المعارضة الفرنسية تندد بتصريحات عنصرية لوزير المالية بشأن المغرب العربي

المعارضة الفرنسية تندد بتصريحات عنصرية لوزير المالية بشأن المغرب العربي
وزير المالية الفرنسي برونو لو مير

انتقدت المعارضة اليسارية في فرنسا، وزير المالية برونو لو مير، بسبب حديثه عن احتيال مالي من قبل أشخاص يحصلون على معونات اجتماعية من الدولة الفرنسية، ويرسلونها خلافاً للقانون إلى ذويهم في "المغرب العربي".

وقال لو مير لقناة "بي إف إم تي في" التلفزيونية: "سئم مواطنونا من الاحتيال" في المعونات الاجتماعية، مضيفاً أنهم "لا يرغبون بتاتاً في أن يروا أشخاصاً يستفيدون من مساعدات ويرسلونها إلى المغرب العربي أو أمكنة أخرى، في وقت لا يحقّ لهم ذلك. النموذج الاجتماعي ليس مصمماً لهكذا أفعال"، بحسب فرانس برس.

وتعليقاً على تصريح الوزير، كتب زعيم اليسار جان-لوك ميلانشون في تغريدة على تويتر: "أعزائي المواطنين المسلمين أو الذين يتحدرون مثلي من المغرب العربي، تهيأوا، من أجل تحويل الانتباه، تعلن الحكومة على لسان برونو لومير عن حملة جديدة لاتهامكم".

وميلانشون مولود في مدينة طنجة في المغرب عام 1951 خلال فترة الاستعمار، ووالداه من فرنسيي الجزائر.

تراجع في شعبية ماكرون

ومن ناحية أخرى تواجه الحكومة الفرنسية والرئيس إيمانويل ماكرون تراجعاً متزايداً في شعبيتها خاصة بعد إقرار إصلاح نظام التقاعد، وسط أزمة سياسية واجتماعية متواصلة.

وجدّد ماكرون في خطاب إلى الأمّة، مساء الاثنين الماضي، التأكيد أنّ إصلاح نظام التقاعد "أساسي" لبلاده، مشدّداً على أنّ "أمامنا مئة يوم من التهدئة والوحدة والطموح، والعمل في خدمة فرنسا، إنه واجبنا".   

وتعهّد ماكرون بـ"إعلانات مهمة" خلال شهر مايو المقبل، من بينها "تشديد الضوابط على الهجرة غير القانونية"، واتّخاذ إجراءات ضد الاحتيال الاجتماعي والمالي.

وقال زعيم النواب الاشتراكيين بوريس فالو إنّه "في اليوم الأول من فترة المئة يوم من التهدئة: يتم مغازلة الأفكار النمطية المعادية للأجانب". 

وذكر توماس بورت، وهو نائب من أقصى اليسار، أن "الاحتيال الاجتماعي يقدّر بما بين مليار وملياري يورو سنوياً"، مقابل "ما بين 80 إلى 100 مليار يورو سنوياً" للاحتيال المالي، داعياً الوزير لو مير إلى "الذهاب للتحقق في سويسرا.. بدلاً من الحديث عن المغرب العربي، والتفوّه بتصريحات عنصرية لليمين المتطرف".

مكافحة العنصرية

وتعمل الأمم المتحدة منذ تأسيسها على مكافحة العنصرية والتمييز على أساس اللون أو العرق أو الدين أو الجنس أو اللغة أو أي خصائص أخرى، وقد أطلقت الأمم المتحدة العديد من الحملات والمبادرات لمكافحة العنصرية والتمييز.

تعمل الأمم المتحدة أيضًا على تعزيز التعايش السلمي والتفاهم بين الشعوب والثقافات المختلفة، وتشجع على تبني قيم الاحترام والتسامح والتعايش السلمي بين الأفراد والمجتمعات.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أهمية التعليم باعتباره أقوى سلاح لمحاربة العنصرية وتجارة الرقيق، مشيرا إلى أن مشروع الاستعباد الشرير استمر لأكثر من 400 عام، وكان يمثل أكبر حركة هجرة قسرية في تاريخ البشرية.

وأشار إلى أن الخطاب العنصري الذي استخدم في الماضي لتبرير تجارة الرقيق غير الإنسانية، يتشابه مع ما يُستخدم في خطاب الكراهية الذي يعود للظهور من المنادين بتفوق العنصر الأبيض.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية