كارثة في دارفور.. نقص الغذاء وانتشار الأمراض يهددان حياة آلاف الأطفال

كارثة في دارفور.. نقص الغذاء وانتشار الأمراض يهددان حياة آلاف الأطفال
وضع كارثي في دارفور - أرشيف

سجل إقليم دارفور ارتفاعًا مقلقًا في حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال منذ بداية العام الجاري وحتى مايو الماضي، حيث ارتفع العدد بنسبة 46 % مقارنة بالفترة نفسها عام 2024، بحسب ما ذكرت "اليونيسف"، اليوم السبت. 

وفي شمال دارفور وحدها نُقل أكثر من 40 ألف طفل لتلقي العلاج خلال أول خمسة أشهر من العام، وهو مؤشر خطِر يعكس تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.

وحذرت اليونيسف من أن 9 من أصل 13 منطقة في دارفور تجاوزت مستويات الطوارئ لسوء التغذية، حسب منظمة الصحة العالمية، ما يدل على اقتراب خطر المجاعة في هذه البقعة التي تشهد تصاعدًا حادًا لنسب الجوع.

انهيار صحي في دارفور

تفشى وباء الكوليرا، ليُضاعف مأساة السكان الضعفاء في ظل انهيار شبه تام للخدمات الصحية، فحسب منظمة الصحة العالمية، فقد قضى أكثر من 1,854 شخصًا في 13 ولاية بالسودان نتيجة المرض، مع بدء ارتفاعه صوب مناطق لاجئي دارفور في تشاد المجاورة، بسبب تردي شبكات المياه والصرف الصحي، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز".

كما تم تأكيد وجود الإصابات في ختام يونيو، وسط خشية من امتداد الكارثة إلى المخيمات الحدودية والتي تفتقر لأبسط معايير النظافة .

ووصفّت الأمم المتحدة الأزمة الحالية في السودان بأنها "أسوأ أزمة إنسانية في تاريخ السودان الحديث"، وسط تقديرات بأن نصف سكان السودان -أي نحو 25 مليون شخص- يعانون جوعًا حادًا.

ويعاني أكثر من 13.6 مليون طفل بحاجة إلى رعاية إنسانية عاجلة، في حين تعرضت الخدمات الأساسية وعدد كبير من المرافق الصحية للتدمير بفعل الحرب المستمرة منذ أبريل 2023.

نقص التمويل يهدد الإغاثة

رغم تخصيص الأمم المتحدة 5 ملايين دولار لمكافحة الكوليرا، حذر منسق الإغاثة توم فليتشر من أن العمليات بحاجة إلى 50 مليون دولار إضافية لضمان توفير الإمدادات الضرورية حتى نهاية العام.

وأعلنت اليونيسف عن حاجتها إلى 200 مليون دولار لتمويل خطتها لمواجهة سوء التغذية، مؤكدة أهمية دعم سلاسل التوزيع الطبي والغذائي الأساسية.

وحمّل الأمين العام للأمم المتحدة ومعه شركاء دوليون المنظمات والجهات الفاعلة مسؤولية السماح الفوري بإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، وذلك في ظل تأكيد یونيسف وWFP وWHO أن القتال والحواجز الأمنية تحول دون الوصول إلى المحتاجين في المناطق النائية.

وطالبت منظمات الإغاثة بتفعيل "الممرات الإنسانية" ووقف إطلاق النار المؤقت في مناطق منازلة الأوبئة، بما يسمح بعلاج واسع للمرضى وتوزيع الغذاء.

السباق من أجل النجاة

الأزمة في دارفور ليست فقط نقصًا في الغذاء أو انتشارًا للأمراض، بل تهديدٌ مباشر لبقاء جيل كامل من الأطفال، وكانت سرعة الاستجابة، وتوفير التمويل المطلوب، وضمان وصوله إلى المناطق المتضررة، عوامل حاسمة بين مصير آلاف الأرواح ومحاصرتها في ظل معارك طاحنة.

وتبقى الكرة الآن في مرمى المجتمع الدولي، الذي يملك مفاتيح الحسم أمام كارثة إنسانية تهدد ملايين السودانيين في قلب القارة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية