"سيما بحوث": النساء في قلب كل الأهداف الإنمائية المستدامة
"سيما بحوث": النساء في قلب كل الأهداف الإنمائية المستدامة
أقامت الأمم المتحدة، فعالية في مقرها بنيويورك، احتفاء باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف الموافق اليوم 17 يونيو، تحت عنوان "المرأة.. أرضها.. حقوقها: النهوض بالمساواة بين الجنسين وأهداف استعادة الأراضي".
وشارك في الاحتفال باليوم العالمي الذي يسلط هذا العام الضوء على حقوق المرأة في الأرض، قادة يمثلون الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني، والشعوب الأصلية، والنساء والشباب.
وهدفت الفعالية إلى مناقشة السياسات والإجراءات اللازمة للنهوض بحقوق المرأة في الأرض وتعزيز القيادة النسائية القوية وسلطة اتخاذ القرار في الإدارة المستدامة للأراضي.
قالت مديرة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، سيما بحوث، في كلمتها خلال الفعالية، إن النساء في لب كل الأهداف الإنمائية بما فيها الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة المعني بتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات.
وشددت على أننا لن نتمكن من تحقيق كل هذه الأهداف بدون القضاء على التمييز ضد المرأة.
وفي يوم مكافحة التصحر والجفاف لهذا العام، أطلقت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر حملة بعنوان "أرضها"، وهي حملة توعية عامة لتعزيز الأمثلة الناجحة لمساهمات النساء والفتيات في الإدارة المستدامة للأراضي، وحشد الدعم للنهوض بحقوق الأراضي للنساء والفتيات في جميع أنحاء العالم.
وقالت "بحوث" إن حملة "أرضها" مهمة لتنفيذ الالتزامات الوطنية والدولية ولا سيما وصول المرأة إلى الأراضي وامتلاكها، موضحة: "تمثل الأرض بالنسبة للكثير من الناس حول العالم مصدرا للقوة والهوية وبالتالي فإن إشراف المرأة على مراقبة الأرض أمر مهم لتحقيق المساواة الجنسانية والاستقلال الاقتصادي للمرأة".
المساواة تسهم في حماية الأرض
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن المساواة في الحق في امتلاك الأراضي تسهم في حماية الأرض وتعزيز المساواة بين الجنسين على حد سواء.
وحث في رسالة مصورة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، الحكومات قاطبة على إزالة الحواجز القانونية التي تحول دون امتلاك النساء للأراضي وعلى إشراكهن في عمليات صوغ السياسات.
وقال "غوتيريش" إن نسبة تدهور الأراضي تبلغ حاليا ما يصل إلى 40% من مجموع الأراضي، ما يعرض إنتاج الغذاء للخطر، ويهدد التنوع البيولوجي، ويؤدي إلى استفحال أزمة المناخ.
وأوضح أن هذه العواقب "تصيب بوطأتها النساء والفتيات أكثر من إصابتها من سواهن، فهن يعانين آثار نقص الغذاء وندرة المياه والهجرة القسرية الناجمة عن سوء معاملتنا للأراضي أشد من معاناة غيرهن.. ومع ذلك، فهن الأقل قدرة على التحكم في هذه الأوضاع، ذلك أن القوانين والممارسات في بلدان عديدة تمنع النساء والفتيات من امتلاك الأراضي".
ملكية الأرض وتحقيق التنمية
من جانبه قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تشابا كوروشي، إن خطة عام 2030 -التي تطمح إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030- تُقر بأن المساواة بين الجنسين في الحصول على حقوق ملكية الأرض جزء لا يتجزأ من تحقيق جميع أهدافنا العالمية المتعلقة بالتنمية المستدامة، ومن بينها إنهاء الفقر والجوع، واستدامة الحياة على الأرض.
وشدد على ضرورة أن يحتل هذا الفهم للطبيعة المتكاملة لكل من الأزمات والحلول مكان الصدارة في قمة أهداف التنمية المستدامة في سبتمبر.
وحث، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، على تقدير مساهمات النساء في الإدارة المستدامة للأراضي، داعيا إلى تعزيز القوانين والسياسات من أجل ألا يتخلف أحد عن الركب.
دون مشاركة النساء
وتحدثت في الفعالية الناشطة البيئية، ومؤسسة جمعية نساء الشعوب الأصلية وشعوب تشاد ومناصرة أهداف التنمية المستدامة، هندو أومارو إبراهيم، قائلة إن النساء في طليعة الجهود الرامية لمكافحة التصحر والتصدي لتغير المناخ.
وأضافت "إبراهيم" وهي خبيرة في تكيف الشعوب الأصلية مع تغير المناخ: "مكافحة التصحر دون مشاركة النساء يشبه لعب كرة القدم دون حارس مرمى.. وهو لا يقود إلى أي نتيجة إيجابية"، ونبهت إلى مخاطر التصحر في منطقة تشاد والساحل الإفريقي.
مستقبل أكثر إشراقاً واستدامة
وشهدت الفعالية عروضا موسيقية قدمتها إينا مودجا، المغنية المالية وسفيرة النوايا الحسنة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.
ثم ألقت "مودجا" كلمة قالت فيها: "بصفتي امرأة وفنانة وناشطة في مجال المناخ والعدالة الاجتماعية، أؤمن بضرورة تمكين النساء والشباب وتعزيز المساواة بين الجنسين في مكافحة التصحر وتدهور الأراضي.. معا، يمكننا خلق مستقبل أكثر إشراقا واستدامة".
السعودية ومكافحة التصحر
تحدث في الفعالية أيضا السفير عبدالعزيز الواصل، المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة، مؤكدا أن بلاده تولي اهتماما لمكافحة التصحر ومقاومة الجفاف الذي تعاني منه الدول وخاصة في المنطقة العربية.
وقال إن مبادرة الشرق الأوسط التي ترعاها بلاده تهدف إلى زيادة التعاون والجهود في المنطقة وزراعة 50 مليون شجرة وزيادة مساحة القطاع النباتي.
وأعلن استضافة بلاده للمؤتمر السادس عشر للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، في ديسمبر من العام المقبل.