المتهم الذكي "1-3" الذكاء الاصطناعي يهدد ملايين الوظائف عالميًا وعلى البشرية تطوير ذاتها
المتهم الذكي "1-3" الذكاء الاصطناعي يهدد ملايين الوظائف عالميًا وعلى البشرية تطوير ذاتها
نكشف تفاصيل استبدال شركة "فودافون" موظفيها بالذكاء الاصطناعي دون إعلامهم
«جسور بوست» تدشن مجموعة على فيسبوك لاستطلاع آراء العرب عن مستقبل وظائفهم
بالاستعانة بمبرمجين.. نجري تجربة عملية نطبق من خلالها بعض برامج الذكاء الاصطناعي التي قد تستخدم في الاحتيال والسرقة
توقع باختفاء 14 مليون وظيفة حول العالم خلال السنوات المقبلة
تقارير..الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل ما يعادل 300 مليون وظيفة بدوام كامل قريباً
يصف ماركيز الذاهبين إلى العمل بقوله "وجوههم تعيسة كأنهم سيعدمون في الغد"، وربما ذلك لأجور منخفضة مقابل أعمال شاقة، لكن بماذا كان سيصف ماركيز المعرضين لخسارة وظائفهم بالأساس في وقت استثنائي أصيب فيه جسد البشرية بـ"كوفيد-19"، وجيبوهم بآثار حرب عانى منها الأفراد والحكومات؟
ربما هي مرحلة يعيش فيها خالياً من الحياة ذاتها، فشعور الإنسان بخسارة وظيفته، يشبه تماماً خسرانه قدميه، هو فقدها ولكنه ما زال يشعر بألم البتر كما لو كان حَادِثاً للتو.
تخوفات مشروعة، أثارها تقرير صدر مؤخراً عن “جولد مان ساكس”، وهي مؤسسة مالية عالمية رائدة تقدم مجموعة واسعة من الخدمات المالية لقاعدة عملاء كبيرة ومتنوعة تشمل الشركات والمؤسسات المالية والحكومات والأفراد، تشير أرقامها إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل ما يعادل 300 مليون وظيفة بدوام كامل خلال الفترة المقبلة.
ويشير الواقع إلى تسريح آلاف بالفعل واستبدالهم بالذكاء الاصطناعي، فيما ينتظر الباقون كثمرة آيلة للسقوط تخاف حتى من مرور العصافير، تُحدق يومياً في بيانات المؤسسات الكبرى لتفهم بوصلة الحجر.
والأكبر أن المتوقع هو اختفاء 14 مليون وظيفة حول العالم، تفصيلاً سيشهد سوق العمل العالمي اضطرابات هائلة خلال السنوات الخمس المقبلة، مع زيادة اعتماد الشركات على أدوات التكنولوجيات مثل الذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير نشره منتدى الاقتصاد العالمي مستندا إلى استطلاعات أجرتها لأكثر من 800 شركة، ومنظمة المنتدى الاقتصادي العالمي هي منظمة تستضيف تجمعاً للقادة العالميين في دافوس/سويسرا، كل عام.
وتوقع أرباب العمل إنشاء 69 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2027 والقضاء على 83 مليون وظيفة، وسيؤدي ذلك إلى فقدان صافٍ لـ14 مليون وظيفة، ما يعادل 2% من الوظائف الحالية.
المخاوف من فقدان الوظائف واستبدال الإنسان بالذكاء الاصطناعي ليست جديدة، فمنذ قرنين، لم يكن الناس يتحدثون في بريطانيا عن "الثورة الصناعية" وما يمكنها إحداثه من نهضة، بل عن "قضية الآلات"، وكان أول من طرح القضية الاقتصادي ديفيد ريكاردو سنة 1821، متحدثاً عن"أثر المكننة في مصالح طبقات المجتمع المختلفة، والرأي السائر في طبقة العمال، والقائل إن استخدام الآلات غالباً ما يكون ضاراً بمصالحهم".
وكتب توماس كارلايل سنة 1839، مندِّداً "بشيطان المكننة" الذي كان سبب "صرف كثير من العمال".
اليوم، تعود قضية الآلات لتثار في ثوب جديد، يتجادل بسببها خبراء التكنولوجيا والاقتصاد، عن آثار ثورة الذكاء الاصطناعي وتمكّنه من أداء مهام لم يكن يستطيع القيام بها من قبل سوى البشر.
فلم يخشَ الموظفون الذكاء الاصطناعي، وما تأثيره على الوظائف على المستويين العربي والعالمي؟ أهو نهضة وتطور أم استبدال؟ وموقف الشركات الكبرى من الفانوس السحري هذا، وحماية الموظفين كيف وعلى من، وهل تفعلها البشرية وتستطيع الاندماج وتتفادى مخاطره؟
"جسور بوست" تقصت الأمر، وشاركت رجل الشارع في التحقيق مستطلعة رأيه، كذلك دشنت "جروب" على موقع “فيسبوك” لاستخدامه في استطلاعات رأي الجماهير العربية عن ثورة الذكاء الاصطناعي وتأثيره على وظائفهم ومدى قبوله لديهم، كذلك استعانت بمبرمجين يوضحون عملياً مخاطر الذكاء الاصطناعي من خلال تطبيقاته المختلفة.
واستطاعت "جسور بوست"، كشف إخفاء شركة فودافون السبب الحقيقي لتسريح 11 ألف موظف على مستوى العالم، وهو اعتمادهم على الذكاء الاصطناعي في بعض أعمالهم.
أيضاً تم عمل لقاءات صحفية مع متضررين تم الاستغناء عنهم في شركات عالمية لصالح الذكاء الاصطناعي، وآخرين دشنوا شركات خاصة لأنفسهم تعمل من خلال "البشر والروبوت" معاً ونجحوا في الوصول إلى السوق الدولي، إلى جانب آراء الخبراء الدوليين العرب ورؤيتهم للأمر ووضع حلول للتكيف مع الذكاء الاصطناعي، والجانب التشريعي والأخلاقي.
الشارع VS الذكاء الاصطناعي
كبداية، كانت الانطلاقة الأولى من الشارع المصري، وفي استطلاع ميداني سألنا فيه بعض الموظفين بـ"مول مصر" الواقع بمدينة السادس من أكتوبر، وآخرين بمناطق متفرقة، عن مدى معرفة الناس بالذكاء الاصطناعي وتأثيره على وظائفهم، وماذا لو أصبح زميل العمل روبوتاً؟
وكانت المفاجأة، وجود فجوة كبيرة بين البسطاء، وبين معرفة الذكاء الاصطناعي، مما يُنذر بمشاكل محتملة قادمة حال التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي.
بدهشة قال عمرو متولي (35 سنة) يعمل بالمبيعات، من مدينة فيصل-الجيزة: “تعرفت على الذكاء الاصطناعي من خلال متابعتي لـ(السوشيال ميديا)، وأغنية جديدة للمغنية المصرية (أم كلثوم)، أنتجت من خلال الذكاء الاصطناعي، وكان هناك جدل حولها وما يمكن أن يسببه ذلك التطبيق من مخاطر كالسرقة والاحتيال والاستبدال الوظيفي”.
وتابع: “لن يستطيع أداء مهام الحياة بنفس جودة الإنسان، ولذا هذا الأمر لا يشغلني كثيراً”، وعند سؤاله: ماذا لو أصبحت ووجدت زميلك “روبوتا؟ أجاب بسخرية: ”هشد الفيشة علشان ميعملش مبيعات أكتر مني"، ربما كان هناك تعاون بين الإنسان والآلة، وفي مجالي أعمل على تطوير أدواتي من حيث اللغة ودراسة المبيعات أكثر، ولا أظن أن الذكاء الاصطناعي سيكون لديه شعور يستخدمه في التعامل مع العملاء.
وعن مصطلح الذكاء الاصطناعي أجاب بدهشة طه مصطفى (عامل): "إيه هو الذكاء الاصطناعي، مش عارف إيه هو"، وعند شرح مبسط لمفهومه رد بصدمة: "يعني هيكون فيه إنسان آلي، دي حاجات أول مرة أسمعها بصراحة، بس هتعامل معاه عادي وهحترمه هتبقى مفاجأة فقط، حاجة غريبة أول مرة هنشوفها، ممكن نشوفها في التلفزيون لكن في الحقيقة لأ".
وبالدهشة نفسها استقبل محمد أحمد رمضان الأمر، متسائلاً "إيه هو الذكاء الاصطناعي دا"؟.
وتحدث مجدي طلعت، (محاسب) قائلاً:" لا أعترف بالذكاء الاصطناعي، ربما استطاعت العمل في أماكن أخرى غير الأسواق، ولن يستطيع أحد برمجة الروبوت على أسعار السوق نحن لا نستطيع برمجة الإنسان على ذلك فكيف نفعلها مع الآلة، كل زبون لا يأخذ بنفس السعر الذي أبيع للآخر به، وأخي أولى بالشغلانة".
فيما قال عبدالوهاب شكري صاحب عمل “شركة تجارية صغيرة”: "منعرفش الكلام دا، لن يحدث هذا الكلام في مصر، العمالة لدينا كثيرة ولا يجدون وظائف، عقله صغيراً صنع بشر، أما الإنسان فصنع الله الذي فضله على العالمين، ما الذي قد يفعله الروبوت ولن يفعله الإنسان، لدينا محامون ومهندسون ومحاسبون لا يجدون عملاً، هنجيب روبوت ونشغله".
في استطلاعات الرأي.. العرب حذرون
لم يكن استطلاع الشارع كافياً، ولم نجد بيانات ودراسات خاصة بالشرق الأوسط كافية لفهم ما يواجهه المواطن العربي بسبب الذكاء الاصطناعي وأثره على مستقبل التوظيف وموقفه منه وهل هناك فجوة بين الرجل العربي وبين معرفة الذكاء الاصطناعي، فكان من الواجب إلقاء الضوء على معرفة هذا المواطن به وبكل تطبيقاته ومدى إدراكه لوظائفه وتداخلاته الحياتية وتأثيراته السلبي منها والإيجابي.
وللوقوف على ما سبق، قمنا بتدشين "جروب" على الموقع الشهير "فيسبوك"، تحت مسمى" ثورة الذكاء الاصطناعي"، انضم إليه أفراد من مختلف البلدان العربية (مصر، لبنان، تونس، موريتانيا، اليمن، الإمارات، السعودية) “وآخرون عرب يقيمون بدول أجنبية مثل ”ألمانيا، أمريكا، والصين".
على تنوعه كانت الاختلافات، بين من يعرفون تطبيقات الذكاء الاصطناعي جيداً ويستخدمونه في أعمالهم، وبين من لا يدرك ما الذي يعنيه مصطلح "الذكاء الاصطناعي" أصلاً، ولكن كان العامل المشترك بين الجميع هو القلق منه والاهتمام بالحديث عنه.
سارعت جيهان عفيفي بالسؤال عن ماهيته وآثاره، فيما اهتم كثير من أعضاء “الجروب” بنشر تدوينات تعليمية وتوعوية بمخاطر الذكاء الاصطناعي وفوائده وطرق عمله وكيفية الاستفادة منه.
كان منهم الأستاذ الجامعي محمد حسني الذي اهتم بتجارب الدول كالصين واستخدامها الذكاء الصناعي في تطور الصناعة لديها، بينما اهتم المهندس أحمد بيومي بالجانب التعليمي القائم على تعريف الأعضاء بتطبيقات الذكاء الاصطناعي المختلفة واختصاصاتها والمحدث منها والمدمج منها مع غيرها كمحرك البحث "جوجل"، فيما قام المهندس عمرو محمد العطار بالبحث بكل ما يخص عملية التوظيف من أحدث الأبحاث المحلية والدولية وبيانات خاصة بعملية التوظيف.
وبعد أسبوعين من المرحلة السابقة، أُجري استطلاع رأي حتى كتابة تلك الكلمات تفاعل معه 1200، وصوت 160، وجاء السؤال كالتالي: "بعد اطلاعك على مخاطر وفوائد استخدام الذكاء الاصطناعي، هل تراه:
- تطوراً حتمياً وأداة مفيدة يجب التعامل معها بحذر
- سيؤثر اقتصادياً واجتماعياً سلباً على البشر ويجب الابتعاد عنه
- لن يكون له تأثير في الدول النامية
- سيستمر في التطور شئنا أم أبينا وعلينا السعي لمواكبته
وحصل الخيار الأول على نسبة 57% من الأصوات، بينما حصل الثاني على 2%، وحصل الثالث على 3%، وأخيراً حصل الرابع على نسبة 32%.
وعليه كان التصويت للتعامل الحذر مع الذكاء الاصطناعي.
وبعد عشرة أيام كان أعضاء مجموعة "ثورة الذكاء الاصطناعي"، يقفون على أرض ثابتة- نسبياً من معرفة الذكاء الاصطناعي وتأثيراته خاصة على عملية التوظيف، فقمنا بعمل استطلاع رأي آخر تفاعل معه قرابة 500، وصوّت 60، وكان السؤال:
1-هل سيشكل الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بعملية التوظيف، عبئاً على الأفراد والدول لا يمكن تعويضه؟
2-هل سيستطيع الأفراد والحكومات خلق فرص جديدة ومن ثم الانتعاش والتكيف والتعويض؟
وكان التصويت الأعلى لصالح السؤال الثاني بنسبة 75%، بينما صوّت آخرون بنسبة 25 على السؤال الأول.
مما سبق يتضح أن المواطن لا يرفض التعامل والاندماج مع الذكاء الاصطناعي ولكن بحذر، كما أن نظرته للأمور إيجابية ويرى في نفسه أهلاً لخلق وظائف وفرصاً جديدة، ويثق في حماية الحكومات له.
والسؤال: هل تحترم الشركات الكبرى الموظفين لديها وتعاملهم بوضوح وعدل، وهل تحمي الحكومات شعوبها إذا ما حدث تجاوز؟
لماذا لم تكن “فودافون” صريحة مع عملائها كما فعلت "IBM"؟
مفارقة بين وضوح شركة "IBM" في إعلانها السبب الحقيقي لقرار تسريح بعض موظفيها، وما فعلته "Vodafone" حينما أرادت فعل المثل.
فما الذي فعلته كلٌ منهما؟
كشف الرئيس التنفيذي لشركة "آي بي أم" الأمريكية العملاقة للتكنولوجيا أنه يتطلع إلى تقليص القوة العاملة في القطاع الإداري لشركته بنحو الثلث، لأن هذه الوظائف باتت فائضة عن الحاجة، بسبب تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقال آرفيند كريشنا، في مقابلة مع "بلومبرغ"، إن شركته ستصدر قرارا بوقف مؤقت للتوظيف في المكاتب الخلفية، مشيرا إلى أنه من المحتمل الاستغناء عن 7800 وظيفة على مدى سنوات عدة.
وماذا عن "فودافون"؟
هنا تكشف "جسور بوست" من خلال تتبع أخبار نشرتها كبرى الصحف العالمية وبيانات رسمية لشركة "فودافون"، على مدار ثلاث سنوات، تعمد الشركة إعلان أسباب غير حقيقية لقرار تسريحها 11 ألف موظف، وكان السبب "غير المعلن" من وراء عملية التسريح هو استبدالهم بـ"الأتمتة" و"الذكاء الاصطناعي".
والشركات التي لديها خطط للتسريح كثيرة، ووقع الاختيار على شركة فودافون للتتبع، على اعتبار أنها آخر شركة قامت بالإعلان عن تسريح موظفين، وفودافون هي إحدى الشركات متعددة الجنسيات الرائدة في مجال الاتصالات التي لديها أكثر من 600 مليون عميل على مستوى العالم.
وأعلنت فودافون الثلاثاء الموافق 16 من مايو لهذا العام 2023 أنها ستقوم بتسريح 11000 موظف من العاملين لديها خلال الثلاث سنوات المقبلة، وبررت الشركة السبب على لسان الرئيس التنفيذي لها مارجريتا بيلا فيل قائلة: “سنعمل على تبسيط منظمتنا، والتخلص من التعقيد لاستعادة قدرتنا التنافسية”.
ويؤخذ في الاعتبار أن مارجريتا بيلا كانت تعمل في السابق كرئيس للإدارة المالية لشركة فودافون قبل أن تنتقل مؤخراً بالشهر الماضي إلى منصب الرئيس التنفيذي للشركة.
التصريحات تناولتها كبرى الصحف العالمية بالنشر مثل "الغارديان، فوربس، سي إن إن بيزنس".
ولكن هل ستسرح فودافون 11 ألف موظف من أجل ما أعلنته من أسباب؟
للوصول إلى إجابة، قمنا بالبحث عمّا قامت به فودافون في مجال تطوير البنية الرقمية الداخلية لتحقيق هذا التبسيط المعلن عنه، فوجدنا أنها تعاونت مع شركة “أي بي أم” الرائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي في أتمتة أنظمة خدمة العملاء لديها، بحسب مدونة نشرتها “أي بي أم” على موقعها الرسمي في 22 من نوفمبر من عام 2019.
وتعاونت الشركتان لنشر وكيل افتراضي مدعوم بالذكاء الاصطناعي لإعادة ابتكار تجربة خدمة العملاء لشركة فودافون.
وقامت شركة "أي بي أم"، بوضع نظام الذكاء الاصطناعي التحليلي في عمليات خدمة عملاء فودافون، كذلك قامت بوضع الوكلاء الافتراضيين في كلا الجانبين التي تواجه العميل والوكيل، مع استمرارية تحديث حلول خدمة العملاء، بناءً على ملاحظات العملاء والأهداف الأولية.
وكجزء من هذه الجهود، أطلقت شركة فودافون تطبيقاً للدردشة الآلية باسم TOBi في عام 2017، والذي يعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي المدعوم من IBM Watson. يمكن للتطبيق الوصول فوراً إلى معلومات حول مواضيع شائعة مثل التجوال الدولي أو الوصول إلى شبكة 5G، ويمكنه أيضاً الوصول إلى سجلات العملاء لمساعدة المستخدمين في حل المشكلات.
وقامت شركة فودافون بصفقة من المقرر أن تستمر لمدة ست سنوات، وستشمل تعاوناً بين ما يصل إلى 1000 موظف من شركة الاتصالات المتنقلة فودافون وعملاق التكنولوجيا جوجل، وسيتم توزيع هؤلاء الموظفين في الولايات المتحدة وإسبانيا والمملكة المتحدة.
وتكمن الفكرة في مساهمة فودافون في إنشاء ونشر خدمات رقمية جديدة، وفي الوقت ذاته توسيع مفهوم أتمتة خدمة العملاء (أي جعل خدمة العملاء آلية بدون تدخل البشر)، بالإضافة إلى تسريع تقديم الخدمات الاستهلاكية والتجارية على المستوى العالمي. بحسب مقال نشرته (بي بي سي) على موقعها في الثالث من مايو عام 2021.
وأعلنت فودافون على موقعها الرسمي، أنها تعمل بنشاط مع الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة لتعزيز عملياتها وتحسين تجارب العملاء.
ومن التفاصيل السابق ذكرها يتضح أن الشركة باستخدامها للذكاء الاصطناعي لتحسين خدمة العملاء قللت الاعتماد على الموظفين.
بالرجوع إلى تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة فودافون نجد أنها عزت أسباب خطة فصل 11 الفاً من الموظفين إلى قولها "لم يكن أداؤنا جيداً بما فيه الكفاية، يجب أن تتغير فودافون من أجل تقديم خدمة متميزة بشكل مستمر".
والسؤال: لماذا لم تعلن “فودافون” صراحة أنها اعتمدت بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي، وأنها لم تعد بحاجه إلى هؤلاء الموظفين كما فعلت شركة "أي بي إم" في بيان خطة تسريح بعض موظفيها، والتي أعلنتها صراحة “بسبب استخدامها للذكاء الاصطناعي”.
وعزا بعض المحللين الأمر إلى أن الشركة ربما لجأت لعدم التصريح، لتلافي أي عواقب قانونية محتملة في أي دولة أثناء تنفيذ خطة تسريح الموظفين في فروعها المنتشرة حول العالم.
ولبيان حجم ما يمكن أن يكون قد تعرض له الموظفون حول العالم من بخس حقوقهم، نستعرض أرقام بعض الشركات التي أعلنت عن تسريحها موظفيها.
ووفقاً لموقع Intellizence، فإن أحدث بيانات تسريح العمال وتقليص الحجم وخفض الوظائف في مايو 2023، تشير بالأرقام إلى انخفاض عدد الوظائف الشاغرة، وعدم حدوث تغيير في نسبة التعيينات الجديدة سوى بشكل طفيف، بينما ارتفعت عمليات التسريح إلى أعلى مستوى في أكثر من عامين ووصلت إلى 1.8 مليون.
ووفقاً للموقع، منذ الأول من يناير 2023 أعلنت أكثر من 1900 شركة عن تسريح العمال، مقابل 3150 شركة عام 2022، وشمل التسريح الأخير مجالات: “السيارات، الرعاية الصحية، التصنيع، مجال الأدوية، التجارة الإلكترونية، العمال بالتجزئة، والتسريح المصرفي، والتسريح المالي”.
وأشار التقرير إلى أن شركة "لينكد إن"، تستهدف تسريح عدد "716" من الموظفين، كذلك شركة "Ochsner Health"، وتعمل في مجال الرعاية الصحية، ويبلغ عدد الموظفين المخطط تسريحهم 770، أو نحو 2% من قوتها العاملة، ووفقاً لتصريحات الشركة، فإن المناصب المتأثرة كانت في الإدارة والأدوار غير المباشرة في رعاية المرضى في المقام الأول، مع عدم تأثر الأطباء.
بينما قامت Shopify التي تعمل في مجال التجارة الإلكترونية بتسريح 20% من قوتها العاملة العالمية، وهي ثاني عملية تسريح كبيرة للموظفين بعد تخفيض بنسبة 10% تم الإعلان عنه في يوليو الماضي.
ويوضح حجم المشكلة عالمياً ما قامت به جامعة بنسلفانيا بالمشاركة مع منظمة "أوبن أيه آي" الأمريكية لأبحاث الذكاء الاصطناعي، بنشر ورقة بحثية لدراسة الآثار المحتملة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في سوق العمل بالولايات المتحدة، كاشفة عن نتائج مذهلة.
وخلصت الورقة إلى أن ما يقرب من 80% من القوى العاملة في الولايات المتحدة ستتأثر بنسبة 10% من مهام عملها بسبب الذكاء الاصطناعي.
وبحسب فيتشروم للبحوث التكنولوجية، فإن دراسة حديثة لشركة هوني وييل، وجدت أن أكثر من نصف الشركات الأمريكية مستعدة لزيادة استثماراتها في الأتمتة للبقاء على قيد الحياة مع تغيرات السوق، ويتوقع أن يصل الإنفاق في أتمتة العمليات الروبوتية إلى 25 مليار دولار بحلول عام 2025 من 3.6 مليار دولار حالياً.
بشهادة الذكاء الاصطناعي "تطبيق عملي"
في تجربة عملية استخدمنا فيها الذكاء الاصطناعي لصناعة محتوى آمن وقانوني كسؤاله عن “المهن التي ستندثر وتستبدل بالذكاء الاصطناعي”، وآخر قد يلجأ إليه الأفراد العاديون للسرقة أو الاختراق، عن طريق الطلب من الذكاء الاصطناعي عمل برنامج يُرسَل من خلاله إيميلات عشوائية للبعض يطلب فيها بيانات "البطاقة الائتمانية "ومن ثم سرقتهم أو التأثير سلباً على أعمالهم من خلال اختراق صفحاتهم على السوشيال ميديا أو حساباتهم البنكية، بالطبع لم نقم بكامل الخطوات من إرسال إيميلات بهدف الاختراق أو انصب، وإنما توقف الأمر عند مرحلة الطلب من الذكاء الاصطناعي تصميم البرنامج وتنفيذه له.
كذلك استخدام نغمة صوت وصور لشخصية ما في صنع فيديو ومن ثم النصب والاحتيال، كما حدث مؤخراً من سرقة رجل أعمال صيني تم خداعه بتلك الطريقة وسرق منه قرابة 600 ألف دولار، خبر تناقلته الصحف العالمية والعربية.
ولتنفيذ تلك الخطوة تمت الاستعانة بدعاء عبدالرؤوف، مبرمجة بشركة ترانيزم" Transim" الدولية، التي صمتت فيديو للفنانة "صباح"، تظهر فيه بشكل عصري وتغني باللغة الأجنبية، (بالطبع كان يمكننا إظهارها بمظهر مخلٍ أو غير ذلك مما قد يفعله البعض، ولكن توقفت التجربة عند هذا الحد).
وفي شرح منه لكيفية إتمام العملية تقنياً، قال المهندس محمود الكومي الحاصل على فضية جنيف للاختراعات عام 2021 و2022م على التوالي: “إن ذلك يمكن تنفيذه من خلال تقنية الجيل الثالث من شبكات الانتقال التكراري المتباعدة (Generative Adversarial Networks - GANs)، فعند استخدام GANs لتقليد الصور، يتعلم الجزء المولد من الشبكة كيفية إنشاء صور تشبه الصور الأصلية ممكن نسميها (التقليد المصطنع( أو (تقليد ذكي)، وهي تقنية تسمح للكمبيوتر أن يعمل بالذكاء الاصطناعي بحيث يستطيع إنشاء وتقليد صور وأصوات وأشخاص بطريقة تشبه الأصلية”.
وأضاف صاحب فضية جنيف، والتي حصل عليها بفضل ابتكاره روبوت كورونا «كيرا» والزجاجة ذاتية الملء من الهواء ELU Bottle عن تأسيسه أول شركة مصرية متخصصة فى تصميم وإنتاج الروبوتات الخدمية Humanoid Robots: “يتعلم الكمبيوتر من مجموعة كبيرة من البيانات الأصلية، ويستخدم هذه المعلومات لتوليد بيانات جديدة تكون شبه الأصلية قدر المستطاع، ومن خلال استخدام هذه التقنية، يستطيع الكمبيوتر إنتاج صور وأصوات وأشخاص جديدة بطريقة واقعية، ولتحقيق ذلك يُدرب الكمبيوتر على مجموعة كبيرة من البيانات الأصلية ثم يقارن النتائج بالبيانات الأصلية المستخدمة في التدريب”.
وتابع الكومي: لاستخدام هذه التقنية يجب تدريب الكمبيوتر على بيانات كبيرة وتحسين النتائج مع مرور الوقت، مع مراعاة الحذر ومراقبة النتائج باستمرار، لضمان جودتها والتأكد من عدم تلاعبها بالمعلومات بطرق غير ملائمة.
وفي تطبيق عملي آخر قمنا به، سألنا "CHATGPT" عن الوظائف المعرضة للاندثار فأجاب نصاً: -
العمالة المصنعية: الروبوتات الصناعية تزداد كفاءة وقدرة على تنفيذ المهام اليدوية والتقليدية بسرعة أكبر وبتكلفة أقل.
موظفو مراكز الاتصال: برامج الدردشة الذكية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي قادرة على التعامل مع معظم استفسارات العملاء.
موظفو البنوك والخدمات المالية: تطبيقات الذكاء الاصطناعي تزداد قدرتها على إدارة المعاملات المالية وتحليل البيانات وتقديم الاستشارات.
مسؤولو البيانات والمبرمجون: الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتعلم ويطور الخوارزميات بشكل أكثر كفاءة ويزداد قدرته على تنفيذ المهام البرمجية.
الكتاب والمحررون: برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج محتوى مكتوب بجودة عالية وبتكلفة أقل.
المحاسبون وموظفو المراجعة: الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتولى مهام التدقيق والتحليل المالي بسرعة ودقة أكبر.
السائقون وموظفو النقل: مع تطور السيارات ذاتية القيادة ووسائل النقل الأخرى، يمكن أن يقل الطلب على السائقين بشكل كبير.
البائعون وموظفو المبيعات: المتاجر عبر الإنترنت والتجارة الإلكترونية تقلل من الحاجة للبائعين وموظفي المبيعات في المتاجر.
انتهت التجربة العملية بإنتاج صور عديدة لمشاهير في أماكن من غير المنطقي ذهابهم إليها، كوجود ترامب ومشاهير الغرب ضمن أجواء رمضانية، وغيرها لا يتسع المجال لسردها جميعاً.
خوف مشروع وجدل
مما سبق، إذا كان من الممكن وقوع ضرر على الموظفين جراء الذكاء الاصطناعي، وإذا كان التاريخ يعيد نفسه، فكما خشي العمال على وظائفهم من ظهور الميكنة، فإن خوف الموظفين من ثورة الذكاء الاصطناعي مشروعة.
فقد يكون أثر الذكاء الاصطناعي عميقاً، لتهديده العاملين الذين كانت تبدو مكننة أعمالهم مستحيلة، مثل أطباء الأشعة، أو خبراء القانون.
وقد وجدت دراسة نُشرت عام 2013، لكارل بندكت فراي ومايكل أوزبورن، من جامعة أوكسفورد، أن 47% من الوظائف في أمريكا مهددة بشدّة بأن "يقوم بها الحاسوب" قريباً.
وتوقع مصرف ميريل لنش الأمريكي "أن يبلغ حجم أثر الاختلال السنوي"، الذي سينتج من تشغيل آلات الذكاء الاصطناعي، بين 14 و33 تريليون دولار، منها 9 تريليونات دولار، من خفض تكاليف التوظيف، و8 تريليونات دولار من انخفاض تكلفة التصنيع والعناية الصحية، وتريليونا دولار من مكاسب الجدوى الاقتصادية، بسبب استخدام السيارات التي تسير آلياً، والطائرات بلا طيار.
وتشير الأرقام -وفقاً لتقرير صادر مؤخراً عن بنك الاستثمار غولدمان ساكس- إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستقوم بمهام ربع الوظائف في الولايات المتحدة وأوروبا، لكن هذا قد يعني أيضا وظائف جديدة وانتعاشاً في الإنتاجية، وفي النهاية قد يؤدي هذا إلى زيادة القيمة السنوية الإجمالية للسلع والخدمات المنتجة عالميا بنسبة 7%.
ويشير التقرير ذاته إلى أن تأثير الذكاء الاصطناعي سيختلف بحسب القطاعات المختلفة التي يعمل بها، حيث يمكن استخدامه لإنجاز 46% من المهام الإدارية و44% من المهن القانونية، لكن هذه النسب ستتراجع في قطاع البناء إلى 6% فقط و4% في قطاع الصيانة".
ويخشى مارتن فورد، وهو صاحب كتابين من أكثر الكتب مبيعاً عن مخاطر المكننة، أن تختفي وظائف الطبقة الوسطى، وأن تتلاشى المرونة الاقتصادية، وأن تتمكن قلة من الأثرياء "من أن تنغلق على نفسها، في مجتمع مقفل، أو في مدن للنخبة من الناس، ربما تحرسها روبوتات عسكرية وطائرات درون".
ويخشى آخرون من أن ينطوي الذكاء الاصطناعي، على خطر وجودي للبشرية، لأن الحواسيب الفائقة الذكاء قد لا تشارك البشرية في مراميها، وقد تنقلب على صانعيها.
هذه المخاوف، عبّر عنها ستيفان هوكينغ العالم الفيزيائي، وإيلون مَسك الملياردير المبتكر التكنولوجي الذي أسس "سبيس- إكس"، وهي شركة صواريخ، وشركة "تسلا"، صانعة السيارات الكهربائية.
ولكن حيثما يرى البعض مخاطر وسلبيات، يرى آخرون فُرصاً وسوقاً جديدة ونماء.
فيرى معهد ماكينزي غلوبال، أن الذكاء الاصطناعي سيسهم في تطوير البشرية "عشر مرات أسرع، و300 مرة أكثر، أي أن التطوير سيكون 3000 مرة أكبر"، من أثر تطوير الثورة الصناعية.
وتطالعنا الأخبار أن شركات التكنولوجيا العملاقة، تشتري الشركات الناشئة العاملة في الذكاء الاصطناعي، وتتنافس لاجتذاب أفضل الباحثين في هذا المجال من المحافل الأكاديمية، ففي عام 2015، أُنفق رقم قياسي بلغ 8,5 مليار دولار في شركات الذكاء الاصطناعي، أي نحو أربع مرات أكثر مما أُنفق سنة 2010، حسب ما تقول شركة "كويد" التكنولوجية.
وتحاول شركات كبرى مثل "جوجل" و"فيسبوك" و"آي بي إم" و"أمازون"، إنشاء نظم بيئية من خدمات الذكاء الاصطناعي المتاحة في "كلاود" (الغيمة الإلكترونية).
ويقول ريتشارد سوتشر، مؤسس "ميتا مايند": "هذه التكنولوجيا ستطبَّق في كل صناعة.. وسيعمّ الذكاء الاصطناعي في كل مكان".
الشرق الأوسط والذكاء الاصطناعي
من الأمور التي يجب دراستها والوقوف عندها، التأثيرات الناتجة عن العمل من خلال الذكاء الاصطناعي على التسريح الوظيفي في الشرق الأوسط.
ووفقاً لماكينزي، من الآن وحتى عام 2030، من المرجح أن تكون 45% من الأعمال الحالية في الشرق الأوسط مؤتمتة، ومع ذلك فإن هذا يفتح أيضاً طريقاً جديداً تماماً لإعادة المهارات وفرصة للشركات لتحقيق إنتاجية عالية ونمو من خلال تزويد القوى العاملة بالمهارات المناسبة من خلال اعتماد الذكاء الاصطناعي والعمليات الآلية.
ورغم اختلاف بيئة العمل الغربية عن الشرق الأوسط فإن عائد ثورة الذكاء الاصطناعي على بعض الدول تبدو واعدة، فوفقاً لتقديرات تقرير "مستقبل الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" الصادر عن Google، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستحصل على 2% من السوق العالمية الإجمالية للذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، وهذا يعادل 320 مليار دولار أمريكي.
ومن المتوقع أن يصل النمو السنوي في المساهمة الاقتصادية للذكاء الاصطناعي إلى 20-34% سنوياً في جميع أنحاء المنطقة، مع توقع أعلى المعدلات في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
ويقول التقرير إن مساهمة الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي لمصر ستصل إلى نحو 10% بحلول عام 2030، بينما ستصل إلى نحو 14% في الإمارات ونحو 13% في السعودية.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، نشرت دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا استراتيجياتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي.
وكانت الإمارات العربية المتحدة أول دولة تطلق استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي في عام 2017، تلتها مصر في عام 2019.
ولدى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أيضاً مبادرات حكومية محددة للاستراتيجيات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي مع إدراجها في مبادرة رؤية السعودية 2030.
وفقاً للتقرير، شهد تبني الذكاء الاصطناعي أيضاً تسارعاً متزايداً، وقد لوحظت زيادة كبيرة بسبب قيمة الأتمتة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والعمل عن بُعد، والتغيير في عادات المستهلك.
ومع تعافي التجارة الإلكترونية والتجزئة بسبب إغلاق المتاجر الفعلية خلال جائحة كورونا، تم فتح طريق جديد لتحسين تجربة العملاء من خلال جمع مجموعات من بيانات العملاء، ما أدى إلى أن يكون هذا القطاع من أسرع القطاعات في اختيار الذكاء الاصطناعي.
ومع ظهور الثورة الصناعية الرابعة، يعيد التعلم الآلي وتحليلات البيانات الضخمة تشكيل العالم من حولنا، وفقاً للتقرير.
ويظهر الاستخدام الأكثر أهمية للذكاء الاصطناعي في صناعة الرعاية الصحية في مجالات مثل التشخيص والتطبيب عن بعد واكتشاف الأدوية.
على سبيل المثال، نفذت وزارة الصحة والوقاية في الإمارات العربية المتحدة نظاماً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي للكشف عن حالات COVID-19، بينما تستخدم المملكة العربية السعودية حالياً الذكاء الاصطناعي لتشخيص وعلاج اعتلال الشبكية السكري.
ويتمتع الذكاء الاصطناعي بإمكانية تحقيق فوائد كبيرة للمجتمع والاقتصاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على الرغم من التحديات العديدة التي يفرضها.
لماذا يستبدل الإنسان بالذكاء الاصطناعي؟
يقال "إذا عُرف السبب بطل العجب"، ربما يتعجب البعض من هرولة الشركات إلى الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في أعمالها ولكن لماذا؟
في استطلاع رأي لمنظمة McKinsey لعام 2021 عن الذكاء الاصطناعي اكتشف أن الشركات التي أبلغت عن تبني الذكاء الاصطناعي في وظيفة واحدة على الأقل زادت إلى 56%، بزيادة على 50% في السنة السابقة.
بالإضافة إلى ذلك، أفاد 27% من المجيبين بأن ما لا يقل عن 5% من الأرباح يمكن أن تُعزى إلى الذكاء الاصطناعي، بزيادة على 22% في السنة السابقة.
ووفقاً لمراجعة أعمال Harvard، تستخدم الشركات الذكاء الاصطناعي في المقام الأول من أجل الكشف عن التدخلات الأمنية وردعها بنسبة 44%، وحل المشكلات التقنية للمستخدمين 41%، والحد من أعمال إدارة الإنتاج 34%، وقياس الامتثال الداخلي عند استخدام الموردين المعتمدين 34%.
كذلك يُعد الذكاء الاصطناعي هو العامل الدافع وراء بعض قصص النجاح المهمة، وفقاً لمراجعة أعمال Harvard.
أنتجت وكالة Associated Press قصصاً أكثر بمقدار 12 مرة عن طريق تدريب برنامج الذكاء الاصطناعي لكتابة قصص إخبارية قصيرة عن الأرباح.
وتسمح أداة Deep Patient، وهي أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي قامت بتطويرها كلية Icahn للطب في Mount Sinai، للأطباء بالتعرف على المرضى المعرضين لمخاطر عالية قبل تشخيص الأمراض، وتحلل الأداة التاريخ الطبي للمريض للتنبؤ بما يقرب من 80 مرضاً قبل عام واحد من بداية ظهورها، وفقاً لـinsideBIGDATA.