"أوقفوا المجاعة".. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد استمرار حرب غزة
"أوقفوا المجاعة".. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد استمرار حرب غزة
في مشهد نادر وسط أجواء الحرب المشحونة، خرج آلاف المحتجين في شوارع تل أبيب متّجهين إلى مقر وزارة الجيش "الكرياه"، مطالبين بوقف الحرب الدائرة في قطاع غزة، وإنهاء المجاعة المتفاقمة التي تحصد أرواح الأطفال.
انطلقت المسيرة من ساحة "هابيما" مرورًا بوسط المدينة، حيث حمل المتظاهرون أكياس الدقيق وصورًا مؤلمة لأطفال غزّيين فارقوا الحياة جوعًا خلال الشهور الماضية، وفق وكالة أنباء "معا".
قال منظم الاحتجاج، ألون لي جرين: "نحن نحمل صور أطفال فلسطينيين ماتوا ببساطة من الجوع، بينما تمنع إسرائيل المساعدات عن غزة.. نحن هنا لنقول: أوقفوا المجاعة".
ورغم نفي الحكومة الإسرائيلية لوجود مجاعة، أصرّ المحتجون على أن الصور والقصص القادمة من غزة تقول الحقيقة، وأكد أحد المتظاهرين في مقطع فيديو: "يقولون لنا لا يوجد جوع، هذه أكاذيب.. هذه صور حقيقية لأطفال يتضورون جوعًا".
مجاعة ونزوح وأمراض
منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، يعيش سكان قطاع غزة كارثة إنسانية متفاقمة. عشرات الآلاف لقوا حتفهم وأصيبوا، معظمهم من المدنيين، في ظل قصف جوي وبري مكثّف دمّر المستشفيات والمدارس والمنازل.
نزح أكثر من 1.7 مليون فلسطيني داخل القطاع، كثيرون منهم فقدوا بيوتهم مرارًا وتكرارًا، ومع انهيار النظام الصحي ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، حذرت الأمم المتحدة من تفشي الأوبئة في مراكز الإيواء المكتظة.
التقارير الأممية تؤكد أن شمال غزة بات على حافة المجاعة الفعلية، حيث يواجه السكان صعوبة هائلة في الحصول على الغذاء والمياه النظيفة. وفي المقابل، تقول السلطات الإسرائيلية إنها تسمح بدخول المساعدات، متهمةً حركة حماس بعرقلة توزيعها.
الثمن الإنساني الباهظ للحرب
الاحتجاجات التي اجتاحت شوارع تل أبيب تعبّر عن قلق متزايد داخل إسرائيل نفسها من الثمن الإنساني الباهظ للحرب، فالمتظاهرون رفعوا أصواتهم لا دفاعًا عن حماس، بل تضامنًا مع المدنيين العالقين تحت النار والجوع.
في كلمات بسيطة لكنها مؤثرة، لخّص أحد المنظمين رسالة المسيرة: "لسنا بحاجة لأن نكون فلسطينيين كي نرى أن ما يحدث مأساة يجب أن تتوقف".
بدأت الحرب في 7 أكتوبر 2023 بهجوم مفاجئ شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل مئات وأسر آخرين. ردّت إسرائيل بعملية عسكرية شاملة على قطاع غزة، أعلنت أنها تستهدف تدمير حماس واستعادة الرهائن.
ومنذ ذلك اليوم، دخل القطاع في دوامة دمار غير مسبوقة، مع خسائر بشرية ومادية هائلة، بينما تحذر منظمات إنسانية دولية من أن الأزمة ستترك جروحًا عميقة لأجيال قادمة.