وسائل النقل السويسرية تستهدف الوصول للحياد الكربوني بحلول 2040
وسائل النقل السويسرية تستهدف الوصول للحياد الكربوني بحلول 2040
كشف اتحاد النقل العام السويسري، مؤخرا عن إستراتيجيته الجديدة للطاقة، التي تستهدف الوصول إلى صفر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في عام 2040، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وأوضح الاتحاد السويسري -في بيان أوردته صحيفة "أرك إنفو" السويسرية- أن الوصول إلى هذا الهدف يتطلب استخدام وسائل صديقة للبيئة فقط لتشغيل المركبات التابعة له على الطرق والسكك الحديدية وفي المياه.
وقال رئيس اتحاد النقل العام (UTP) ريناتو فاسياتي -خلال مؤتمر صحفي في برن- إن النقل العام يعد جزءًا من الحل لتلبية أهداف المناخ والطاقة في سويسرا، لافتا إلى أنها تولد بالفعل القليل من الانبعاثات وتتميز بكفاءة عالية في استخدام الطاقة.
وأكد أن القطاع يعتزم اتخاذ المزيد من الإجراءات في هذا الصدد، لافتا إلى أن الاتحاد لديه طموحات كبيرة ويسعى إلى زيادة كفاءة الطاقة بنسبة 30% بحلول عام 2050.
وقال فاسياتي إن اتحاد النقل العام السويسري وافق على استراتيجية جديدة للطاقة تشمل أربعة محاور رئيسية، بالإضافة إلى زيادة الكفاءة، تتضمن إنتاج شركات النقل العام المزيد من الطاقة من المصادر المتجددة وتسريع إزالة الكربون من قطاعها.
من جانبه، قال مدير اتحاد النقل العام السويسري أولي ستوكلبرجر: "إن وسائل النقل العام يمكن أن تنتشر دون انبعاث المزيد من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2040".
وبحسب بيان اتحاد النقل العام السويسري، يستهدف الاتحاد، نظرًا لأن النقل العام بالفعل أكثر ملاءمة للبيئة من النقل الفردي، تحسين حصته من وسائط حركة الركاب والشحن، ما من شأنه أن يضاعف التأثير؛ نظرًا لأن هذه الوسائط تغطي حاليا 24% من نقل الركاب و37%من نقل البضائع، ولكنها مسؤولة فقط عن 5.5% من استهلاك الطاقة في قطاع النقل.
وأشار البيان إلى أنه في مجال الملاحة، سيكون هدف الحياد الكربوني هو الأصعب للوصول إليه "في الوقت المناسب"، مضيفا أن هذا الأمر يشكل مصدر قلق لاتحاد النقل العام السويسري، موضحا أنه تم تغيير القوارب الأولى صغيرة الحجم إلى العمل بتكنولوجيا محايدة لثاني أكسيد الكربون، ولكن بالنسبة لسفن الخطوط الملاحية المنتظمة، فلا توجد حتى الآن تكنولوجيا مماثلة، إلى جانب أن بعض هذه السفن يزيد عمرها على 100 عام.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40 % في عدد الكوارث بحلول عام 2030.