تقرير أمريكي: روسيا الأكثر قمعاً للصحفيين.. والولايات المتحدة بالقائمة
في اليوم العالمي لحرية الصحافة..
قبل 3 عقود، أطلقت الأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة لزيادة الوعي بأهمية وسائل الإعلام المستقلة، وإقناع الحكومات باحترام تبادل المعلومات والبيانات والشفافية مع المواطنين، الذي يوافق اليوم 3 مايو.
وعلى الرغم من الاحتفاء باليوم العالمي لحرية الصحافة على مدار عقود، إلا أنَّه لا يزال الصحفيون معرضين للاعتداءات المستمرة، وحرية الصحافة تتآكل في جميع أنحاء العالم، وفق تقرير نشر عبر صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وأفاد التقرير بأن العام الماضي كان قاتمًا بشكل خاص، إذ قتل نحو 67 صحفيًا وإعلاميًا، وفقًا للجنة حماية الصحفيين، ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 50% تقريبًا على عدد القتلى في 2021، ولا يبدو الاتجاه خلال 2023 أفضل بكثير، حيث قتل 9 صحفيين على الأقل خلال العام الجاري.
فضلًا عن القتلى فقد تمّ سجن 570 صحفياً وإعلامياً، بينما يواجه الآخرون عددا لا يحصى من التهديدات الجسدية ومضايقات عبر الإنترنت، خاصة السيدات.
روسيا الأكثر عنفاً
تمّ اعتبار روسيا الجاني الفاضح، بشكل خاص، حيث شهد هذا العام القبض على مراسل صحيفة وول ستريت جورنال إيفان غيرشكوفيتش، فقد تمّ اتهامه بالتجسس الذي لا يزال حتى كتابة هذه السطور في سجن روسي، على الرغم من أن وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت بشكل لا يقبل النقد أن المراسل محتجز ظلماً، بناء على اتهام لا أساس لها، ويمكن القول إن الوصف الأكثر دقة لوضع المراسل هو إنه رهينة، إذ تهدف السلطات الروسية إلى ترهيب المراسلين والصحفيين.
فضلًا عن مراسل صحيفة "وول ستريت"، يوجد في السجون الروسية ما لا يقل عن 19 صحفيًا، وأغلبهم بسبب تغطيتهم للحرب، ومن بين هؤلاء ماريا بونومارينكو من موقع «RusNews» الإلكتروني، التي حُكم عليها في فبراير بالسجن 6 سنوات بتهمة نشر معلومات كاذبة عن الجيش الروسي.
الولايات المتحدة في القائمة
والمثير للسخرية هي أن الولايات المتحدة لا تزال في قائمة الدول الأكثر قمعًا للصحافة، فهي تحتل المرتبة رقم 42 في قمع حرية الصحافة وفق مؤشر “مراسلون بلا حدود”، حيث أشارت إلى أن المراسلين الأمريكيين يواجهون بشكل متزايد اعتداءات جسدية غير مبررة ومضايقات وترهيبا خلال عملهم الميداني.
هونج كونج الثانية في قمع الصحفيين
ووفق تقرير "واشنطن بوست" فإن هونج كونج جاءت في المرتبة الثانية، فهناك نحو 13 صحفيا في السجن، من بينهم جيمي لاي مؤسس وناشر صحيفة أبل ديلي، واحدة من أكثر الصحف الشعبية في المدينة، التي تم إغلاقها على خلفية الاتهامات الموجهة إلى مالكها، وحتى الصحفي نفسه لا يزال يواجه اتهامات وينتظر محاكمته التي تمّ تأجيلها لسبتمبر الماضي.
ويعود تاريخ اليوم العالمي لحرية الصحافة إلى مؤتمر عقدته اليونسكو في ويندهوك يوم 3 مايو عام 1991، ويأتي الاحتفال العالمي به لتذكير الحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، إلى جانب المناقشة حول قضايا أخلاقيات المهنة والدفاع عن وسائل الإعلام من الاعتداءات على استقلالها.