الجفاف وحرب أوكرانيا يتسببان في ارتفاع أسعار الغذاء 115% بالأرجنتين

الجفاف وحرب أوكرانيا يتسببان في ارتفاع أسعار الغذاء 115% بالأرجنتين

شهدت الأرجنتين ارتفاعا آخر في معدل التضخم الذي سجل زيادة 8.4% في إبريل فقط، ليصل إلى 108.8% وهو أعلى معدل له منذ 30 عاما، لتصبح هذه المشكلة الرئيسية التي تواجه البلاد قبل الانتخابات والتي سيكون لها تأثير واضح على النتائج.

وكشفت وكالة الإحصاءات الحكومية أن تضخم أسعار المواد الغذائية في الأشهر الـ12 المنتهية في إبريل بلغ 115%، وهو الرقم الثاني بعد لبنان بنسبة 352%، ودفع واحدًا من كل 4 أشخاص إلى هوة الفقر، وفق صحيفة "إنفوباي" الأرجنتينية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجفاف والحرب في أوكرانيا أبرز أسباب ارتفاع أسعار المواد الغذائية على وجه الخصوص، لافتة إلى أن ارتفاع الأسعار في إبريل تجاوز جميع توقعات المحللين وأثار مخاوف المستهلكين الذين يضطرون بشكل متزايد إلى تقليص النفقات، وارتفعت أسعار سلة الأسرة أكثر من الضعف في العام الماضي.

في بلد عانى لعقود من التضخم المرتفع والديون الدورية وأزمات العملة المختلفة، تراكم الارتفاع في مؤشر أسعار المستهلكين 3 أشهر متتالية مع ضعف الأسعار في المتوسط ​​قبل عام، إذ كان التباين الشهري 8.4%.

جفاف تاريخي

وتفاقم هذا الوضع الاقتصادي الهش بسبب الجفاف التاريخي الذي تشهده البلاد منذ العام الماضي، حيث إن تلك الظاهرة أثرت على صادرات فول الصويا والذرة والقمح واستنزفت احتياطيات النقد الأجنبي وأعاقت قدرة الحكومة على مكافحة ضعف العملة.

يعتقد البنك المركزي لثالث أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية أن التضخم في بقية العام سيصل إلى 126.4% سنويًا، وهو وضع غير مرغوب فيه للرئيس ألبرتو فرنانديز، الذي ينهي ولايته في نهاية هذا العام.

على الرغم من أن التضخم كان مشكلة في جميع أنحاء العالم، وتفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا، فإن الأرجنتين تحتل المرتبة الثانية في تصنيف البنك الدولي للبلدان التي لديها أعلى معدل تضخم في أسعار المواد الغذائية.

ولا يقتصر البلاء الاقتصادي في الأرجنتين على التضخم المرتفع في البلاد، حيث فقدت عملتها أيضا قيمتها مقابل الدولار الأمريكي، الذي كسر أعلى مستوياته على الإطلاق عدة مرات هذا العام.

أزمة اقتصادية عالمية

يأتي ذلك فيما تسببت تداعيات الجفاف وموجات الحر والوباء والحرب الروسية الأوكرانية في خلق أزمات اقتصادية عالمية في كل القطاعات وعلى رأسها الطاقة، وامتد ارتفاع تكلفة الطاقة وغلاء المعيشة والتضخم إلى كل ركن من أركان كوكب الأرض تقريبا.

ووضع قرار روسيا وقف ضخ الغاز إلى أجل غير مسمى، أوروبا أمام معضلة غير مسبوقة، ويُتوقع ارتفاع قيمة فواتير الطاقة في أوروبا بمقدار تريليوني يورو (نحو تريليونين و62 مليارا و740 مليون دولار) بحلول أوائل العام المقبل 2023.

أزمة غذاء

وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية -إلى جانب تفشي جائحة كورونا منذ بداية عام 2020- في أزمة غذاء كبيرة في مختلف دول العالم، وتتبادل روسيا والدول الغربية الاتهامات بالمسؤولية عن ارتفاع الأسعار وأزمة الغذاء، التي يعاني منها العالم حاليا بسبب الحرب، وتعطل سلاسل الإمداد والتوريد.

وتعد أوكرانيا وروسيا مشاركين أساسيين في إنتاج الغذاء العالمي، حيث تمثلان 53% من التجارة العالمية في زيت عباد الشمس والبذور، و27% في القمح، وفقًا للأمم المتحدة.


 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية