عيد بلا فرحة في غزة.. أطفال جياع وأحلام مهدّمة تحت أنقاض البيوت

عيد بلا فرحة في غزة.. أطفال جياع وأحلام مهدّمة تحت أنقاض البيوت
فلسطيني يجلس على أنقاض منزله

تغيب مظاهر عيد الأضحى عن قطاع غزة هذا العام، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من 7 أشهر، مدعومة من الولايات المتحدة، ما أسفر عن كارثة إنسانية غير مسبوقة.

ومع اقتراب العيد يوم الجمعة المقبل، تحولت شوارع المدن الغزية إلى مخيمات نزوح مكتظة، وسط دمار واسع للبنية التحتية وتكدّس النفايات، وانعدام أبسط مقومات الحياة من غذاء وماء ودواء وفق وكالة أنباء الأناضول.

أطفال بلا فرحة ولا طعام

بحسب وكالة الأونروا، سقط نحو 50 ألف طفل فلسطيني بين شهيد وجريح منذ 7 أكتوبر 2023، بينما تؤكد وزارة الصحة أن 60 طفلًا على الأقل قضوا بسبب الجوع وسوء التغذية، وسط حصار إسرائيلي مشدد يمنع دخول المساعدات.

تقول نهاد أبو عمشة، نازحة من جباليا وأم لسبعة أطفال: "العيد فرحة، لكن أي فرحة؟ الحرب سرقت ضحكة الأطفال. لا نملك -حتى- حذاءً لأقدامهم، ولا رغيف خبز".

وفي حديث مماثل، قال المسنّ عادل شامية (79 عامًا): "لم أشهد في حياتي وضعًا أسوأ. لا طعام، لا ماء، لا أضاحي. حتى كيلوجرام الطحين تجاوز 80 شيكلًا (23 دولارًا)".

غزة من زينة العيد إلى ركام الصواريخ

اعتادت غزة أن تلبس حلتها العيدية، من الزينة على جدران الأحياء، إلى روائح الأضاحي والحلويات، والأسواق المكتظة بالأطفال، أما اليوم، فالجدران انهارت، والمحال أُغلقت، والأسواق صارت مناطق أشباح يسكنها الجوع واليأس.

وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أن الجيش الإسرائيلي يستخدم التجويع كسلاح حرب، في ظل إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، ما يُمهّد، بحسب خبراء، إلى التهجير القسري الجماعي.

المقرّر الأممي الخاص مايكل فخري حذّر من أن غزة تعيش أخطر مراحل المجاعة عالميًا، واصفًا ما يحدث بأنه "إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية ستؤثر لعدة أجيال".

 مليونا نازح وخيام لا تقي حرًّا ولا بردًا

ما يزيد عن مليوني فلسطيني نزحوا قسرًا من منازلهم المدمرة، ويقيمون في خيام بلا كهرباء ولا ماء، تتفشى فيها الأمراض وسوء التغذية.

تقول الحاجة عايشة أبو صلاح (72 عامًا): "كنا نذبح الأضاحي ونفرّح الأطفال، أما اليوم فلا أجد حتى طبق حساء آكله... أمنيتي الوحيدة أن أعود إلى بيتي، ولو على ترابه".

عيد من الدم والدمار

تستقبل غزة عيدها تحت القصف، والحرائق، والمجازر، في مشهد يقول عنه الفلسطينيون إنه "نكبة جديدة"، يُضاف إلى سلسلة النكبات منذ النكسة والنكبة والانتفاضات.

ورغم نداءات الأمم المتحدة، وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب، فإن العدوان الإسرائيلي لا يزال مستمرًا، مخلفًا حتى الآن أكثر من 178 ألف شهيد وجريح، وأكثر من 11 ألف مفقود، وآلاف الأطفال الجوعى الذين ينتظرون وجبة لن تأتي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية