رغم أنف الحرب.. الدراما اليمنية تقتحم الوطن العربي بـ"دكان جميلة"
رغم أنف الحرب.. الدراما اليمنية تقتحم الوطن العربي بـ"دكان جميلة"
رغم ما تواجهه الدراما اليمنية من تحديات كبيرة بسبب ظروف الحرب، وهروب كل القنوات الخاصة والحكومية إلى خارج اليمن للبحث عن فرصة ومناخ مناسب للعمل، إلا أن دراما رمضان 2023 شهدت طفرة في الإنتاج الدرامي بعدة أعمال أبرزها مسلسل "دكان جميلة"
وتصدر المسلسل مشاهدات الدراما اليمنية ويعد من أبرز الأعمال الرمضانية العربية والأكثر مشاهدة على يوتيوب، إذ تجاوزت مشاهدات الحلقات الـ15 الأولى 15 مليون مشاهدة، وتخطت الحلقة الأولى مليونا مشاهدة، وحصد المسلسل الترند الأول على مستوى اليمن والثاني على مستوى المملكة العربية السعودية في سابقة لم يحققها أي مسلسل درامي يمني من قبل.
وفي طور الاحتفال بنجاح المسلسل استضاف منتدى رؤوفة حسن الثقافي أبطاله، وسط حفل تكريم حضره نجوم الفن اليمني وبعض المثقفين في حي المهندسين بمصر.
والمسلسل اجتماعي درامي يتناول العديد من القضايا الاجتماعية المعيشية المعاصرة التي يواجهها معظم فئات الشعب اليمني، بقالب قصصي وكوميدي متسلسل.
وتدور أحداث المسلسل في إحدى القرى اليمنية، ويسرد قصة "جميلة" وهي فتاة عصامية مكافحة، كما يعرض محطات لصراعات بين الخير والشر، ومساعدة الناس، واستغلال الأزمات، والكثير من القضايا الاجتماعية.
والمسلسل من تأليف وسيناريو محمد صالح الحبيشي أفضل كتاب السيناريو اليمنيين، ويشارك في إنتاجه طاقم عمل مصري محترف بقيادة المخرج معتز حسام.
ويضم المسلسل أبرز نجوم الدراما والكوميديا على مستوى اليمن، محمد قحطان، سالي حمادة، نبيل الآنسي، نجيبة عبدالله، عبدالله الكميم، منال المليكي، توفيق الأضرعي، كمال طماح، هديل مانع، غيداء جمال، بكار باشراحيل، خالد البحري، مروى خالد، بشير العزيزي، فوزية قاسم، أشواق علي، مروان الزرقة، فريال يوسف، صالح الأسمر، نادر عزيز، خالد اليوسفي، سارة الأغا والوجه الجديد هبة الله خالد.
"جسور بوست" حاورت رئيسة المنتدى ومخرج ونجوم المسلسل عن التجربة وصعوبتها، وعن الدراما اليمنية وظروف الحرب.

منتدى رؤوفة ودكان جميلة
في إطار اهتمامه بالثقافة والفن كرَّم منتدى رؤوفة حسن الثقافي أبطال المسلسل وسط حفل حضره العديد من نجوم الفن اليمني.
وقالت رئيسة المنتدى، الدكتورة تيسير الشرقي، إن منتدى الدكتورة رؤوفة حسن يتبنى مبادرة للم الشمل العربي في كل المجالات من أزياء تراثية وفن وشعر وغيرها، ونحن سعداء بتكريم طاقم عمل "دكان جميلة" فهذا عمل استثنائي في وقت استثنائي، فرغم ظروف اليمن إلا أن العمل خرج مميزًا وحقق نجاحًا كبيرًا.
وأضافت تيسير في تصريحات لـ"جسور بوست"، اعتاد المنتدى استضافة وتكريم كل ما من شأنه الإسهام في إثراء الدراما اليمنية ومعالجة القضايا المختلفة من خلال الدراما، خاصة أن الحرب أرهقت المجال الفني وصار على المحك ومن واجب كل المؤسسات الثقافية دعم الفن وناسه ونحن سعداء بهؤلاء النجوم، ونشكر كل من أظهر اليمن بهذا التفوق والشكل الجميل، ونحن بلد التاريخ والحضارة ولا يليق بأهله سوى الإبداع.
وتابعت، منتدى رؤوفة حسن هو امتداد لمنتدى كان موجودا في اليمن منذ 2004، ومن خلاله ننمي المواهب ونكتشفها في كل المجالات وهذا الحفل وتكريم النجوم يقع تحت أهداف المنتدى أيضًا.

الأول في اليمن والثاني في الخليج
وقال الفنان كمال طماح أحد نجوم المسلسل، إن ما حققه "دكان جميلة" من نجاح في اليمن والخليج العربي يشهد بنجاح هذا العمل الفني القوي، الذي استطاع تناول ما يدور في المجتمع اليمني بشكل راقٍ، وطبيعة الصراع بين الخير والشر ودائمًا مهما طال الظلم سينتصر الخير.
وأضاف كمال في تصريحات لـ"جسور بوست"، عبر المسلسل عن قضايا المجتمع بأكثر من طريقة وقالب بين التراجيديا والكوميديا، وميزه أن ضم كوكبة من نجوم المسرح والنخب الفنية، وبهذه الخلطة استطاع المنافسة بين 9 مسلسلات وبفضل الله كان المرتبة الأولى، وما نجح فيه المسلسل بشكل خاص هو تعبيره عن كل أطياف المجتمع بكل انتماءاته، فخاطبنا جميع العقول ولم نكن لنعبر عن طائفة أو حزب بعينه.

الابتزاز والطمع قضايا تناولها المسلسل
وقالت ممثل عام جمعية الفنانين اليمنيين النجمة القديرة نجيبة عبدالله، إن اللهجة اليمنية لربما كانت عائقا في انتشار المسلسل إلا أنه ورغم ذلك نجح بشكل كبير، وأسهمت في ذلك عدة عوامل منها جودة القصة رغم ندرة وجود النصوص القوية، واستطاع المسلسل نقل أجواء صنعاء من ملابس ولهجة وأشكال المنازل، رغم أن المسلسل صور كله في مصر، وربما كانت اللهجات في رمضان 2022 سببًا في صعوبة التواصل بيننا وبين المخرج لوجود 4 لهجات: "الصنعانية والتعزية والتهامية والعدنية"، لكن هذا العام كان التعامل مريحًا والعمل موفقًا بيننا وبينه وأبدع في عمله وهذا سبب الانتشار الواسع، فالرؤية الإخراجية الواضحة وخبرته الفنية أفادت العمل كثيرًا.
وعن القضايا التي تناولها المسلسل أضافت نجيبة في تصريحاته لـ"جسور بوست"، الزواج طمعًا في ميراث الفتاة، وقضية الابتزاز الجنسي من خلال الصور على الهواتف المحمولة، وغلاء المعيشة وانقطاع الكهرباء والغاز وانعدام أساسيات تقوم عليها الحياة، وغيرها من القضايا.
واستطردت، أقدم تحيتي وشكري لجمهورية مصر العربية لاستقبالهم لنا كممثلين ولاجئين وعلى كرم استضافتهم، قيادة وشعبا، عاملونا باحترام وكأننا مصريو الأصل والمنشأ.

التراث اليمني هو الهدف
وقال مخرج المسلسل، معتز حسام الدين، إن "دكان جميلة" كان المشاركة الثانية لي مع الدراما اليمنية، وفي رمضان أخرجت "عيال المرحوم" وسعيد بهذا النجاح وكونه حقق مشاهدات عالية وأعجب اليمنيين وغيرهم، والمسلسل لم يتناول أي قضية سياسية وتعمدنا عدم التحيز لأي عنصر من العناصر السياسية اليمنية، واستهدفنا تناول التراث اليمني وحققنا هذا.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، التجربة كانت ثرية ومفيدة، وورق العمل وتركيبة الممثلين كانت مريحة، كل هذا أسهم في تقديم عمل فني مميز، وانتهيت حاليًا من إخراج مسلسل إماراتي "الجنينة"، وفيلم مصري تم تصويره في أبوظبي، وأتمنى تكرار التجربة اليمنية مرة ثالثة.

الوطن ورمزية "دكان جميلة"
وتحدث أحد أبطال المسلسل، محمد قحطان عن المسلسل قائلًا، إن المسلسل يرمز للوطن والمصالح الشخصية والصراع بين الخير والشر، وأسهمت في نجاح المسلسل جودة القصة والكتابة وكوكبة النجوم اليمنية المتميزة، وإن كان من الصعوبة شرح تفاصيل مسلسل 30 حلقة إلا أنني أنصح المشاهدين بمتابعته.
وأضاف قحطان في تصريحاته لـ"جسور بوست"، تناول المسلسل أهمية التعاون والتكاتف لإنقاذ الوطن ونشر السلام، وساعد التصوير في مصر إخراج العمل بشكل جيد خاصة الأداء المبهر النابع من خبرة.
وتابع، الدراما اليمنية جيدة وتعمل على قدم وساق بإمكانات محدودة، ورغم صعوبة الأحوال والأزمات التي أثرت على الفن اليمني لكنه أصيل، ولو قدمنا لكل لهجة مسلسلا لقدمنا للمحافظة الواحدة 10 مسلسلات، اليمن تراث وحضارة عريقة لم يحتوها الإعلام ولا يزال لدينا الكثير.

ميراث الأنثى وحق المطالبة
وعن تجربته، تحدث الدكتور عبدالله صالح أحد نجوم "دكان جميلة" بقوله، إن دوري كان ذا تأثير في المسلسل، يحب أسرته وله هوايات وميول فنية، تعرض لمشاكل مع ابنه، والمسلسل حظي بمشاهدات ونال إعجاب الجمهور، وخلال أيام من عرض المسلسل حقق نجاحا كبيرًا أسعدنا كثيرًا.
وعن سر سعادته بهذا النجاح أضاف لـ"جسور بوست"، كونه تناول قضايا تمس المجتمع اليمني بشكل كبير الإيجابي منها والسلبي، فهذا فن هادف يشرفني العمل فيه، الأهم هو محاولة إيجاد حلول لتلك السلبيات، فناقش ميراث الأنثى وضرورة مطالبتها به، الدراما لها دور كبير في معالجة أوضاع المجتمع غير الجيدة.
وتابع، لقد تميز المسلسل بجمعه نخبة كبيرة من الفنانين اليمنيين من كل بقاع اليمن ورغم تعدد لهجاتهم إلا أن ذلك لم يكن عائقًا في إنجاح المسلسل، وحاول المخرج إخراج عمل يناسب الجميع.

بيئة قروية يمنية بامتياز
وعن تجربتها في المسلسل تحدثت النجمة اليمنية، غيدا جمال قائلة، إن الشخصية التي جسدتها تُدعى نورية والمسلسل نجح في إيصال رسالته على المستويين المحلي والدولي وحاز على إعجاب الجماهير، مناقشًا قضايا هامة يحياها المواطن اليمني، ورغم أن المسلسل صور في مصر، إلا أن الإنتاج نجح في نقل البيئة اليمنية إلى كل مشاهد المسلسل، لقد حاولنا قدر الإستطاعة خلق بيئة قروية يمنية مثالية، وهذا نجاح في ظل ما نحياه من حرب.
وتابعت، تجربتي باللهجة الصناعنية تجربة جميلة وسعدت بوجودي مع فريق عمل مميز تليق به العالمية.

نقطة تحول في الدراما اليمنية
وعن دوره تحدث الممثل اليمني نادر عزيز بقوله، إن شخصيتي كانت باسم "عبدالقدوس" وهو الشخص المسؤول عن نقل المواطنين من العاصمة صنعاء إلى الريف، فكان يمثل نقطة الربط بين داخل القرية وخارجها، واستطاع المسلسل بشكل عام تحقيق نقلة نوعية في الدراما اليمنية، لقد كان ينقصنا غالبًا التحضير للعمل، إلا أننا في "دكان جميلة" طورنا أنفسنا وقمنا بتحضير جيد.
وأضاف نادر لـ"جسور بوست"، عرضنا ديكورا بشكل متميز وإضاءة مختلفة واستطعنا نقل بيئة اليمن إلى مصر، وكان أمرا صعبا وكلف الإنتاج الكثير، ومررنا بأوقات صعبة.. العمل كان على أوجه من جميع الأشخاص، ممثلين ومخرج وإضاءة وكتابة وغيرهم، لقد عمل الجميع بروح الجماعة ولذلك نجحت التجربة نجاحا مبهرًا على مستوى الصورة والإخراج والقصة والتمثيل، وأتمنى أن يتكاتف الجمهور والشعب اليمني وينقذ اليمن كما أنقذ أبطال المسلسل "دكان جميلة".

حضور قوي للمرأة اليمنية
وتحدثت ملكة جمال اليمن وأحد نجوم المسلسل، سارة الأغا بقولها، إن المسلسل قوي بقصته وإخراجه.. والمزج بين التمثيل اليمني والإخراج المصري أفاد كثيرًا وأضاف اختلافًا.. ناقش قضايا يمنية مهمة حققت نقلة للدراما اليمنية من المحلية إلى العربية، لقد نجح المسلسل في تجسيد حياة الشعب اليمني والتعبير عن مشكلاته وما يعانيه فكان ظهرًا له، بخلاف من يعتمدون على العصابات أو الأموال.
وتابعت سارة في تصريحاتها لـ"جسور بوست"، لدينا مواهب فنية متعددة ورائعة، وللمرأة اليمنية حضور قوي في جميع المجالات، لقد أثرت الحرب وثورات الربيع العربي على اليمن بالطبع، ولكننا حضارة تضرب في جذور الأرض وما نمر به كبوة ستزول، واليمن باقٍ بفنه الراقي، ونجاح "دكان جميلة" ليس صدفة، وإنما هو تضافر جهود كل من عمل به، وهو فوز مستحق ولا يزال لدينا الكثير سنقدمه في الأعوام القادمة إن شاء الله.
دعوة للعمل الفني
وقال الفنان خالد البحري متحدثًا عن "دكان جميلة" ، إن التجربة كانت ثرية وممتعة مع مخرج وفريق عمل مميز، من خلالها أثبتنا أن الدراما اليمنية ناجحة وتزداد تألقًا عندما تحتك بالدراما المصرية والعربية، لاكتسابها خبرات كثيرة احترافية في مجال الإنتاج التلفزيوني، واستطعنا بذلك حصد محبة الشعب اليمني وغالبية العرب، خاصة أن المسلسل يدعو إلى نبذ العف والدعوة إلى نشر السلام كما يناقش هموم المجتمع اليمني.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، لكن تواجهنا مشكلات وهي عدم احتكاكنا مع شركات الإنتاج العربية، ولذا أوجه دعوة إلى جميع شركات الإنتاج اليمنية بالتعامل مع شركات إنتاج مصرية وعربية لكسب مزيد من الخبرات وتقديم أعمال مستقبلية.





