سوريا.. تحذيرات من تداعيات إغلاق معبري سيمالكا والوليد مع إقليم كردستان العراق

سوريا.. تحذيرات من تداعيات إغلاق معبري سيمالكا والوليد مع إقليم كردستان العراق

حذر نشطاء حقوقيون وتجار سوريون من تداعيات ومخاطر إغلاق معبري سيمالكا والوليد ضمن مناطق الإدارة الذاتية مع إقليم كردستان العراق فيما يخص التبادل التجاري وإيصال الأدوية ومعالجة المرضى، وخاصة مرضى السرطان.

يأتي ذلك بعدما أعلنت مؤخراً حكومة إقليم كردستان العراق إغلاق المعبرين دون سابق إنذار، الأمر الذي أثار موجة من الردود الرافضة من المواطنين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

يقول (خ.م) صاحب إحدى شركات الشحن من وإلى مناطق شمال شرقي سوريا من معبر سيمالكا: في البداية نريد بأسرع وقت أن يعاد افتتاح المعبر لأن إغلاقه سيزيد خسائرنا يوماً بعد آخر، لدينا العشرات من الموظفين على انتشار مناطق شمال وشرق سوريا ويتلقون رواتب ونحن مجبورون على دفعها وإغلاق المعبر يزيد من خسائرنا فهو شريان رئيسي لعملنا، فإغلاق المعبر سيؤثر بكل تأكيد على المنطقة، فهذا المعبر تدخل منه المواد الزراعية والصناعية والتجارية.

أما الناشط الحقوقي (خ.ج)، فيقول: ما يخص إغلاق المعابر المحاذية لمناطق الإدارة الذاتية فهذا فعل لا يكمن في خانة الأفعال الإنسانية، وهو انتهاك آخر بحق السكان المدنيين.

وأضاف: مناطق الإدارة الذاتية تعاني من الحصار، ونتمنى من حكومة إقليم كردستان النظر لهذا الموضوع من عين إنسانية، ووضع كل ما يخدم القضية الكردية بعين الاعتبار، ومعبر سيمالكا هو معبر إنساني في الدرجة الأولى ولا يجب أن تكون هناك تداعيات سياسية تؤثر سلباً على حركة المعبر.

وناشد الناشط الحقوقي المجتمع الدولي بفتح ممرات إنسانية من أجل أن يكون هناك إمداد للمنطقة ووصول المواد الغذائية ضمن منطقة يعيش فيها أكثر من 5 ملايين نسمة، ويجب على الأمم المتحدة القيام بواجباتها الإنسانية والأخلاقية.

وبدوره يقول المحامي ومسؤول العلاقات العامة في لجنة مهجري “سري كانيه” (ج.ع): في ظل انهيار قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي والحصار المفروض على مناطق شمال وشرق سوريا، وتزامناً مع إغلاق معبري سيمالكا والوليد فهذا سيؤثر سلباً على الأحوال المعيشية والخدمية والاقتصادية والصحية ولا سيما للمهجرين في المنطقة، باعتبارهم يقطنون في مخيمات تفتقر لمقومات الحياة في ظل تقاعس بعض المنظمات الدولية في تقديم المساعدات للمهجرين من رأس العين وتل أبيض وعفرين.

مضيفاً، نطالب الجهات التي اتخذت هذا القرار بإعادة النظر فيه والتفكير بمصلحة الشعب، ولا نرى أي سبب مقنع بربط الأمور الإنسانية بالأمور السياسية، ونطالب بإعادة افتتاح المعابر بأقرب وقت كونها تعد الشريان الرئيسي لتمويل المنطقة بالمواد الغذائية والصحية والخدمية.

وأكد أن القرار سيكون له تأثير سلبي جداً، وعلى المجتمع الدولي التدخل فوراً.

يعتبر معبرا سيمالكا والوليد من المعابر الواصلة بين مناطق شمال وشرقي سوريا وإقليم كردستان العراق، ويعتبران من المعابر الإنسانية والتجارية الهامة والوحيدة، ومعبر سيمالكا المنفذ الوحيد بين الإقليم ومناطق نفوذ الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا، فيما يخص التبادل التجاري وإيصال الأدوية ومعالجة المرضى، وخاصة مرضى السرطان، فضلاً عن حركة سفر المواطنين إلى العالم الخارجي.

ويعتبر إغلاق المعبر (سيمالكا) ليس الأول من نوعه، حيث جرى إغلاقه خلال الفترات السابقة من العام الماضي، ما انعكس سلباً على الواقع الاقتصادي والمعيشي والصحي على مناطق الإدارة الذاتية.

ويستخدم المعبر في نقل الحالات المرضية المستعصية ويسهل عملية الحركة التجارية بين المنطقتين، ويسهل حركة الزيارات ولا سيما القادمين من الخارج.. وينذر إغلاقه بحدوث أزمة اقتصادية خانقة، تزامناً مع انهيار قيمة الليرة السورية مقابل ارتفاع صرف سعر الدولار الأمريكي.

نزاع دامٍ

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.

ودمرت البنية التحتية والقطاعات المنتجة في البلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.

وبات غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر ويعاني 12,4 مليون شخص منهم من انعدام الأمن الغذائي ومن ظروف معيشية قاسية، في ظل اقتصاد منهك.

ولم تسفر الجهود الدبلوماسية عن التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية