غريفيث يسعى للحصول على ضمانات من طرفي الصراع بالسودان لإيصال المساعدات
غريفيث يسعى للحصول على ضمانات من طرفي الصراع بالسودان لإيصال المساعدات
يسعى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، للاجتماع بطرفي النزاع في السودان، وفق ما أعلن الأربعاء، وذلك من أجل تأمين ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية بعد تعرض ست شاحنات محملة بالإمدادات الإنسانية للنهب.
وتضغط الأمم المتحدة على طرفي الصراع في السودان لتأمين ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية بعد تعرض ست شاحنات محملة بالإمدادات للنهب وتقويض ضربات جوية في الخرطوم لوقف إطلاق نار جديد وفق "فرانس برس".
وتابع غريفيث، في أعقاب زيارة لبورتسودان كانت تهدف للتخطيط لعملية إغاثة إنسانية واسعة النطاق، أن الاجتماع قد يتم في العاصمة السودانية الخرطوم أو أي مكان آخر.
وقال "من المهم بالنسبة لي أن نلتقي فعليا وجها لوجه لمناقشة هذا الأمر، لأننا نحتاج إلى أن تكون لحظة علنية وخاضعة للمساءلة".
كارثة إنسانية
وحذرت الأمم المتحدة من أن القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، الذي اندلع في 15 أبريل، يتسبب في كارثة إنسانية قد تمتد إلى بلدان أخرى، وأوردت الثلاثاء أن 550 شخصا لقوا مصرعهم فيما أصيب 4926 منذ بدء الصراع.
والأربعاء، تواصلت المعارك، حيث سُمع دوي ضربات جوية في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين، على الرغم من اتفاق الجانبين على تمديد سلسلة من فترات الهدنة الهشة التي يجري تجديدها لسبعة أيام أخرى بدءا من اليوم الخميس.
وفي الخرطوم، لا يزال الملايين يحاولون الاحتماء من حرب مفتوحة بين جيش يستخدم الضربات الجوية والمدفعية الثقيلة وقوات الدعم السريع المنتشرة في الأحياء السكنية.
ومعظم المستشفيات خارج الخدمة والعديد من المناطق تُركت بدون كهرباء ومياه مع تضاؤل إمدادات الغذاء والوقود.
ومع ضغط الوسطاء الدوليين لإجراء محادثات سلام، قال الجيش السوداني إنه سيرسل مبعوثا للمحادثات مع قادة جنوب السودان وكينيا وجيبوتي.
توقف المساعدات
وتوقفت عمليات تسليم المساعدات في السودان الذي يعتمد نحو ثلث سكانه بالفعل على المساعدات الإنسانية.
وأكد غريفيث أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أبلغه بأن ست شاحنات كانت متجهة إلى دارفور نُهبت في الطريق على الرغم من تأكيدات على ضمان السلامة والأمن.
وتابع قائلا، وفق المصدر نفسه، إنه تحدث عبر الهاتف إلى قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي الأربعاء، ليخبرهما أن هناك حاجة إلى ممرات مساعدات وعمليات نقل جوي محددة.
وتابع "نحن الآن واضحون للغاية في متطلباتنا العملياتية في ما يتعلق بما نحتاج إليه من التزامات منهم".
الأمم المتحدة تضغط
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مؤتمر صحفي في نيروبي إنه يتعين على المجتمع الدولي بأسره أن يوضح للبرهان ودقلو أن الوضع غير مقبول.
وأضاف أنه يتعين الضغط على الزعيمين للاتفاق على وقف إطلاق نار وإجراء حوار سياسي والانتقال إلى حكومة مدنية.
وقال دفع الله الحاج، مبعوث البرهان، في مؤتمر صحفي في القاهرة إن الجيش وافق على إجراء محادثات، لكن لن تكون هناك مناقشات وجها لوجه مع قوات الدعم السريع وسيتم التواصل من خلال وسطاء.
وأوردت جنوب السودان أن الجانبين وافقا على وقف إطلاق النار وإرسال ممثلين لهما للمحادثات. وفي تغريدة الأربعاء قال حميدتي "نؤكد التزامنا التام بفتح وحماية الممرات الإنسانية".
وفي وقت لاحق نشرت قوات الدعم السريع بيانا على موقع فيس بوك ذكرت فيه أن قواتها "ما زالت تسيطر على 90 بالمئة (من) مدن الخرطوم الثلاث وتؤكد التزامها الكامل بالهدنة الإنسانية المعلنة".
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 100 ألف شخص فروا من السودان إلى بلدان مجاورة دون طعام أو ماء يذكران.
وامتد الصراع إلى دارفور حيث نشأت قوات الدعم السريع من ميليشيات قبلية حاربت جنبا إلى جنب مع القوات الحكومية للقضاء على متمردين في حرب تعود لعشرين عاما مضت.
ونفذ الجيش وقوات الدعم السريع انقلابا قبل عامين وتقاسما السلطة في إطار اتفاق مرحلة انتقالية مدعوم دوليا تمهيدا لإجراء انتخابات حرة وتشكيل حكومة مدنية.