ماريان هورن: الشتاء في أفغانستان "لا مثيل له" والناس ينامون في العراء
ماريان هورن: الشتاء في أفغانستان "لا مثيل له" والناس ينامون في العراء
عادت ماريان هورن، كبيرة مستشاري منظمة الصليب الأحمر البريطاني، مؤخرًا من أفغانستان قائلة: "عند التحدث إلى الناس هناك، تصدمك مشاعر اليأس المطلق، هذا الشتاء لا مثيل له حيث توافد مئات العائلات على المدن وناموا في الشوارع".
ونشر الموقع الرسمي للصليب الأحمر البريطاني، اليوم الاثنين، شكراً للجمهور البريطاني على التبرع بما يقرب من 7 ملايين جنيه إسترليني (نحو 9.4 مليون دولار) لدعم النداء الإنساني في أفغانستان.
ونقل عن "هورن" قولها: "عاصفة كاملة تخيم على أفغانستان، لا توجد أموال في البلاد، ولا توجد أيضًا طريقة لدعم حتى أكثر الفئات ضعفاً في وقت يواجه فيه الناس أسوأ موجة جفاف وشتاء وأزمة منذ عقود".
وتعد ماريان هورن، خبيرة في الشؤون الإنسانية والصراعات، لديها 20 عامًا من الخبرة ميدانية في عمليات الطوارئ والكوارث، والعمل الإنساني المبدئي، والوصول والحماية، ولديها سجل حافل للعمليات الإنسانية في النزاع والعمل مع مجموعة كبيرة من الجهات الدولية والمحلية، وعملت بالفعل لمدة 3 سنوات في أفغانستان مع اللاجئين والنازحين.
وأطلق الصليب الأحمر البريطاني نداءه أغسطس الماضي، وتبرع أشخاص من جميع أنحاء المملكة المتحدة بما مجموعه 6.95 مليون جنيه إسترليني، وتم توجيه هذه الأموال بشكل عاجل إلى توفير 3 آلاف طن من الإغاثة الغذائية، تكفي 210 ألف شخص في الأشهر المقبلة، وقد تلقى 24500 شخص بالفعل مساعدات غذائية طارئة.
ووفقا لبيان "الصليب الأحمر البريطاني" تم توزيع 5 آلاف مجموعة من مستلزمات النظافة و3500 مجموعة تحتوي على أدوات منزلية و3500 مجموعة من أدوات البقاء على قيد الحياة الشتوية، بما في ذلك أحذية المعاطف والبطانيات.
وأجريت تقييمات لسبل العيش في نوفمبر– ديسمبر لاستهداف الأسر الأكثر ضعفاً، حيث تقرر أن تبدأ عملية كبرى لدعم سبل عيش 280 ألف شخص في الأشهر المقبلة.
يذكر أن لدى الهلال الأحمر الأفغاني نحو 140 فريقًا صحيًا، 70 منها متنقلًا، يقدمون الرعاية الصحية الأولية مثل التطعيمات الروتينية في المناطق التي لا تستطيع الوكالات الأخرى الوصول إليها، هذه المناطق هي من بين أكثر المناطق عزلة وتأثرًا بالجفاف، وفي عام 2021، وصلت المنظمة إلى نحو مليون أفغاني مع مجموعة من الخدمات.
وحول الوضع المتدهور في البلاد، قالت ماريان هورن: "لقد جلست مع نساء يمسكن أطفالهن في المراحل الأولى من سوء التغذية، إنهن خائفات وليس لديهن أي دعم باستثناء فرقنا التي قامت بتوسيع نطاق توزيعها وعملياتها في كل مقاطعة من مقاطعات البلاد".
وتضيف هورن على الجانب الآخر: "لقد أدهشتني مرونة الناس، مثل هؤلاء القابلات والأطباء الذين تحدثت إليهم، لم يتلقوا رواتبهم منذ شهور ولم يفوتهم يوم واحد في العمل بدافع الشعور بالواجب".
وتعيش أفغانستان في قبضة أزمة اقتصادية كبيرة، حيث لم يتم دفع ما يصل إلى 80% من رواتب موظفي القطاع العام لمدة ستة أشهر، وكانت الأزمة مدفوعة أيضًا بسنوات من الجفاف المطول حيث يحتاج ما يقدر بنحو 22.8 مليون شخص، أي 55% من سكان البلاد إلى مساعدة عاجلة، ومن المتوقع أن تتفاقم الأزمة مع تقدم الشتاء.