت هذه القوات جدلا كبيرا خصوصا إبان الحرب التي شهدها إقليم تيغراي مدى عامين، إذ قدّمت قوات خاصة في أمهرة دعما قويا للجيش الفيدرالي، لكنّها اتّهمت أيضا بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
في غوندار، أكبر مدينة في أمهرة من حيث التعداد السكاني، شارك كثر، الأحد، في تظاهرة ضد خطة الحكومة تفكيك القوات الخاصة، وقد هتف متظاهرون "أبيي خائن" و"لن نستسلم" وطالبوا بـ"حقوق (أبناء إثنية) الأمهرة"، وفق أحد سكان المدينة.
وتعذّر التحقق من مصادر مستقلة من هذه المعلومات، علما بأنه يُمنع في الوقت الراهن دخول الصحفيين إلى المنطقة "لدواع أمنية".
بحسب بيان نشرته السلطات البلدية في غوندار وديسي ودبري برهان، صدر قرار فرض القيود عن "مركز القيادة الأمنية" في كل من المدن الثلاث، ما يوحي بأنّ الأمن فيها بات بعهدة الجيش الفيدرالي.
وشملت القيود منع عربات التوك توك من التجوّل من الساعة 20,00 وحتى الساعة 6,00 كما بات يتعيّن على الحانات والملاهي الليلية أن تغلق أبوابها عند الساعة 21,00، كما تم حظر أيّ إضراب في المدينة وبات يتعيّن إبلاغ السلطات مسبقا بأي تجمّع مزمع تنظيمه.
ويحظّر نقل أي سلاح أو أدوات يمكن أن تستخدم على هذا النحو من "سكاكين وخناجر وقضبان حديدية"، ويحظر أيضا إطلاق المفرقعات أو الألعاب النارية.
يتيح الدستور الإثيوبي للولايات الـ11 التي تتألف منها البلاد التي تتوزّع بحسب اللغة والثقافة، أن تنشئ شرطتها الإقليمية الخاصة.
لكن خلال السنوات الـ15 الأخيرة، أنشأت بعض الولايات قواتها الخاصة في ممارسة لا ينص عليها الدستور.
والاثنين، أصدر حزب الازدهار الحاكم بيانا وصف فيه التقارير التي تشير إلى أن تفكيك القوات الإقليمية يقتصر على أمهرة بأنها "كاذبة بالكامل".
السبت، أعرب نائب رئيس أركان الجيش الفيدرالي أبيباو تاديسي عن معارضته تشكيل قوات خاصة على أسس "عرقية" مشددا على وجوب ألا تطغى أي منطقة على الأخرى.
وغوندار كانت عاصمة الإمبراطورية الإثيوبية الغابرة، كما أنّ الأمهرة هم ثاني أكبر إثنية في إثيوبيا ولطالما شّكلوا النخبة السياسية والاقتصادية في البلاد.
وأثار اتفاق السلام الذي وقّعته الحكومة الفيدرالية مع سلطات تيغراي في نوفمبر 2022 استياء واسع النطاق لدى الأمهرة الذين يخوضون منذ عقود نزاعات على الأراضي مع تيغراي.
إلى ذلك تشهد إثيوبيا نزاعات على الأراضي بين الأمهرة والأورومو، الإثنية الأكبر في البلاد.