شولتس يتعهد لإيطاليا بالدعم في مواجهة تزايد أعداد اللاجئين
شولتس يتعهد لإيطاليا بالدعم في مواجهة تزايد أعداد اللاجئين
تعهد المستشار الألماني أولاف شولتس لإيطاليا بالتضامن في استقبال اللاجئين، بحسب صحيفة "كورييري ديلا سيرا".
وقال شولتس في تصريحات تم نشرها اليوم بمناسبة زيارته إلى إيطاليا اليوم الخميس، إن إيطاليا واليونان وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي المطلة على البحر المتوسط تواجه تحديا كبيرا، لأن أعداد اللاجئين والمهاجرين القادمين هناك آخذة في التزايد.
وأكد المستشار الألماني أنه يجب ألا يتم ترك إيطاليا والدول الأخرى بمفردها في مواجهة ذلك، ولكن يجب اتباع نهج التضامن وتحمل المسؤولية.
وأوضح شولتس آنذاك أنه يعتزم التعاون بشكل وثيق مع الحكومة الجديدة.. ومن جانبها أبدت ميلوني، التي كانت قد هاجمت ألمانيا من قبل بشدة بصفتها سياسية معارضة، ميولا للتصالح، ومن المحتمل أن تتناول المباحثات اليوم الحرب الروسية ضد أوكرانيا وكذلك موضوعات تتعلق بالاتحاد الأوروبي مثل سياسة اللجوء الأوروبية.
ودعا شولتس في الوقت ذاته للتوصل لاتفاق لإصلاح أساسي لنظام اللجوء الأوروبي، وقال: "نحن بحاجة لتوزيع متضامن للمسؤولية والاختصاص بين دول الاتحاد الأوروبي وكذلك الامتثال للمعايير لأجل طالبي اللجوء فيما يتعلق بإجراءات اللجوء وبالاندماج في دول الاتحاد الأوروبي".
وبالتوازي مع زيارة شولتس لإيطاليا، يحاول وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ تمهيد الطريق لإدخال إصلاح كبير على نظام اللجوء والهجرة في أوروبا.
يذكر أن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها للمستشار الألماني للعاصمة الإيطالية منذ تولي زعيمة حزب "فراتيلي ديتاليا" اليميني المتطرف جورجيا ميلوني رئاسة الحكومة في إيطاليا في أكتوبر الماضي، وسبق أن قامت ميلوني بأول زيارة رسمية لها إلى برلين في فبراير الماضي.
وسبق أن وقعت عشرات المنظمات على نداء إلى الحكومة الألمانية، حذرت فيه من "خرق محرمات" تتعلق بحقوق الإنسان، إذا ما وافقت برلين على مشروع إصلاح وتشديد قواعد اللجوء الأوروبية، وفي هذه الأثناء قدمت المفوضية الأوروبية خطة عمل جديدة.
الهجرة غير الشرعية
وتعد قضية الهجرة غير الشرعية واحدة من أبرز القضايا التي تؤرق المجتمع الدولي بشكل عام والأوروبيين بشكل خاص، وتعد اليونان وإيطاليا وإسبانيا من نقاط الدخول الرئيسية إلى دول الاتحاد الأوروبي للمهاجرين الذين ينطلقون من دول شمال إفريقيا، وخاصة من المغرب والجزائر وتونس وليبيا والقادمين من جنوب الصحراء، حيث ارتفع عدد المغادرين بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية.
وتتوقع دول البحر المتوسط الواقعة على الطرق الرئيسية للهجرة إلى أوروبا، زيادة عدد المهاجرين إليها بالتزامن مع أزمات الاقتصاد والطاقة والأمن الغذائي الناجمة عن حرب أوكرانيا بموجة هجرة جديدة، خاصة من إفريقيا والشرق الأوسط، بخلاف تداعيات التغيرات المناخية.
وارتفعت حالات دخول المهاجرين بشكل غير شرعي إلى الاتحاد الأوروبي في 2022 بنسبة 64 بالمئة على ما كانت عليه قبل عام، وبلغت أعلى مستوى منذ 2016، حسب أحدث بيانات نشرتها وكالة الحدود الأوروبية (فرونتكس).
وقالت الوكالة في بيان، إنه تم تسجيل 330 ألف دخول غير شرعي في 2022 مقابل 123318 في عام 2021، جاء 45 منها من طريق البلقان، وتضاعف عدد المواطنين السوريين الذين تشملهم هذه الحالات ليبلغ 94 ألف شخص، وفق فرانس برس.
وأوضحت فرونتكس أن "هذه هي السنة الثانية على التوالي التي تشهد زيادة حادة في حالات الدخول غير النظامي"، مضيفة أن السوريين والأفغان والتونسيين شكلوا معا 47 بالمئة من هذه الحالات في 2022.